أضف إلى المفضلة
الخميس , 02 أيار/مايو 2024
شريط الاخبار
بحث
الخميس , 02 أيار/مايو 2024


في القصاص حياة!

بقلم : طارق مصاروة
05-09-2014 12:33 AM
كشف الأمن السعودي مؤخراً عن اعتقال العشرات من الممولين، والمجندين والمحرضين السعوديين في خدمة.. داعش! وقد ثبت أن عدداً غير قليل منهم كان قد مرَّ على «لجان المناصحة» التي عالجتهم فكرياً ونفسياً وأطلقت سراحهم ليعيشوا بأمان في مجتمعهم ومع عائلاتهم، ولكنهم كانوا يمثلون مع لجنة المناصحة، وعادوا إلى الظلامية والدم والحقد الذي يعيشون فيه!
عندنا شملت مكارم الحسين رحمه الله عدداً من المحكومين بنشاطات تخريبية فأطلق سراحهم ثم اكتشفنا بعد مدة ان الزرقاوي الذي كان من بينهم صار قائداً خطيراً للقاعدة في العراق، وانه تكرّم على بلده، وعلى العفو الذي شمله بابتعاث منتحرين دخلوا فنادق عمان وفجروا أنفسهم وقتلوا 64 مواطناً، منهم حوالي العشرين جاءوا من جنين من الضفة المحتلة لحضور احتفال العائلة بزواج أحد أبنائها.. ومنهم العبقري مصطفى العقاد مخرج الرسالة، وعمر المختار وكان قد جاء من أميركا إلى عمان ليلتقي بابنته التي تعيش في بيروت..فقضيا في الدقيقة الأولى من اللقاء!
وفي آخر عفو عام، كان هناك معارضة في مجلس الوزراء، وكالعادة مررت الرغبة نفسها، وخرج المئات من السجون، وبعد أقل من ستة أشهر عاد أكثر من 50% منهم إلى السجون!
والرحمة قبل العدل، هذه قاعدة أخلاقية شائعة في أدبيات التاريخ العربي، ولكن هذا النمط من الإرهاب والجرائم تجعلنا نعود إلى الآية «ولكم في القصاص حياة»، فالمجتمع قبل الرحمة، والعدل هو في خدمة استقراره وعافيته، والمعتدي على حياة المجتمع لا يملك أحد أن يعفو عنه.
نحن لا نعيش حياة القبيلة البسيطة، البريئة إلى حد السذاجة، فهذه مجتمعات تعقدت فيها الحياة، ودخلها الشر في أشكال سياسية وفكرية وحزبية، وهذا الشر حدد له مصالح خارج مصالح المجتمع.. وغصباً عنه.. ولعل الشعار الذي سمعناه: نحكمكم أو نقتلكم هو شعار لا علاقة له بسيكولوجية الإرهاب، وإنما هو الإرهاب ذاته.
لقد استطاع الغربيون أن يجعلوا من جزّ عنق صحفيين أميركيين مركز الاهتمام الذي يستدعي مؤتمر قمة عالميا: في حين أن مصرع نصف مليون سوري وعراقي خلال الثلاث سنوات الأخيرة لا يثير اهتمام أحد. فقد كان المسؤول الأميركي أو الأوروبي يمثل الاهتمام تمثيلاً مسرحياً، لكنه كان في داخله يقول: هم العرب يقتلون بعضهم!
بدأنا الكلام بالعفو، والمسالمة، وتفهم الخطر وما نزال نجد أنفسنا رافضين لهذه القيم العظيمة في تعاملنا مع الإرهابيين، ليس لأن الحياة الإنسانية للفرد كما للجماعة رخيصة.. وإنما لأن الأُمّة واستقرارها وأمنها ورفاهها هي الأولى بالقيم العليا.. بالعفو، والمسالمة والسماحة، لأنها هي مصدر الحياة، والاستمرار، والحق والخير والجمال.
(الراي)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
05-09-2014 08:39 AM

اضف يا استاذ طارق ضروره اعتقال الفاسدين الذين نهبوا ثروات الوطن وادوا الى افقارها وبالتالي وضعوا اعداد ليست قليله من الشباب في وضع يائس جعلهم يتوجهون الى داعش او الى الاجرام لتحصيل رزقهم بعد ان ثبت لهم ان لقمة الحلال لم يعد ممكناتحصيلها هؤلاء الشباب الذين يشاهدون يومياًالسيارات الفارهه والفلل الخياليه المشتراه من اموال النهب العام واقول سلفاً لكل من يهمه الامر ان قضيه القصاص والمعالجه الامنيه للمشكله لن تقدم ولن تؤخر...والايام بيننا.

2) تعليق بواسطة :
05-09-2014 03:10 PM

الكاتب تطرّق للنتائج . حبذا لو تطرّق للاسباب والنتائج معا.
التطرق لاسباب الامور او مسبباتها يجب ان يتقدم الحديث عن النتائج ، وهو من شروط امانة الطرح بصورة كامله غير مجزوءه . وهذا يتطلب شجاعه ادبيه لقول الحق كل الحق .
حيذا لو احتوى المقال نبذه ولو صغيره عن مسببات الارهاب والجريمه وانجراف الشباب اليها.
كل الاحترام لمعالي الكاتب الفذ .

3) تعليق بواسطة :
06-09-2014 10:58 PM

حيّاك حيّاك في كل ما تكتب......
وعجلة التاريخ لن تتدحرج أبداً الا الى الامام.
.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012