أضف إلى المفضلة
الخميس , 09 أيار/مايو 2024
شريط الاخبار
السعودية تضم 3 دول لقائمة المؤهلين لـ«تأشيرة الزيارة إلكترونياً» 3.2 مليون دينار تكلفة مشروع الصحراوي من القويرة حتى جسر الشاحنات مفتي المملكة: الخميس غرة شهر ذي القعدة اشتعال صهريج في طريق العقبة الخلفي الأمير الحسن: الحوار بين أتباع الأديان يتمثل بتحقيق العدالة ورفع الظلم بينهم مكافحة الأوبئة: لا آثار جانبية لدى متلقي لقاح أسترازينيكا منذ عامين ألمانيا تقدم 619 مليون يورو كمساعدات تنموية للأردن الأوقاف الاردنية تُحذر من الذهاب للحج بدون تصريح الملك يحذر من العواقب الخطيرة للعملية العسكرية البرية في رفح مليون دينار لدعم إقامة مشاريع الصناعات الغذائية أورنج الأردن تطلق بالشراكة مع المجلس النرويجي للاجئين برنامج تنمية المهارات الرقمية للأردنيين واللاجئين تعيين أسماء حكام مباريات الأسبوع التاسع عشر بدوري المحترفين سلطة إقليم البترا تُطلق 26 خدمة إلكترونية جديدة العيسوي يتفقد مشاريع مبادرات ملكية في مأدبا والعاصمة - صور انخفاض احتجاجات عمال الأردن إلى النصف في عام 2023
بحث
الخميس , 09 أيار/مايو 2024


