أضف إلى المفضلة
الأحد , 19 أيار/مايو 2024
الأحد , 19 أيار/مايو 2024


هدم المساجد ومنع الحجاب وخلفية القرار !

بقلم : علي الحراسيس
28-11-2013 12:08 PM
... انغولا ،دولة افريقية تقع في جنوب وسط أفريقيا مساحتها لاتزيد عن 200 ألف كم2 وسكانها يربو على 20 مليون ..
المسلمون فيها يشكلون أقلية لايتجاوز عددهم أل 150 ألف مسلم من أصول عربية وافريقية وفيها أكثر من 90 مسجدا موزعه على المدن ..وغالبية سكانها من الكاثوليك والبروتستانت ،وتعتبر احد اكبر البلدان انتشارا لمظاهر الفساد وأكثرها فقرا ..
رغم نفي الحكومة اليوم هدم مساجد في مدن انغوليه وعدم نيتها محاربة الإسلام ، لكنها تذرعت بوجود إسلاميين متشددين قاموا ببناء مسجد غير مرخص يمارسون فيه شعائرهم وأفكارهم المخالفة للديمقراطية على حد تعبير وزيرة الثقافة وبالتالي جرى هدمه .
غير أن هذا كلّه لا يستقيم ولا يُفهم من دون ملاحظة الغطاء الشرعي للاضطهاد هذا والذي تقدمه دول تحمل راية الإسلام في العالم مثل السعودية ومصر، واللتين تقومان بتوصيف أحزاب الإسلام السياسي بالإرهاب والضلال والفتنة بشكل يخلط الأوراق بين الإيديولوجي والديني ويسمح لكل من يرغب في تشويه الإسلام والإساءة له باعتماد هذه التوصيفات الديماغوجية وتعميمها على كل المسلمين في العالم.
مثل هذه القرارات العنصرية، هي التي تصنع التطرف والتشدد والإرهاب، في حين أن احترام الآخر وثقافته والتسامح الديني من شأنه مكافحة التطرف والتشدد والإرهاب، في انغولا وحتى في أفريقيا التي يشكل المسلمون نصف سكانها وفي العالم حيث يعيش أكثر من مليار ونصف المليار مسلم.
قرار محاربة الإسلام في انغولا يمثل استفزازا كبير للمسلمين، ولا يخدم التعايش ،والأخطر انه يمثل تحريضا ضد شريحة في المجتمع اختارت ديانة الإسلام ،وكما فعلت انغولا اليوم ،فقد فعلتها دولا أوروبية أخرى هاجمت الإسلام ووصفت النبي عليه السلام أوصافا لا تليق ورسم أطفال الدانمرك صورا مسيئة للنبي علية الصلاة والسلام ، أقمنا الدنيا ولم نقعدها ،والسبب يعود لما نشرناه نحن ونقلناه حول صورة الإسلام ، فكل مقدرات العرب والمسلمين عامة وثروات النفط لم تحقق ولو خطوة واحده باتجاه تعديل صورة الإسلام والمسلمين في أذهان الناس في أفريقيا وأوروبا ، ولم تكلف دولة او منظمة إسلامية نفسها بتأسيس إذاعة او محطة تلفاز في وسط أوروبا او أفريقيا لشرح وإظهار الإسلام الحقيقي ، وانشغلنا بشراء الأندية والجزر واللوحات التي كان أخرها لوحة ب 124 مليون دولار اشترتها شقيقة أمير قطر ، فيما لا تكلف محطة تلفزيون واحده نصف مليون دولار تبث برامجها للناس هناك أو حتى نؤسس لدار نشر إسلامية تدافع عن رسولنا العظيم وتبرز خصائله وعظمته وتسامح الإسلام وعدالته ،فالناس لا تعرف الإسلام إلا ما وصل إليها من ' بطولات ' ابن لادن والقاعدة والجهاديين ! وما نقوم به شكلا يتمثل بمظاهرات وانتفاضات وإدانات فارغة ونمارس أعمال الحرق والقتل والاعتداء على مؤسسات دولية وكلها ممارسات لا تسمن ولاتحل المشكلة سرعان ما تهدأ بعد عدة أيام .
لم نقف نحن كمسلمين وقفة قراءة الأسباب التي تدفع الدول والمنظمات وحتى الأطفال محاربة ديننا الحنيف وتصوير رجاله ونبيه عليه السلام أنهم متطرفون قتلة مصاصو دماء ، وننتظر دوما أن يجري الحدث المسيء للإسلام لنتحرك بعدها تحركا عشوائيا غير منظم وغير حضاري كردة فعل ، نتوقف عندها دون إيجاد الحلول لوقف تلك التشويهات التي تجري والتي نتحمل نحن جزءا كبيرا منها في معالجتنا وتعاطينا مع فكر المعارضين والمخالفين لفكرنا .
ستستمر المعركة في كل موقع ، وسيزداد التشويه وتتسع الحرب ضد ديننا ونبينا عليه السلام ما لم نتخذ الإجراءات العملية والعلمية والفكرية والإعلامية والحضارية الكفيلة بتعديل تلك التشوهات الراسخة في عقول الآخرين .

