أضف إلى المفضلة
الأحد , 19 أيار/مايو 2024
الأحد , 19 أيار/مايو 2024


لماذا اخترت حمدين صباحي؟

بقلم : اكرم هلال
17-05-2014 01:14 PM


قبل ان ابدأ مقالي اعترف انى ربما أن اكون منحازاً الى حمدين صباحى .علاوة على انى اعلم ان هناك من ' سيهزأ ' ومن تكون انت حتى تُعلمنا بانك اخترت حمدين او لم تختاره وله اقول انى مواطن مصري . له الحق ان يعبر عن رأيه .
في الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة الأولى أعطيت صوتي لحمدين صباحي، وفي الثانية ـ بعد خروجه ـاخترت مرسي .. مع إنني لست إخوانياً .. ولكنى كنت من عاصري الليمون . لم أقتنع بشفيق نهائياً ولم أرى مبرراً لان ابطل صوتي امام الدولة العميقة والتغيير. امام بقايا مبارك وما كنت اتوسم فيهم خيرا حتى وان كنت لست منهم .
في هذه الجولة ولأسباب كثيرة فكرت في المقاطعة، لكنى قررت بالنهائي التصويت لأنني لا أرى مناخاً صحيا لانتخابات حقيقية، ومثلما أخلف مرسي وعوده ، أخلف السيسي بنود بيانه الذي كان من المفترض أن يؤسس لمرحلة انتقالية أفضل، فأزمة البلد ليست في اجتثاث أو عدم اجتثاث الإخوان (مع إنهم صداع مزعج فعلا ) لكن الأزمة الحقيقية تبقى في الانتقال الديمقراطي الذي فشلنا فيه طيلة سبعة عقود.
ورغم ما حدث الا إنني كنت ارى حمدين رئيسا . حيث لاحظت ان برنامجه يسرق منة اجزاء تحسب ل مرسي ومن ثم اجزاء الان في برنامج السيسي اذن حمدين ( صح )
واختياري له ك رئيس (صح) وهذا ليس عبثا بل في رأيي للأسباب التالية
1 – اختيار السيسي رئيسا سيعمق فكرة الانقلاب ولن يمحوها بل سيضع ثورة عظيمة ك ثورة 30 يونيو مع اختلاف وجهات النظر ' هل هى ثورة ام موجة ثورية وما نتج عنها من اشكاليات هل فض رابعة بهذه الصورة صح ام كان من الممكن ان يعالج بطريقة افضل ' في مأزق
2. اختيار السيسي رئيساً يعني استمرار إرث دولة يوليو، بكل تقلباتها، وترسيم 'العسكري' على قمة هرم السلطة من أول وحدة محلية صغيرة حتى رئاسة الجمهورية، مروراً بمناصب اقتصادية ودبلوماسية ورياضية.. وفق 'الأقدمية لا التميز' و'الولاء لا الكفاءة'. وهي التراتبية التي أودت بنا إلى انهيار شبه تام، مع توزيع معظم هذه المناصب على عواجيز الجيش والشرطة، باعتبارها مكافآت ما بعد الخروج على المعاش
3 - حتى لو سلمنا ببراعة السيسي العسكرية والأمنية، فإن الرئاسة منصب سياسي بآليات مختلفة تماماً، وليس بالضرورة أن يكون كفئاً لها، لمجرد براعته في مجال آخر.. بينما حمدين في الأساس سياسي ولديه خبرة طويلة في ذلك المجال.
4.أتفهم المبررات القوية ـ لدى كثير من الصادقين ـ عن الأخطار الداخلية والخارجية التي تهدد البلد، وإذا كان السيسي كفئاً للتصدي لها، فمكانه في منصب أمني أفضل للبلد من منصب الرئيس، كي يركز على تلك الأخطار وليس استقبال السفراء والجلسات البروتوكولية والسياسية .
5- قاد السيسي عملية إخراج الإخوان، وجاءت مكلفة دموياً، عدا عن أعداد المسجونين، وأحكام الإعدام.. أي هو قدم الحل الأمني 'الخشن' نوعا ما، ولم تحدث المصالحة التي وعد بها في بيانه.. ليس معنى ذلك عدم تحميل الإخوان مسئولية معظم التداعيات ' وانهم الملائكة ' لكن فقط أشير أن صعوده إلى منصب الرئاسة لن يحل الأزمة، بل سيزيدها تعقيداً، في وقت نحن في حاجة إلى أجواء مستقرة نوعا ما، ومصالحة بالفعل، ومحاسبة كل من تلوث بدم أو سرق مالا.
6- يعتمد السيسي في حملته ، على نفس منظومة مبارك وحاشيته ، وهذا مؤشر خطر في كونه بمثابة حصان طروادة الذي يضمن عودة هؤلاء إلى السلطة.. إذا افترضنا أنهم غادروها أصلا..
7- خطابات كبار القادة وعلى رأسهم طنطاوي تكرس أن ما جرى في يناير 'مؤامرة' وليس 'ثورة'، ومشكلة هذا التوصيف يكشف عن عدم إقرار حقيقي واعتراف بالمطالب الشعبية، وهو ما أطاح بمبارك، ويمكن أن يطيح بالسيسي نفسه في لحظات. لأن الثورة مثل حُمى لها ارتداداتها، ما لم تشخص دواعيها بدقة ويتم علاجها. وحتى الآن، تم تفريغ معظم الملفات من مضمونها مثل: تهريب الأموال خارج مصر، التفاوت الرهيب في الأجورـ تدني الخدمات كالصحة والتعليم، المحسوبية والرشوة، سرقة المال العام بشركاته وثرواته.. إلخ
