أضف إلى المفضلة
السبت , 18 أيار/مايو 2024
السبت , 18 أيار/مايو 2024


الأردن ، من الانعاش الى الجراحة ، أم إلى ثلاجة الموتى ؟!!

بقلم : اشرف شهاب عضيبات
11-11-2013 11:42 AM
الحراكيون ، النشطاء السياسيون ، الأغلبية الصامتة ، يتهمون النظام بمسؤوليته الحصرية عن جريمة الفساد ، وعن تردي الحالة الصحية لمرتكزات وقواعد الدولة الأردنية ، ويدفعون باتجاه أن يتولى النظام مسؤوليته في استرداد المسروق ، ووضع حد للفاسدين ، وتفعيل القوانين التي تعيد الهيبة للدولة ، واجراء التعديلات الدستورية التي تؤدي الى الاستقرار السياسي والاقتصادي وبالتالي الاجتماعي .
في المقابل نرى النظام السياسي ، رموز الفساد ، ومن يتبعون لهما فكريا ، وسلوكيا ، ومنفعة ، يتهمون الشعب بفساد ضربه في أخلاقه ، وخلل في معتقداته الوطنية ، وانتمائه لقيادته ، وأن أيد خفية ، وأجندات خارجية ، تتولى إدارة هذا الحراك وما ينتج عنه من قرارات ، وشعارات ، ومطالبات . وينتظرون أن يتم العمل على علاج تردي السلوك المجتمعي لستة ملايين شخص حتى تنفرج الغمة ، ونخرج من الأزمة .
وفي حال تفشي حالة الفشل في الوصول الى قرار مشترك يتفق عليه الجميع ، أو الغالبية العظمى ، لتحديد الجهة المسؤولة عن تولي مسؤولية الإصلاح الذي يجب أن يبدأ سريعا ، يزداد سوء الحالة الصحية للدولة الأردنية يوما بعد يوم ، مما يولد سؤالا تصعب الإجابة عليه ، إلا وهو ، الأردنيون إلى أين ؟!
التاريخ يقول بأن النظر في السيرة الأردنية لعشرة أعوام مضت (على سبيل المثال) ، تدل دلالة واضحة على أن الأمور تزداد سوءا ، وأن كثيرا من التصريحات والتلميحات والمؤشرات تدل على أن الخطر الذي يحيط بنا في تفاقم مستمر ، من نواح عديدة ، أولها الاقتصاد ، ثم وضع المواطن الأردني ، وحالة الطبقة الوسطى ، ومؤشر مدركات الفساد ، والحريات العامة ، وتقارير حقوق الانسان ، والأمن العام في البلاد ، والاستقرار الاجتماعي ، ومعدل الجريمة ، وارتفاع حالات الطلاق ، وجرائم الشرف ،واللقطاء ، والفوضى السياسية ، وغيرها الكثير ، وأن استمرار انحدار المؤشر مع مرور الوقت ، ينبئ عن مستقبل يخلو من أي مظهر من مظاهر الاستقرار الذي ينشده الأردنيون .
المقلق في الأمر أن الحديث عن الإصلاح في الأردن ، والجدل الدائر حول الموضوع ، لثلاث سنوات مضت ، لم يتجاوز شعارات من الحراكيين ، وخطابات من أصحاب القرار ، بينما نفتقد أي شيء ملموس على أرض الواقع ، سوى بعض التعديلات الدستورية ، وما رافقها من تعديلات في الحياة السياسية التي لم ترتق لتلامس الحد الأدنى من طموح الطامحين بالإصلاح في الأردن ، حيث تطل علينا الأخبار كل يوم بقضية فساد جديدة ، أو تصريح يضرب هيبتنا في أعماقها ، يتضح معها بأن البعض يتعامل مع الأردنيين على أساس أن لهم آذان يسمعون بها ، وأنهم يفتقدون إلى العقول التي يبصرون بها الحقيقة ، فما احترموا في تصريحاتهم ، عقولنا ولا وعينا ، وهذا ما يزيد الاحتقان الشعبي ، والغضب العارم الذي يعتري الوجوه .والكلام عن الغضب الشعبي ، والإحتقان لا يعتبر دعوة مني لايقاظ الفتنة النائمة ، وإنما هو من باب وضع اليد على الجرح ، وعدم مجاملة أصحاب القرار على حساب أمن الوطن واستقراره .
ختاما أقول : إن ما يدور من تبادل للاتهامات وعدم تحمل المسؤولية ما بين الحاكم (الملك ، الحكومة ، اصحاب القرار) والمحكوم ، واللجوء إلى تقسيم الناس إلى موال ومعارض ، وشريف ومندس ، سيؤدي إلى رسم معالم بداية النهاية للدولة الأردنية ، وأن الجلوس على طاولة الحوار الوطني الجاد - بعيدا عن اللجان والمنظومات المشبوهة - هو الذي سيقرر ، هل ستخرج الأردن التي ترقد اليوم في غرفة الإنعاش ، إلى غرفة الجراحة العامة لمتابعة العلاج ، أم أنها ستخرج – لا سمح الله – إلى ثلاجة الموتى ، وهذا ما سيحدده مدى جدية القائمين على الاصلاح .

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
11-11-2013 12:38 PM

هو بقي شيء او أبقوا شيء يصلح يا كتابنا العزيز

2) تعليق بواسطة :
11-11-2013 02:17 PM

مادام عادت رموز الحقب الفاسدة لتولي دفة الامور فالامور ستسير الى الاسوء ويتبدى ان الدولة كانت تقف على ارجل من خشب من مديونية الى بطالة الى تردي اقتصادي وأرجلها الخشبية ينخرها التسوس العميق وكل سنة تجلد بشروط القروض واملاءات صندوق القد الدولي وكلما جائت دفعة قالو انفرجت وماتلبث ان تتبدد الاحلام وتنشكف الامور عن اسوء مما قبل وندعو الله وحدة ان يحفظ هذا البلد من عاديات الزمان ؟؟؟

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012