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
28-11-2013 05:22 PM

الله لايوفقها لوحة قماش ب 124 مليون .!!!!

2) تعليق بواسطة :
29-11-2013 12:38 PM

.
-- سيدي, مع الإحترام المعلومات التي وصلتك عن انغولا غير صحيحة فتلك البلد تقود دعوة للتوافق العام و تنهض من كبوة و حروب أهلية دامية.

-- بناء المساجد دون ترخيص لا يجوز في السعودية و الاردن و كافة الدول الإسلامية فلماذا تريده ان يكون إستثناء في أنغولا..!!

-- الترخيص لا يتعلق فقط بالعبادة بل بتنظيم المنطقة و المساحة و مواصفات البناء الهندسية و الخدمات و مواقف السيارات فهل نهمل كل ذلك إذا اراد أحدهم بناء مسجد.

-- نحرم الإخوة المسيحيين في مصر من صيانة كنائسهم الآيلة للسقوط دون ترخيص و انت تدعوا لأن يبنى مسجد لأقلية مسلمة في انغولا دون ترخيص الا يشكل ذلك تحديا يجلب الاضرار لتلك الاقلية دون مبرر.

-- للعلم فإن المتطرفين الافنجليين المسيحيين فبل المتطرفين المسلمين هم من تسعى الحكومة هناك لضبط نشاطهم بالتعليمات المشار اليها.

-- من خلال زياراتي لأديس ابابا عاصمه إثيوبيا تعرفت و بنيت صداقة مع إمام المسجد الكبير و هو من أكبر و أقدم المساجد في افريقيا .

-- ولمن لا يعلم فإن عدد سكان اثيوبيا ثمانون مليونا نصفهم مسلمون و النصف الآخر مسيحيون و العلاقة بين مسلمي و مسيحيي إثيوبيا تصلح نموذجا للعالم كله.

-- خلال إحدي الزيارات أخبرني الإمام أن جماعة وهابية بنت في ليلةواحدة مسجدا على ارض كنيسة بالعاصمة ..و تجنبا للفتنة قرر المسلمون معالجه الامر لوحدهم دون تدخل الامن فطالبوا الفريق الذي بنى المسجد الخشبي بإزالته و مغادرة المكان فلما رفضوا أجبروهم بالقوة على المغادرة و فككلوا و رفعوا الألواح التي استعملت لبناء المسجد و اعادوا للكنيسة ارضها.

-- لنتذكر أن عمر بن الخطاب رفض وهو خليفة منتصر ان يصلي في كنيسة القيامة رغم دعوة البطريرك صوفرونيوس له بالصلاة فيها و قال: أخشى ان يأتي من يحولها يوما لمسجد لأن الخليفة عمر صلى بها..كأن الفاروق كان يقرأ حاضرنا.

وللاستاذ علي الحراسيس الاحترام و التقدير.

3) تعليق بواسطة :
30-11-2013 09:35 AM

على اي حال ما اثاره الكاتب الكريم هو صيحة في عالم الاموات من المسلمين الذين اصبح همهم الوحيد هو التطرف واتشدد بلا معنى ولا مكسب وتركوا الدعوة ونشر الدين بخصاله الحميدة المجيدة وتسامحه الذي لا يقارن بغيره من الاديان وتحاب اهله بالله فمن المسؤول الحقيقي اليست الدول بانظمتها والحكومات التابعة للحكام واجهزتها الامنية الا يعلم ويتفكرالمسلمين بقوله تعالى ( أن الله لايغفر أن يشرك به ويغفر دون ذلك لمن يشاء) صدق الله العظيم اذن لماذا الشطط والغلو في الدين هل يريد هولاء ان يحكموا بغير ماأنزل الله لماذا يتقاتل الشيعة والسنة طالما انهم على دين واحد والقاسم المشترك بينهم هو شهادة ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله ، من الذي يكفر الناس ويجعل من نفسه وصياً عليهم في معزل من الكتاب والسنة فيعذب من يشاء ويغفر لمن يشاء اليس هولاء هم من يسيئون الى الدين الحنيف ويجنحوا به الى الظلام بدلاً من النور قال تعالى ( الله ولي الذين امنوا يخرجهم من الظلمات الى النور والذين كفروا اوليائهم الطاغوت يخرجونهم من النور الى الظلمات .......) نوجه رسالة لكل انسان عاقل ان يتقي الله في نفسه اولاً افي المسلمين ثانياً وفي خلق الله ثالثاً وأن يدعوا الى سبيل ربهم بالحكمة والموعضة الحسنة و يجادلوهم بالتي هي احسن فإذا الذي بينهم وبينه عداوة كأنه ولي حميم كما امرنا الله وشرعه فأن لهم دينهم ولي دين وعلى المتشددين والمتطرفين ان يدعوا الخلق للخالق قال تعالى ( انك لاتهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء ) صدق الله العظيم ............تحياتي

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012