8 - تأييد حزب 'النور' للسيسي وبيان النقاط العشر، يعني استمرار مهزلة الأحزاب الدينية وتأثيرها على البسطاء والأعداد الكبيرة من الأميين في إثارة الفتن،
9 - حصل صباحي، المرشح المستقل، وبإمكانات مادية شديدة التواضع، على أصوات حوالى أربعة ملايين و800 ألف صوت في الجولة الأولى من الإنتخابات الرئاسية السابقة، قبل أقل من عام ونصف، ليحل في المركز الثالث في السباق الرئاسي، وبفارق أقل من مليون صوت عن الأصوات التي حصدها محمد مرسي ومن خلفه جماعة الإخوان المسلمين وتنظيمها الدولي ووسائل إعلامها وخلايا أعضائها وداعميها ومموليها في طول الجمهورية وعرضها. وكان الفارق أقل من 700 ألف صوت بينه وبين أحمد شفيق ومعه شبكات المصالح والفساد المرتبطة بالحزب الوطني وأجهزة مبارك الأمنية.
10- حمدين لا يمثل الثورة وحدة بالطبع، لكنه جزء منها، وهذا يعني أنه الأقرب إلى روحها وأهدافها، من المرشح الآخر، وأي كلام عن عدم كفاءته، يعني أننا مازلنا متعلقين بوهم الرئيس الفذ القائد الضرورة، الذي يأتي الرؤساء لأخذ 'حكمته' في حقائبهم ثم يغادرون.. فليس المطلوب أن يكون الرئيس عبقري العباقرة، بل يكفي أن يكون مواطنا مصريا، لديه برنامج واضح يمكن محاسبته عليه، والأهلية واللياقة للمنصب، والمفترض أننا نسعى لبناء مؤسسات للقرن الحادي والعشرين، وليس تكريس عبادة الفرد المخلص والمنقذ.
11- يظل صباحي اختياراً اضطراريا لتوليفة مؤيديه، المتنافرة . تحتّمه الحاجة الملحة، وليس كونه الاختيار الأول والفريد لمعظم أطرافها ، الحق انه يفتقد إلى ظهير تنظيمي أو حزبي يمكن التعويل عليه، أو تحالف اجتماعي واسع قادر على الصمود بعد الانتخابات علاوة على منظمة الفساد التي سيواجهها وهى منظمة قويه وذات خيوط عنكبوتية ستحاول عرقلته اينما وجد لكنة يظل الوحيد المنوط به لم شمل التيار المدني .
بالطبع لا يضمن صباحي الآن الفوز بكل الأصوات التي حصدها في المرة السابقة. فخريطة السياسة في مصر انقلبت رأساً على عقب خلال الشهور الماضية، بدل المرة الواحدة مرات. لكنه يمتلك فرصة استثنائية لتوحيد طيف واسع ومتنافر من المعارضين للسيسي، بدءاً من النشطاء الثوريين، مروراً بفئات ذات اهلية ثقافية جيدة – وإن كانت غير مسيسة – من الطبقة المتوسطة وجيل الشباب غير الراغبين في عودة دولة القمع وفسادها أو دولة المرشد وجماعتها... وصولاً إلى المنتسبين للتيار الإسلامي أنفسهم، إضافة إلى قطاعات من محدودي الدخل من صغار الموظفين والفلاحين الذين تجاوبوا في السابق مع خطه السياسي الإشتراكي الناصري.
في النهاية، أطالب حمدين أن يتخلص من طريقة 'إمساك العصا من المنتصف' ويقدم رؤية مدنية جادة، ويفتح حوارات جادة مع كل القوى والتيارات المدنية والشبابية والعمالية، ومن بينهم من كانوا يلتفون حول البرادعي.. وأن تكون له مواقف أكثر حسما حول الاعتقالات والاحكام المسيسة والأحزاب المتأسلمه . وأن يكون على ثقة بأن الشعب في مجمله ناضج ولن تنطلي عليه التعبئة الانفعالية من رجال دين وغيرهم،
كما أطالبه أيضاً ألا ينظر إلى المسألة كانتخابات رئاسية فقط، فهي أعمق من مجرد منصب، هناك حكومة قادمة، وبرلمان، وانقسامات، وطاقات شبابية هائلة لم تمثل بعد في العملية السياسية، وعليه أن يتبنى استراتيجية بعيدة المدى، كرأس حربة لمعارضة تدافع عن قيم ثورة يناير.. أي أنه بحاجة إلى تغيير وتحسين أداءه، حتى لا يبدو مثل دمية إلكترونية تتحرك في كل اتجاهات ولا تذهب إلى أي مكان أبعد من خطوة واحدة.
لكن، وعن حق، فتح ترشح صباحي باب الأمل، لا في انتصار الثورة كما يدعي مناصروه. إنما، على الأقل، في الحفاظ على حيز من الديمقراطية المتمناه والمعارضة المنشودة .


التعليقات

1) تعليق بواسطة :
18-05-2014 05:32 PM

كلهم خريجو مدرسة العم سام حسني . مرسي .السيسي . حمدين
.البرادعي . عنان. طنطاوي.عمر موسى
. شفيق . والمرحوم عمر سليمان. ونزول صباحي امام السيسي ماهي الامسرحيه ملحق مسرحية نزول شفيق امام مرسي اللي هارب من السجن . كله بغني على كله والشعب الغلبان من ابناء القرى والنجوع ضايع وسط الزحمه ربنا احفظ مصر وابعد عنها كل شر على يد كل مجرم متوتر خبيث

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012