لميس بين بواسل الاردن
14-05-2014 04:59 PM
كل الاردن -
هذه رسالة كتبها يسار الخصاونة من الطفلة لميس، التي وجدها الجيش في احراش عجلون بعد ان فقدها ذويها، الى جلالة الملك عبدالله الثاني.
يسار خصاونة
عمو عبد الله الثاني
طفلةٌ أنا
ما زلت أتهجى سنوات عمري
ما زال الياسمين يحرس غفوتي
أنا لا أفكر في عد أيامي
ربما لأنني لا أحسن العد بعد
فلا تسلني عن عمري
أنا ابنة الصبح
أنا حبة ندى على جبهة تراب وطني
منذُ تفتح الطفولة فيّا وأنا أبحث عن فضاء
تسعةُ أشهر سكنت فضاء أمي الرحب
وعدتني أن يكون فضاء الوطن أوسع
خرجت هذا الصباح من بيتي
أفتش عن الفضاء
في رحلتي قابلت زيتونة قالت لي
الفضاء فينا علينا أن نجده
ضحكتُ فحجمي أقل من اتساع غرفة لعبتي
قابلت دالية عنب قالت لي
الفضاء حولنا
تلفتُ حولي لم أجد سوى شجرة سرو
قالت لي شجرة السرو
كلما كثرت الأشجار اتسع الفضاء
عندها سمعت بكاء شجرة بلوط
بنعناع أصابعي مسحت دمعها
بحزن كبير قالت لي
قطعوا بالأمس أختي الصنوبرة
من أجل حفنة دفء
بقيت تحت شجرة البلوط أحرسها
من الذين سيسرقون فضائي
غفوت يا عمو دون أن أدري
كانت أشجار الوطن تبحث عني
الجندي ، والملازم والرائد والمقدم والعقيد واللواء والفريق
لم أكن أعرف يا عمو أن في وطني أشجاراً بهذه الأسماء
كل الأشجار بحثت عني
وهي تحمل فضائي معها
مثلما قالت شجرة السرو
كلما كثرت الأشجار يتسع الفضاء
هذه الأشجار من الجندي إلى الفريق فيها فضائي
أيقظوني من غفوتي
طلبوا مني العودة إلى البيت
قلت لهم : ومن سيحرس الأشجار
بصوت واحد قالوا : نحن
عدت يا عمو إلى البيت
وتركتهم هناك
سأمر عليهم حين أكبر
وأصبح شجرة