أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 08 أيار/مايو 2024
شريط الاخبار
مفتي المملكة: الخميس غرة شهر ذي القعدة اشتعال صهريج في طريق العقبة الخلفي الأمير الحسن: الحوار بين أتباع الأديان يتمثل بتحقيق العدالة ورفع الظلم بينهم مكافحة الأوبئة: لا آثار جانبية لدى متلقي لقاح أسترازينيكا منذ عامين ألمانيا تقدم 619 مليون يورو كمساعدات تنموية للأردن الأوقاف الاردنية تُحذر من الذهاب للحج بدون تصريح الملك يحذر من العواقب الخطيرة للعملية العسكرية البرية في رفح مليون دينار لدعم إقامة مشاريع الصناعات الغذائية أورنج الأردن تطلق بالشراكة مع المجلس النرويجي للاجئين برنامج تنمية المهارات الرقمية للأردنيين واللاجئين تعيين أسماء حكام مباريات الأسبوع التاسع عشر بدوري المحترفين سلطة إقليم البترا تُطلق 26 خدمة إلكترونية جديدة العيسوي يتفقد مشاريع مبادرات ملكية في مأدبا والعاصمة - صور انخفاض احتجاجات عمال الأردن إلى النصف في عام 2023 استئناف مفاوضات هدنة غزة في القاهرة نحو 2 مليار دينار حجم تداول سوق العقار الاردني في الثلث الاول من 2024
بحث
الأربعاء , 08 أيار/مايو 2024


هذه ( الدواعش) تهدد بلدنا ..!!

بقلم : حسين الرواشدة
09-07-2014 02:01 AM
قلت في هذه الزاوية أمس : ان ( داعش) لم تخرج من رحم ( الاسلام) الصحيح المتعافى وانما خرجت من ( بطن) الاسلام المجروح و المريض، كما انها لم تكن افرازا ( للعروبة) النظيفة المتحررة من عقدة ( الهوية) وفتن الطائفية وانما كانت افرازا ( للعروبة) المقهورة التي ازدحمت فيها صور الشعور بالاهانة و الانحطاط و التسفل الحضاري.
اردت التذكير بذلك للاشارة الى مسألتين : احداهما ان (داعش) واخواتها الناشطات في (مونديال) التطرف، لايمكن اختزالها في ( تنظيم) أو حتى في (وهم) دولة نسبت نفسها الى (الخلافة) ولو كانت كذلك لكان من الممكن القضاء عليها بسهولة، لكن المشكلة أننا امام ( فكرة) تطورت الى (ظاهرة) ووجدت من المعجبين من يصفق لها، ومن (الاتباع) من ينخرط فيها عن سابق اقتناع، أما المسألة الاخرى فهي ان خطر هذه (الظاهرة) لا ينحصر في امكانياتها العسكرية و لافي قدرتها على التمدد و الانتشار، وانما ايضا في توافر ( التربة) المناسبة لاستنباتها ونموها، و التربة هذه فيها خليط من العناصر الجاذبة، وابرزها القهر و الخوف و اليأس وفقدان الثقة بالحاضر و المستقبل و الاحساس بالخيبة و المرارة من البدائل الموجودة و المطروحة ومن موت السياسة ايضا.
صحيح ان (داعش: الدولة الاسلامية لاحقا) لا تهددنا كتنظيم عسكري، وأن التصريحات التي تبالغ في ذلك تهدف الى توريطنا في مواجهة لسنا طرفا فيها، و لا مصلحة لنا في اقحام أنفسنا بها، لكن الصحيح ايضا ان خطر ( داعش) الفكرة حين تتقاطع مع ( التربة) التي خرجت فيها ، لا يمكن التهوين منه، ولا غضّ البصر عنه، وحين أقول داعش الفكرة فأنا اقصد العوامل و الاسباب التي انتجت هذه (الظاهرة) وفي مقدمتها الفقر و القهر و غياب العدالة و انسداد السياسة، فهذه كلها تشكل حواضن طبيعية لميلاد (التطرف) وملاذات آمنة لاستيطانه وانتشاره، ووسائل (اعلام) مجانية للترويج له ومنحه مايلزم من شرعية.
اذن، داعش التي نخشاها لا علاقة لها (بالبغدادي) و لا بأمير المؤمنين الخليفة ابراهيم، وانما لها علاقة وطيدة بانحباس مطر الاصلاح ورداءة طقس العمل السياسي، واحساس الناس بهبوط الهمة و انقطاع الامل وتردي الاحوال النفيسة و الاقتصادية، من هذه الجهة ، تتحول ( داعش) بكل ما تتضمنه من عناوين (للتطرف) و القتل و المؤامرة من مجرد (تنظيم) يمكن محاصرته و القاء القبض عليه الى (مصدر) الهام وانقاذ للكثيرين من الشباب الذين ضلت اقدامهم طريق الامل، و تصحرت نفوسهم بفعل انعدام نصيبهم من الحياة الكريمة، وهنا مصدر الخوف و الخطر، واخشى ما أخشاه ان يكون ( التطرف) الذي نصبنا له تمثالا في معظم اقطارنا العربية كفزاعة للتخويف، أو ( كمعلم) لجذب السياح واثارة اعجابهم بما انجزناه على صعيد مكافحته، ان يكون هذا التطرف الذي استحضرنا ( عفاريته) قد أصبح عصيا على الطرد، وقويا بما يكفي لتهديدنا في اية لحظة.
أهم ما يمكن ان نصارح به اخواننا الذين يطمئنونا على عدم وجود اي خطر ( لداعش) على امننا الداخلي، هو أننا فعلا قادرون على مواجهة ذلك التنظيم اذا ما امتدت ايديه الينا، لكننا نريد ان يطمئنونا - ايضا- على انهم قادرون - فعلا- على مواجهة ( دواعش) عديدة تطل برأسها علينا: داعش الفقر و الغلاء الفاحش، وداعش العنف الذي تزايدت حوادثه في بلادنا، وداعش تراجع قطار الاصلاح الذي يهدد سكة السلامة في وطننا،و داعش الانسداد السياسي الذي يريد اعادة عقارب الساعة الى الوراء، و دواعش الوجوه التي تكرر حضورها وكأنها تدفع الجمهور الى الاعتراف بالهزيمة أمامها في جولة الاصلاح والتصفيق لها بالاكراه.
الاهم من كل هذه ( الدواعش) و الفواحش هو ان نعترف بأن من يستحق ان نرفع له ( السلام) و نبادله التحية بأحسن منها هو : الناس، هؤلاء الذين خرجوا من امتحان ( الكفاءة) الوطنية بنجاح وتفوق، واثبتوا ان معدنهم اثمن من الذهب، ليس خوفا و لاطمعا، وانما لانهم يحبون بلدهم، ويحرصون على سلامته، وكان من اللازم ان يخجل بعض الذين يتسابقون في ميدان البحث عن (الغنائم) من محاولات ( تلميع) انفسهم واثبات نظريتهم في هزيمة ( الاصلاح)، لانهم يعرفون تماما ان ( البطل) الحقيقي الذي حافظ على البلد و جعله ( استثناء) و محصنا من أية عواصف هو الشعب الاردني... هذا الذي يجب ان نراهن عليه دائما... وأن نسخر انفسنا لخدمته... لا أن نجامله بالوعود... أو نقابله بالنكران.
(الدستور)

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012