أضف إلى المفضلة
الخميس , 02 أيار/مايو 2024
شريط الاخبار
بحث
الخميس , 02 أيار/مايو 2024


وظيفة سهلة

بقلم : احمد حسن الزعبي
04-09-2014 12:25 AM
شكا الرجل لصديقه ظروفه المعيشية و ضيق الحال وانعدام فرص العمل، وكيف قد انقضى نصف العقد الرابع من عمره دون ان يتعثّر حتى اللحظة بوظيفة مناسبة تلائم شخصيته الهادئة وقدراته المعقولة وطموحه المستقرّ كأجواء قبرص..فما كان من الصديق إلا أن بادره السؤال : هل يعقل انك لم تجد طوال عمرك وظيفة ترتاح بها وتنتمي لها لتقضي ما تبقى من عمرك في رضا وقناعة ؟؟؟ ..فهزّ الرجل كتفيه نافياً حصول ذلك البتة مؤكّداً ان المشكلة ليس بما يطلبه وإنما في المعروض..
تناول الصديق الجريدة اليومية بهمة وحماس، وبدأ يبحث عن الصفحات الأخيرة التي تزخر بإعلانات التوظيف عادة ، اخذ نظرة طولية وأخرى أفقية على الصفحة المُحكمة بيده اليمنى ..ثم سأل صاحبه اليائس : كيف أنت والسباحة؟..الصديق: أنا سبّاح ممتاز...ابتسم الصديق ليبشره: مطلوب هنا..منقذ سباحة خبرة لا تقل عن سنتين في السباحة!!..تجهم الرجل الأربعيني معلقاً: لا ..لا..هذه لا تناسبني ، أولاً مسؤولية كبيرة، ثانياً لا تناسب شخصيتي الهادئة ..وقد تعرّضني لمساءلة قانونية وسجن..الم تسمع عن الطفلة التي غرقت في مسبح المدرسة؟؟ لقد حملوا مسؤولية الغرق للمنقذ..أريد وظيفة سهلة وخالية من المسؤولية...
عاد الصديق لمتابعة إعلانات التوظيف: ها..هذه ممتازة لك..مطلوب رجل أربعيني لوظيفة مراقب دوام في شركة خاصة..براتب مغرٍ..ما رأيك؟؟ الرجل البائس: لا ..لا..هذه لا تناسبني أيضا..أولاً مراقبة الدوام مسؤولية كبيرة ، وتولّد خصومة مع الزملاء ، ثالثاً لا تناسب شخصيتي الهادئة..وقد تعرضني لمساءلة قانونية وحسم راتب وسجن ..أنا أريد وظيفة سهلة وخالية من المسؤولية..
الصديق: اسمع..هذه فرصة ذهبية..مطلوب أمين مستودع ..متزوج ،أربعيني ، صاحب شخصية هادئة، المواصلات مؤمنة ..الراتب حسب الكفاءة..للمراجعة تلفون.. ما رأيك؟؟.. الأربعيني اليائس: أعوذ بالله...هذه لا تناسبني إطلاقا..أولاً أمانة المستودع مسؤولية كبيرة، اذا نقصت قطعة أو إذا احترقت البضاعة أو سرقت سأتعرض للسجن لسنوات طويلة وسين وجيم..ثم ان راتبها ضعيف و خطيرة ومرهقة ولا تناسب شخصيتي الهادئة .أنا أريد وظيفة سهلة وخالية من المسؤولية...
نفخ الصديق نفخة ضجر ثم طالع الصفحات من جديد: طيب..اسمع..اعتقد انك سترتاح لهذه الوظيفة...مطلوب رجل امن «سيكيروتي» لمؤسسة حكومية ، شريطة ان يكون اربعينياً ،غير طموح، مسالم ، صاحب شخصية هادئة ، براتب مغر جداً +تأمين صحي وضمان اجتماعي..ما رأيك؟؟.. الرجل الأربعيني : أتعتبر هذه وظيفة تناسبني؟؟؟..اولاً امن المؤسسات مسؤولية كبيرة، قد يدخل المؤسسة مجرم خطر او شخص يحمل حزاما ناسفاً..هنا سأكون أمام خيارين إما أن أموت او يموت رواد المؤسسة لا سمح الله..عندها سأدخل السجن وأتعرض لسين وجيم...ثم ان الحراسة لا تناسب شخصيتي الهادئة ..أنا أريد وظيفة سهلة وخالية من المسؤولية...
أغلق الصديق الجريدة : ثم قال بنفس مرتاح وبال طويل: وجدتها ..انها على مقاسك تماماً...قال الرجل الأربعيني بنفس الروح المهزومة: ما هي؟
الصديق: الا تريد وظيفة سهلة..وخالية من المسؤولية وتناسب شخصيتك الهادئة...وذات راتب مرتفع ووضع اجتماعي ممتاز...
الأربعيني: طبعاً..
الصديق: أفضل وظيفة تناسبك هي «امين عام للأمم المتحدة»..فمهمته الوحيدة : « ان يعرب عن قلقه ازاء ما يجري في الدول»...ولا يتحمل بعدها أدنى مسؤولية ام مساءلة..ما رأيك؟؟
الأربعيني: موافق...
(الراي)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
04-09-2014 07:58 AM

