أضف إلى المفضلة
الأحد , 19 أيار/مايو 2024
الأحد , 19 أيار/مايو 2024


الدرسي والدرس القاسي

بقلم : ضيف الله قبيلات
15-05-2014 10:59 AM
الحمد والشكر لله عز وجل على سلامة سفيرنا فواز العيطان مع أجمل التهاني له ولأهله وعشيرته الماجدة بني حسن الكرام.

ثم إن لجنة الدفاع عن المعتقلين السياسيين كانت قد عقدت عدة مؤتمرات صحفية وفي كل مرة كان المعتقل الليبي محمد الدرسي حاضراً بسبب حالته الصحية المتردية وقد طالبت اللجنة بضرورة الإفراج عن هذا الرجل الذي كان مريضاً يصارع الموت لدرجة أنه لا يستطيع الجلوس في الحمام وطالبنا على الأقل بتوفير كرسي له ولكن لا حياة لمن تنادي كما وجهنا عدة نصائح للنظام بأن اعتقال عناصر القاعدة
' عابري سبيل ' أو السلفيين المقيمين في الأردن ليس في مصلحة الشعب الأردني .. لكن يبدو أن هذا العمل يصب في مصلحة بعض المسؤولين فيقدمون مصلحتهم على مصلحة الشعب الأردني وكانت نتيجة ذلك ما حصل مع سفيرنا في ليبيا فواز العيطان وما قد يحصل في المستقبل .

لقد كان اختطاف السفير درساً قاسياً للنظام وقد صار الوضع مفتوحاً على الخطورة وأظن أنه سيتعلم ويستفيد من هذا الدرس وأتوقع أن تظهر نتائج هذه الاستفادة في الأيام القليلة القادمة على النحو التالي :
أولاً : إقالة وزير الخارجية لأنه كان مقصراً في حفظ أمن السفير لا بحراسه ولا بسيارة مصفحة وقد سبق للعيطان أن طلب من ناصر جودة حمايته قبل اختطافه لكنه لم يفعل .. وأظن أن هذا الخلل الجلل يستوجب المساءلة وربما المحاكمة .

أما المؤتمر الصحفي ' العجيب الغريب ' الذي عقده
' جودة ' فهذا وحده كافٍ لإقالته من منصبه فقد قال بالحرف ' لو كان مع العيطان حراسة لحصلت معركة ' أيعقل أن يكون هذا كلام مسؤول ؟! .. ثم قال ' لم تكن هناك صفقة ' إذا لم تكن مبادلة الدرسي بالعيطان صفقة .. فما أسمها يا جودة ؟! .. ثم قال ' أن النظام كان سيسلم الدرسي قبل اختطاف السفير ' لو كان هذا صحيحاً لتم التبادل في اليوم التالي للاختطاف ولما تأخر شهراً كأنه الدهر على السفير وأمه وأبيه وأخواته وزوجته وأولاده مع كل القلق والخوف .. أما ثالثة الأثافي فقوله ' أن السفير لم يكن مختطفاً ' عجباً كيف يجرؤ هذا الوزير على هذا القول أمام سمع وبصر الشعب الأردني وكل وسائل الإعلام والمسؤولين الأردنيين الذين كانوا طوال الشهر يتحدثون عن اختطاف السفير الأردني في ليبيا ؟! .. ثم عاد ليقول بعد لحظة ' أنه تم التوصل للجهة الخاطفة ومن هي منذ بداية الأزمة '.. ترى ماذا نستطيع أن نسمي هذا .. تناقضاً أم تخبطاً أم استغفالاً لعقل الشعب وعدم احترام وعيه ؟! وهل تأكدت الحكومة من أن ناصر جودة عندما عقد مؤتمره الصحفي هذا كان بصحة جيدة وبكامل قواه العقلية ؟ .. فقد كان الرجل يتلجلج و وقع في تناقضات كثيرة وهو لا يعي ما يقول .

لقد لاحظ الشعب الأردني ارتباك الوزير بكثرة التأتأة واللجلجة والتناقض والتخبط في مؤتمره الصحفي العجيب الغريب .. وتستطيع الجهات المعنية الإطلاع على تعليقات وملاحظات الشعب الأردني على المواقع وعلى صفحاتهم الخاصة للتأكد من ذلك وأظن أنها قد أطلعت .. لدرجة أنهم وصفوه بصفةِ قد أجمعوا عليها بشكل لافت لا يليق ذكرها هنا.

إن الشعب الأردني يستحق أن يكون له وزير خارجية يعرف قدر وعيه صادقاً أميناً واعياً يحترم عقله ووعيه .

ثانياً : الإفراج عن كل معتقلي الرأي ، سلفيين وغيرهم وعدم التعرض لهم أو لأمثالهم خاصةً وأن النظام سبق وأن سمح لعناصر من دول الخليج وأفريقيا مروا بالأردن إلى سوريا والعراق طوال الأعوام الثلاثة الماضية .. فما الذي جَدّ الآن ليقوم النظام بمنع واعتقال وأحيانا إطلاق نار وقتل .

ونحب أن نؤكد هنا أن الانصياع لأهواء وأجندات خارجية
' سنة كذا وسنة كذاك ' أمراً بالغ الخطورة وسياسة ضارة بمستقبل الشعب الأردني .

إن الإفراج عن هؤلاء المعتقلين أو المحكومين الذين لم يرتكبوا جرماً وإنما حوكموا على آرائهم أو على النوايا التي لا يعلمها إلا الله عز وجل .. سيجنبنا أحداثا مماثلة لحادثة اختطاف العيطان أو بأشكال أخرى .

ثالثاً : تغيير أسلوب التعامل الأمني الحالي مع الشعب القائم على ' الطخطخة الدركية ' في الشوارع والحارات كما حدث سابقاً في الكمالية ومؤخراً في معان وذيبان وحتى وسط عمان قبل أيام .. فهذا أسلوب مثير للرعب ويعرض حياة المارة والمتسوقين وطلبة المدارس والذاهبين للصلاة في المساجد للخطر كما حدث في معان قبل أيام .. زيادةً على أن ' الطخطخة ' أمر مناقض لطبيعة الشعب الأردني السلمية .

رابعاً : الإنصات والإصغاء لنصائح شباب الحراك الشعبي والقادة الإصلاحيين المصلحين المخلصين الحريصين على تجنيب الأردن مصائب وأخطار لا قِبَل له بها ولا ناقة ولا جمل له فيها وإذا كان المسؤولون قادرين على حماية أنفسهم وعائلاتهم بحراسات مشددة من أية أخطار انتقامية قد تقع في الأردن من قبل تنظيم القاعدة أو غيره فمعنى هذا أن الشعب الأردني هو الذي سيدفع الثمن من أرواح أبنائه ودمائهم الزكية .

نرجو أن يستمع النظام بعد اليوم لصوت الشعب الأردني وأن لا يظل منصاعاً لأهواء ومصالح الأجندات الخارجية الضارة بالشعب والوطن .. لأن الدرسيّ ذهب وترك الباب مفتوحاً على الخطورة .

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
15-05-2014 11:50 AM

نعتذر

2) تعليق بواسطة :
15-05-2014 12:02 PM

ليش الاعتذار ...حكينا اشي غلط ....مهواغلب الناس بتعرف هالحكي ..ولا شو كفرنا ..لما حكينا مين ابوه

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012