أضف إلى المفضلة
الخميس , 09 أيار/مايو 2024
شريط الاخبار
شحادة أبو بقر يكتب : الملك والملكة والاعلام العالمي السعودية تضم 3 دول لقائمة المؤهلين لـ«تأشيرة الزيارة إلكترونياً» 3.2 مليون دينار تكلفة مشروع الصحراوي من القويرة حتى جسر الشاحنات مفتي المملكة: الخميس غرة شهر ذي القعدة اشتعال صهريج في طريق العقبة الخلفي الأمير الحسن: الحوار بين أتباع الأديان يتمثل بتحقيق العدالة ورفع الظلم بينهم مكافحة الأوبئة: لا آثار جانبية لدى متلقي لقاح أسترازينيكا منذ عامين ألمانيا تقدم 619 مليون يورو كمساعدات تنموية للأردن الأوقاف الاردنية تُحذر من الذهاب للحج بدون تصريح الملك يحذر من العواقب الخطيرة للعملية العسكرية البرية في رفح مليون دينار لدعم إقامة مشاريع الصناعات الغذائية أورنج الأردن تطلق بالشراكة مع المجلس النرويجي للاجئين برنامج تنمية المهارات الرقمية للأردنيين واللاجئين تعيين أسماء حكام مباريات الأسبوع التاسع عشر بدوري المحترفين سلطة إقليم البترا تُطلق 26 خدمة إلكترونية جديدة العيسوي يتفقد مشاريع مبادرات ملكية في مأدبا والعاصمة - صور
بحث
الخميس , 09 أيار/مايو 2024


الهجوم على غزة بين حسابات الحقل والبيدر

بقلم : د. رحيّل غرايبة
13-07-2014 02:38 AM
إدارة الكيان الصهيوني تحاول الاستثمار في مآلات «الربيع العربي» لتحصيل أكبر قدر من المكاسب السياسية والمصالح «الاسرائيلية» على الصعيد الاستراتيجي من خلال انتهاز اللحظة والفرصة المناسبة بحسب تقدير الخبراء الصهاينة وبعض التقارير الاستراتيجية الصادرة عن الخبراء ومراكز الدراسات العالمية.
«نيتنياهو» يظن أن عملية اسقاط «مرسي» التي كانت ثمرة لخطة نفذتها مجموعة أطراف فاعلة في الإقليم، أدت الى احداث تغير دراماتيكي في المشهد السياسي برمته، حيث تم التركيز على محاصرة الحركة الاسلامية « الاخوان المسلمين» وكافة اذرعتها، ووصفها بالإرهاب، والإمعان في شيطنتها وإضعافها شعبياً وسياسياً، فوجد الكيان الصهيوني الفرصة المناسبة لاضعاف حماس وتجريدها من أوراق قوتها العسكرية وضرب برنامجها البنيوي الذي استمر خلال السنوات السابقة، بعد فقدانها الحاضنة السياسية، وكشف غطاء الاسناد العربي عنها الذي كان متمثلاً في مصر وسوريا وايران.
«اسرائيل» أخطأت مرتين في هذه الحسابات؛ الخطأ الأول يتمثل بالتعجل المخل بقراءة المشهد، فموقف الجماهير العربية والاسلامية مختلف كثيراً عن موقف الأنظمة العربية، حيث إن الجماهير العربية ملتفة حول القضية الفلسطينية بشكل جارف، وتؤيد بقوة المشروع الجهادي للشعب الفلسطيني، وهي في الوقت نفسه ملتفة حول مشروعها الحضاري الاسلامي الكبير، بغض النظر عمن يحمل هذا المشروع ويعمل على نشره وتجذيره، لأن الالتفاف الجماهيري العربي الواسع حول مشروع النهوض الاسلامي وحول مشروع تحرير فلسطين مرتبطاً باشخاص أو أحزاب او أسماء محددة، فهي لاتساوم على هويتها وثقافتها، ولا على أرضها ومقدساتها، بالاضافة الى وجود تحول عالمي واسع باتجاه عدالة القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره، وإقامة دولته المستقلة على أرضه مثل كل شعوب العالم.
ومن هذا المنطلق فإن العدوان «الاسرائيلي» على غزة سوف يسهم اسهاماً واضحاً في افشال خطة المتحالفين العرب على وأد ثورة الشعوب على أنظمة الاستبداد والفساد، وسوف يكشف المؤامرة الخفية على محاصرة قطاع غزة من أجل افشال برنامج التمكين الجاري في غزة من خلال قطع الصلة مع العالم الخارجي عن طريق سيناء والأنفاق.
الخطأ «الإسرائيلي» الاستراتيجي الثاني يتمثل بالارتكاز على القوة العسكرية الساحقة والعصا الآلية الغليظة في اخضاع الشعب الفلسطيني وقهره، التي لم تتوقف بعد الاتفاقيات السلمية مع منظمة التحرير، حيث ما زالت النظرة الاسرائيلية المتغطرسة تقضي باستخدام السلطة الفلسطينية للتنسيق الأمني فقط، ولم يفكر الساسة الصهاينة إعطاء الفلسطينين حقوقهم الانسانية بحدودها الدنيا، وثمرة هذا الخطأ القاتل تتجلى في تطوير القدرات الذاتية للمقاومة الفلسطينية الذين وجدوا أنفسهم وجهاً لوجه أمام معركة الفناء المفروضة ومعركة الحصار الشامل بلا نهاية، مما يدفع الفلسطينين دفعاً نحو الاستماتة في كسر الطوق وامتلاك أدوات الدفاع عن النفس، حيث اثبتت المواجهة الأخرى قدرة المقاومة في غزة على جر اليهود جميعاً الى الملاجىء وتعطيل حركة الطيران، واطلاق صفارات الانذار في 70% من الاراضي التي يسيطر عليها الصهاينة وتعطيل حركة السياحة، وإثارة الذعر بين السكان بطريقة مذهلة لها أثرها الحتمي على القرار السياسي «الاسرائيلي» .
ربما يستطيع الصهاينة تنفيذ هجوماً بريّاً يؤدي إلى قتل مئات الآلاف من أهل غزة، ولكن في المقابل فإنها معركة خاسرة على الصعيد الاستراتيجي وسوف تسهم في تحول عالمي كبير، سوف تكون فيه (اسرائيل) أكبر الخاسرين، ولذلك لا نجد حماساً من الولايات المتحدة في تأييد (اسرائيل) في عدوانها، وأعلن وزير الخارجية «كيري»، استعداده للتوسط من أجل وقف اطلاق النار وإعلان تهدئة، مما يعني اعترافاً علنياً بسلطة حماس، التي لا يمكن استثناؤها من أي ترتيبات مستقبلية ضرورية.
(الدستور)

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012