حسابات العرب والإسرائيليين معاً

بقلم : ماهر ابو طير
09-07-2014 02:07 AM
مشهد التصعيد ضد غزة، لم يأت نتيجة لصواريخ المقاومة، وليس وليد اللحظة وظروفها فحسب، كما يظن البعض في تحليلاتهم، ولم يأت معزولا عن سياقاته، فقد تأسس على حوادث متتالية من الاعتداء على الفلسطينيين وتهديدهم وقتلهم وفشل مفاوضات السلام.
هذا فوق تهديد الأقصى كل يوم، من جانب المستوطنين، وبشاعات الاحتلال في كل أفعاله,وتهديدات الأقصى اليومية، تولد طاقة غضب كامنة، ستبحث عن مخرج لها، في أي توقيت، سواء أكان حرق الفتى المقدسي، أم أي سبب آخر!.
معنى الكلام إن الذين يقولون إن الحرب المفتوحة على غزة نتاج لخطف ثلاثة مستوطنين وقتلهم لا يدققون كثيرا في المشهد، ويعتبرون السلام كان قائما مع الاحتلال لولا حادثة الاختطاف التي عكرت الأجواء، وأدت لاحقا الى استشهاد الفتى المقدسي، وحالة الغضب التي تنتاب الفلسطينيين في كل فلسطين التاريخية.
غير أن اللافت للانتباه هنا الكلام العميق الذي تسمعه، حول أن الإسرائيليين والعرب معا، والسلطة الوطنية الفلسطينية، لا يريدون انتفاضة ثالثة مفتوحة، ولكل طرف حساباته.
السطة الوطنية لا تريد أية انتفاضات باعتبارها غير منتجة، لكنها لا تمانع جزئيا بإرباك الإسرائيليين من خلال إطلاق الصواريخ، والغضب في الضفة والثمانية والأربعين، باعتبار أن هذا قد يقود نتنياهو الى تقدير فضيلة التفاوض، وتقديم تنازلات كان يرفضها سابقا.
العرب لا يريدون إعادة شد الأنظار الى القضية المركزية، ولا فتح جبهة جديدة تفيض بنتائجها على كل المنطقة، من حيث إحماء المشاعر الدينية والغضب فوق آثار اخرى، ولا تريد شبك عناوين الفصائل والتنظيمات الإسلامية ببعضها البعض، ابتداء من «داعش» مرورا بـ»القاعدة» وصولا الى «حماس» و»الجهاد».
الإسرائيليون ذاتهم -على عكس ما يتوقع البعض- لا يريدون أيضا انتفاضة ثالثة، هذا على الرغم من كلام البعض حول استدراج إسرائيل للفلسطينيين وفصائل المقاومة لتفجير انتفاضة ثالثة، وهو كلام قد لا يكون دقيقا.
إسرائيل في هذا التوقيت لا تريد مد حالة الفوضى وفقا لمعيارها من كل المشرق العربي الى كيان الاحتلال، ولا تريد خلط الأوراق في هذا التوقيت، الذي تنشغل فيه بسرعة هائلة بتهديد الأقصى، وإكمال ما تبقى من مشروعها، ولا تريد أيضاً شبك عناوين الفصائل والتنظيمات الإسلامية ببعضها البعض، من «داعش» مرورا بالقاعدة وصولا الى «حماس» و»الجهاد»، وهم في هذه الحالة يلتقون مع العرب الرسميين.
هذا ذعر ينتاب المؤسسة الرسمية العربية والإسرائيلية معاً في هذا التوقيت، لأن كليهما باتا أمام عناوين إسلامية متعددة الدرجات.
ليس أدل على ذلك من تعزية نتنياهو لوالد الفتى «أبوخضير»، وزيارة مسؤولين اسرائيليين لبيت العزاء، وتحرك السلطة الوطنية بشكل وطني مباغت، بعد تعزية نتنياهو، فالكل لا يريد أن يتحول الفتى المقدسي الى سبب لتفجير انتفاضة ثالثة، و لسبب لإعادة خلط الأوراق في كل المنطقة هذه المرة.
ما دام الرأي هكذا فلماذا إذن تعلن إسرائيل حربا مفتوحة ضد غزة، وهي حرب قد تشعل غضبا إضافيا عارما، والسؤال مهم وإجابته دقيقة؟!.
الأرجح أن الجواب يستند الى خبرات معينة، تقول ان فتح هذه الجبهة سيؤدي الى هدوء في القدس تحديدا، قياسا على حالات سابقة، وسيؤدي الى مخاوف عامة في أغلب فلسطين، امام مشهد القتل، وسيقود بالضرورة الى تراجع الرغبة بانتفاضة ثالثة هذه الأيام، بمعنى ان الحرب على غزة قد تطفئ الرغبة بانتفاضة ثالثة، ولا تشعلها.
إسرائيليا، فإن الحرب على غزة لازمة امام الاسرائيليين، لثبات حكومة نتنياهو، وللتخلص من ضغط الرأي العام الإسرائيلي، هذا فوق توظيف القصة عالميا، لتدمير حماس وإضعافها قدر الإمكان، بخاصة أن الظهير المصري غير متوافر حاليا لحماس.
السلاح المخزن المتوافر لدى الحركة، سيتعرض الى تدمير وإمكانات تعويضه تبدو قليلة جراء ما تعرضت له الانفاق، وحصار غزة عربياً، فإسرائيل في كل الحالات تريد ضرب غزة، لكنها ايضا لا تريد أن تخرج العملية عن حدودها، حتى لا تعيدها غزة الى مربع مخاوفها من انتفاضة ثالثة.
حماس وحدها قد تكون بحاجة لانتفاضة ثالثة، لاعتبارات مختلفة، اقلها المقاومة من جهة، وفك عزلتها الحالية، وإعادة الحركة الى واجهة الأخذ والعطاء، بدلا من تحوصلها، جرَّاء ضعف معسكر حلفائها، وجراء خسارتها للمعسكر السوي الإيراني.
بشكل متناقض قد تريد حماس إعادة التموضع مع السوريين والإيرانيين، بصب التفجير الأمني الحاصل، لصالح ارباك المنطقة وتخفيف الضغط عن إيران وسورية وحزب الله والعراق، وهذا رأي مثير حقا، تؤيده هبة تنظيم الجهاد لصالح الرد على الاحتلال.
في كل الحالات، وعلى وقع طبول الحرب، و وسط الدم، سيتراكض الوسطاء العرب والدوليون لمساعدة اسرائيل للخلاص من انتفاضة ثالثة، باسم التهدئة، مع منح إسرائيل الوقت الكافي لتنفيذ أغلب أهدافها في غزة، شريطة السرعة، وعدم التسبب بمد نار غزة الى كل كيان الاحتلال.
واللعبة محفوفة بالخطر، وكل الاحتمالات!.
(الدستور)

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012