أضف إلى المفضلة
السبت , 18 أيار/مايو 2024
السبت , 18 أيار/مايو 2024


عيد للعمال ام حفل بروتوكولي للنخب

بقلم : ناجي الزعبي
01-05-2014 09:39 AM
سؤال للمحتفين بعيد العمال , وانا منهم : منذ عقود طويلة ونحن نحتفل بعيد العمال ...., فما الذي جنوه من احتفالاتنا ؟
اين اين اليسار من اضرابات عمال الفوسفات , والبوتاس , والكهرباء , والبلديات , وعمال المياومة في وزارة الزراعة ؟
الا يفترض ان يحتفل العمال انفسهم بعيدهم , وان يرفعوا الريات الحمر , رايات اليسار الذي يفترض ان يكون قد تبنى قضاياهم , ودافع عن مصالحهم , وساهم في تعميق وعيهم , وربط نضالهم المطلبي بالوعي السياسي .
اي نضال خارج صفوف الجماهير , والعمال , والكادحين , واصحاب المصلحة الحقيقيين , هو محض ترف , ونضال فوقي لا يفضي لشيئ , وهو مجرد طقوس فارغة من المضامين , بدليل اعوام طويلة من النشاطات , والاعتصامات , والمسيرات البروتوكولية , دون اي انجاز يذكر , وعلى العكس فقد ازداد النظام تعنتا وانخراطا في مشروع النهب الممنهج وتعميق بؤس الشرائح الاجتماعية والتردي بالواقع الاقتصادي والاستخفاف بمصالح الغالبية العظمى من جماهير شعبنا .
لن يكون لاي قوة سياسية ايا كانت ايدولوجيتها , وفكرها السياسي , ومشروعها , وبرنامجها قيمة , وتأثير لدى السلطة السياسية مالم تتوقف عن تذيل النظام , ومالم تكن قادرة على تحريض الجماهير , وتعبئتها , وتوظيف قدراتها , وحسها الثوري لانجاز المهام والمشروع الذي يفي باستحقاقات المرحلة , والمستقبل .
ولن يتمكن اي تنظيم يستجيب للسياق الليبرالي من الممارسة السياسية ,كالديمقراطية البرلمانية , والاصلاحات , والتداول المدني للسلطة وكل هذه الخزعبلات التي تقصي الفقراء , والجماهير وتضللها وتخدرها وتزيف وعيها اذا ان هذه الجماهير غير قادرة على تحمل كلفة برامج الدعاية , وخوض المعارك الانتخابية , وتوظيف المال السياسي , وتقديم الرشاوي لشراء الاصوات والذمم , على النمط البرجوازي الليبرالي ,لن يتمكن اي تنظيم من ان يلتحم بالجماهير , وان يصبح قوة قادرة على التغيير والفعل وانجاز مشروع يفي بمصالحها , وسيبقى مجرد مجموعة تمارس نمطا من النشاط الفوقي المترف , ولعب بالمصطلحات على غرار : ( نحن مضطرون للتعاطي السياسي ), ( النظام قوة يجب التعامل معها ) , الى آخر مثل هذه المصطلحات المضللة والمخدرة وبنفس الوقت تطيل امد عذابات المضطهدين والمستغلين من الكادحين , وتضفي شرعية على الفئة التي تستغلهم .
لقد كان شعار ' رغيف خبز لكل مواطن ' مفعول السحروحمل الزعيم اليساري لولا دي سيلفا لزعامة البرازيل لينقلها من دولة متخلفة الى دولة تضاهي الاقتصاديات للدول المتقدمة العظمى .
وكانت برامج شافيز القائد البوليفاري جملة البرامج , والمطالب لفئات الكادحين , والمسحوقين في مختلف قطاعات في العشوائيات , وبؤر الفقر وبين صفوف العمال والفلاحين لينقل فنزويلا لدولة ذات ارادة سياسية حرة , تبني تنمية وطنية شاملة مستهدفة جماهير الفقراء والمهمشين .
ان اليسار مطالب اليوم للالتفات الى البوادي والارياف , والمخيمات , والعمال , والفلاحين , والكادحين , ان تبني قضية علف المواشي والتعليم والصحة وفرص العمل , وتنمية الريف وحماية المزارع من نير الوسطاء ومن الزحف العمراني على الاراضي الزراعية , ومن منافسة منتجات العدو الصهيوني في البوادي , والارياف , ومعالجة مياه الصرف الصحي وبؤس ابناء المخيمات والحد من الشرو ط الحياتية غير الانسانية اكثر اهمية من التنظير السياسي بالصالونات والنضال على الطريقة الليبرالية .
عاش الاول من ايار , عاش نضال العمال , والفقراء والكادحين والمهمشين .
عمان 1 ايار 2014

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012