عامر القصص

كثير من الكتاب يكتبون عن هموم المعلم وبذلك يضربون على الوتر واني لأحييهم من صميم قلبي وعقلي واني لأضم صوتي إلى صوتهم فالمعلمون للأسف ينتظرون تغيير واقعهم من غيرهم مع معرفتهم العميقة بوزارة التربية والتعليم ورغم ما يعانونه من هذه الوزارة التي لا تعمل لصالح لا المعلم ولا التعليم ولا الطلاب ولا حتى المجتمع فمشاكل هذه الوزارة أكبر من أن يكون لها وزيرا واحدا لوحدها فكيف إذا كان وزير التربية والتعليم هو نفسه وزيرا للتعليم العالي فالمسؤولية كبيرة وعظيمة وان أكبر هم عند المسؤولين في الوزارة كما غيرها من الوزارات هو أن تظهر الوزارة أمام المجتمع بصورة مشرقة وإن كانت الصورة غير مشرقة أصلا في واقعها لكن هكذا تقتضي الدبلوماسية والسياسة فالوزارة تتشدق بمشاريع وأنشطة ليس لها علاقة بتنمية العملية التعليمية سوى الاسم والذي يعمل في الوزارة بأي موقع يعلم هذه الأمور جيدا ولا يلمس أي نتيجة إيجابية لتلك المشاريع والجميع يعرف ما الهدف من وراء تلك المشاريع فالهدف إما أن يكون فقط من أجل التلميع والإعلام أو أن يكون وراءه منظمة أو جهة تريد التبرع للوزارة فيكون التبرع عبارة عن دورات مدفوعة الأجر لمدربي هذه الدورات من داخل الوزارة وتكون طبعا على حساب المعلم المسكين الذي يحضر الدورة مرغما وخارج أوقات الدوام الرسمي ويدفع من جيبه ووقته ووقت عائلته مقابل دريهمات تدفع له بدل مواصلات لا تكفي مصروفا لطالب والمدرب المسؤول هو المستفيد ماليا والوزارة زيادة على الفائدة المادية تظهر أمام المجتمع على أنها قامت بإنجاز تاريخي .

فعليه فأنا كما قلت مع الذين كتبوا عن الظلم الواقع على المعلم وان التحرك يجب أن يكون من الداخل لأن الذي يأتي من الخارج يأتي وكله إملاءات وشروط حتى يصل المعلم إلى نتيجة انه أصلا لو لم يكن هذا الشيء لكان أفضل فيا أيها المعلم المقهور تحرك من موقعك وحاول تغيير واقعك ولا تنتظر من يدفعك أنت كما تصنع مستقبل الرجال اصنع مستقبلك فلا تتخاذل ولا تجبن فإن الرب واحد والرازق واحد فلا تنتظر أحدا لأن أحدا لن يحمل همك كما أنت ولن تتحقق أحلامك بمجرد التمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا فكن كما يجب أن تكون وقادا مشعلا قائدا كما تقود جيل المستقبل كن قائدا لمستقبلك فكما أنت قادرا على تنظيم الطلاب نظم نفسك الكل يعلم انك ستواجه عقبات كبيرة فقط لمجرد التفكير في إنشاء مظلة لرعاية المعلمين كنقابة أو غيرها لكن حاول فخطوة الألف ميل تبدأ بخطوة وفي النهاية إن الله لا يسمع من ساكت مع علمه بمسألته إذ قال : " وَقالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ " فوجب التغيير فالله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.

amerh69@gmail.com