أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 08 أيار/مايو 2024
شريط الاخبار
مفتي المملكة: الخميس غرة شهر ذي القعدة اشتعال صهريج في طريق العقبة الخلفي الأمير الحسن: الحوار بين أتباع الأديان يتمثل بتحقيق العدالة ورفع الظلم بينهم مكافحة الأوبئة: لا آثار جانبية لدى متلقي لقاح أسترازينيكا منذ عامين ألمانيا تقدم 619 مليون يورو كمساعدات تنموية للأردن الأوقاف الاردنية تُحذر من الذهاب للحج بدون تصريح الملك يحذر من العواقب الخطيرة للعملية العسكرية البرية في رفح مليون دينار لدعم إقامة مشاريع الصناعات الغذائية أورنج الأردن تطلق بالشراكة مع المجلس النرويجي للاجئين برنامج تنمية المهارات الرقمية للأردنيين واللاجئين تعيين أسماء حكام مباريات الأسبوع التاسع عشر بدوري المحترفين سلطة إقليم البترا تُطلق 26 خدمة إلكترونية جديدة العيسوي يتفقد مشاريع مبادرات ملكية في مأدبا والعاصمة - صور انخفاض احتجاجات عمال الأردن إلى النصف في عام 2023 استئناف مفاوضات هدنة غزة في القاهرة نحو 2 مليار دينار حجم تداول سوق العقار الاردني في الثلث الاول من 2024
بحث
الأربعاء , 08 أيار/مايو 2024


أفضل مراتب العبادات

بقلم : د. رحيّل غرايبة
11-07-2014 01:45 AM
رمضان مدرسة المجتمع العامة التي يدخلها جميع المكلَّفين من أجل استكمال عملية البناء النفسي، التي تعد الغاية الأسمى للعبادات كلها على الجملة، فكلها تشترك بهدف «تزكية النفس»، التي سوَّاها الخالق الكريم وهو يعلم ما يصلحها ويزكيها ويعلم أسباب ارتكاسها وتدسيتها من خلال الاستغراق بالمعاصي والشهوات التي تنحط بالإنسان إلى المستوى الحيواني الهابط.
قال تعالى: «وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا*فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا*قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا*وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا «
فقد خلق الله النفس في أحسن تقويم، تملك الاستعداد للتزكية والتهذيب والسمو، وفي الوقت ذاته تمتلك الاستعداد لاكتساب سوء الطباع وأخس الأخلاق، وقد قال تعالى في ذلك « لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ * ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ «.
لقد خلق الله ثلاثة اصناف من الكائنات الحية، الصنف الأول هم الملائكة الذين جبلوا على الطاعة، وتم تطهيرهم من كل أنواع الشهوة، «لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ»، والصنف الثاني هم البهائم التي جبلت على الشهوة، وتجردت من العقل وهمة التزكية والسمو الأخلاقي، والصنف الثالث هم الآدميون المكلَّفون وهم مزيج من الروح والشهوة، و العقل والعاطفة، ومزيج من الاستعداد للخير و الشر.
الإنسان يعيش حياته كلها بالمجاهدة بين التجاذبات، ولا انفكاك له عن سلوك المجاهدة التي تنجيه من شبح الهبوط إلى دركات الإنحطاط الحيواني، فقد قال تعالى «وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ».
وطريق الإنسان في الحياة الطويلة أن يكون قادراً على تمثل القيم النبيلة والأخلاق العالية، من الصبر والشجاعة والمسامحة والكرم والجود والعطاء وحسن التعامل وحب الخير للناس.
ويستعين على المجاهدة عن طريق الصلاة والتعبد، وطريق الصيام والكف عن الشهوات، وتعلم حفظ النفس والتحكم بها عن الجوع والغضب والتوتر، والقدرة على اختيار السلوكات الحسنة.
وعن طريق الزكاة التي تعود النفس على الإنفاق وتقديم المساعدة، وإعطاء المال، والصدقات، بحب وطواعية ورغبة حقيقية تشعره بمتعة الإنفاق على الفقراء والمساكين، ومجاهدة الشح والبخل والتقتير المتجذر في النفس الإنسانية.
ينبغي أن تستثمر في رمضان بطريقة ناجحة من خلال التوقف على درجات الصوم الثلاث: الدرجة الأولى: صوم العامة المتمثل بالإمساك عن الطعام والشراب وسائر الشهوات الجسدية، والدرجة الثانية: صوم الخاصة، المتمثل بإمساك الجوارح عن الآثام، وامتناع اللسان عن الغيبة والنميمة والطعن بالأعراض وعن السباب والشتائم وقبيح الألفاظ، وعن الثرثرة واللغو، وامتناع اليد عن البطش والايذاء، وامتناع الأرجل عن السير في المعصية. والدرجة الثالثة: صوم خصوص الخصوص والمتمثلة بتعلق الهمة بمعالي الأمور، والتطلع إلى محاسن الغايات وكريم الأفعال، وأفضل مراتب العبادات التي تتمثل بتقديم الخدمة للناس وإدخال السعادة على نفوس الأشقياء، والتي تتمثل بحسن التعامل مع الناس بالابتسامة وبشاشة الوجه، ونصرة المظلوم. وإحقاق الحق وإقامة العدل، والتخفيف من وقع المصيبة على المصابين، وإفساح الطريق ومنع الأذى فقد جاء في الأثر : «أن يسير أحدكم في حاجة أخيه خير من عبادة ستين عاماً في مسجدي هذا».
فالصيام بناء للنفس، وبناء للمجتمع، وإتمام البناء الإنساني العام الذي يصبح المجتمع كله كالجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو، تداعت له سائر الأعضاء بالحمى والسهر.
(الغد)

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012