وزير خارجية الاردن محل ناصر جوده لا للهده ولا لسده ولا لعثرات الزمان ...من يوم ما صار وزير خارجيه من عشر سنين وهو بقول ...الاردن مع حل الدولتين على اساس القرارات الدوليه وقرار مجلس الامن اثنين اربعه اثنين والشرعيه الدوليه ....هي هيه وظيفة وزير خارجية الاردن..شايف انها بتناسب صاحبنا ....ولا كمان صعبه وفيها مسؤوليه ....

2) تعليق بواسطة :
04-09-2014 10:42 AM

لماذا يبحث عن وظيفه؟؟ هو ما دام انه مواطن فهو موظف وخالي المسؤوليه..الا يدفع الضرائب والمسقفات؟؟ الا يدخن فيدفع ضريبه,, ان ركب سياره ايضا يدفع.. ان اشترى حتى لو الخبز فهو يدفع.. هو فقط معفي من الضريبه على الهواء والحكومه بصدد وضعها..لا يتحمل المسؤوليه ولكن فيها سين وجيم.

3) تعليق بواسطة :
04-09-2014 02:14 PM

أود أن أعلق على ما قاله الاخ ألمعايطة
قبل فترة بسيطه، إنطقشت ذراع ناصر جود، بس يا هل ترى الطقشه جراء عنف منزلي ناتج عن الاخفاق بالمسؤلية أم اثناءالتزلج على الجليد في أحد البلدان الاسكندنافية.

4) تعليق بواسطة :
04-09-2014 07:35 PM

لاحظت ان بعض الكتاب يتفادون الكتابة
عن الخطر الذي يداهم الاردن وكل المنطقة.
هل انهيار المجتمع الاردني لا سمح الله كما هو حاصل في سوريا والعراق وليبيا وقريبا اليمن,وقد نجت ارض الكنانة
مصر العظيمة من هذا البلاء لوقوف شعبها وكتابها ومثقفيها بكل شجاعة في
وجه الاخونجية الذين استولوا على مصر
وارادوها ولاية من ولايات الخلافة(الاسلامية)؟
التهرب من الخطر المداهم الاردن يعني
امران لا ثالث لهما:
1-اما ان الكاتب يتهرب جبنا ليبقى محافظا على رصيد يرضي به هؤلاء المجرمين
وسيكون من كتائبهم اذا وقعت المصيبة؟
2-او انه من مريدي الاسلاموية التي
ينتمي اليها الاخونجية(فقد كان واضحا
في مقالات كثيرة انه ضد الشعب المصري الذي ثار على الاخونجية وخلّص وطنه منهم),وكل هذه التنظيمات الارهابية
باضتها حركة الاخونجية؟

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012