أضف إلى المفضلة
الثلاثاء , 14 أيار/مايو 2024
الثلاثاء , 14 أيار/مايو 2024


الملك السياسي

بقلم : جميل النمري
24-10-2014 12:22 AM
في اللقاء مع جلالة الملك، تباينت وجهات نظرنا (داخل كتلة التجمع الديمقراطي النيابي) بشأن الموقف من تنظيم 'داعش'، ومشاركة الأردن في التحالف الدولي ضد هذا التنظيم. ولم أجد في ذلك حرجا؛ فالتباين قائم في كل مكان، وداخل كل بيت، ولا يدور فقط حول مشاركة الأردن في التحالف الدولي، بل أيضا حول تشخيص حقيقة 'داعش' والصراع الدائر.
الملك بدأ اللقاء بحديث مهم للغاية، قدم فيه رؤية صريحة وصافية وصادقة للموقف. ولا أحتاج إلى إعادة سرد ما قيل؛ فقد نقله بتوسع الخبر الصادر عن الديوان الملكي. لكنني أعود إلى فكرتين جريئتين وحاسمتين في حديث الملك.
قدّم الملك، بعبارة واحدة، تشخيصا فارقا لما يحدث، عندما قال إننا أمام حرب أهلية (داخل الإسلام) بين التطرف والاعتدال. والواقع أن هذا ما يجري منذ صعود موجة التطرف في الإسلام السياسي، بغض النظر عن التداخلات الإقليمية والدولية. وهي بدأت (الموجة) قبل 'القاعدة' في أفغانستان، وأخذت شكل حرب أهلية فعلية في الجزائر، كما تمظهرت بصيغ مختلفة في بلدان أخرى، وصولا إلى ظاهرة 'الدولة الإسلامية في العراق والشام' التي تخصنا نحن في المشرق العربي، ووصلت بالتطرف السلفي إلى نهاياته القصوى، لدرجة العودة إلى ممارسات انقرضت في المجتمعات منذ قرون، من مثل سبي النساء وإنشاء أسواق النخاسة واسترقاق الأطفال، ونشر الرعب بأبشع أساليب القتل لكل مخالف وللأقليات الدينية والإثنية، بهدف التميز حتى عن أكثر الجماعات الإسلامية المنافسة تشددا.
ويستخلص الملك تقييما جريئا آخر، وذلك عندما وصف التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة بأنه 'مقلوب'؛ فالصحيح أن يكون تحالفا عربيا وإسلاميا تدعمه بقية الدول وليس العكس، لأن القضية بالأساس قضيتنا، وهي مسؤوليتنا في هذه المنطقة.
لا يقدم المسؤولون الأردنيون، في العادة، تشخيصا وتحليلا جريئين كهذين، ولا حتى المسؤولون العرب. والجميع يتهيب من الاتهامات، ويراوغ في عرض قناعاته والدفاع عن خياراته؛ الأمر الذي يضعف موقف الاعتدال وقضيته، ويزيد نفوذ نظرية المؤامرة، كما يزيد الهامش أمام مختلف الأطراف السياسية، بأجنداتها المختلفة، للتلاعب بالرأي العام.
وفي الحوار آنف الذكر، كان الملك يقاطع الزملاء المتحدثين كلما كانت هناك فكرة أو تلميحات خاطئة تخلط الأوراق؛ ليعيد إجلاء الموقف بوضوح وشفافية. وقد ردّ جلالته بسرعة على التلميحات بشأن التدخل البري للأردن، قائلا: إذا كان هناك من يتصور أننا سننتقل بالفرقة الثانية إلى قلب العراق وسورية لقتال 'داعش'، فهذا ليس واردا. نحن سنكون طرفا فاعلا في التحالف، لكن القتال البري هو شأن السوريين والعراقيين.
ولا أعتقد أن الملك، بأسلوبه الصريح في تقديم وجهة نظره، كان سيتردد في عرض رأي مختلف بشأن التدخل البري لو كانت لديه القناعة بسلامة هذا الخيار.
والموقف الأردني حتى في إطار التحالف الذي نشأ لمحاربة 'داعش' لم يتغير من حيث القناعات السياسية التي تقوم أساسا على المصلحة الوطنية الأردنية في كل مرحلة، وعلى الأهداف المعلنة بتحقيق الحل السياسي وإنهاء الاقتتال، وتحقيق توافق وطني على النظام السياسي، وتأمين السلام والاستقرار في البلدان الشقيقة. وتحدث الملك عن جولاته ولقاءاته، والجهود الحثيثة لبلورة توافق دولي، يشمل طهران وموسكو، من أجل الحل السياسي.
(الغد)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
24-10-2014 03:25 AM

أدخال حرب داعش على قضَيه الأعتدال والتطرف يحتمل الكثير من التأويلات ,,, فهل يصًف الكاتب حرب السعوديه" السلفيه الوهابيه " على داعش بانها حرب بين الأعتدال والتطرف ؟؟؟ ومن سيضَع الكاتب في ميزان الأعتدال والتطرف ؟؟هل حركه الأخوان المسلمون التي تمارس الحياه الديمقراطيه أم السلفيه الوهابيه السعوديه التي تكفُر الديمقراطيه ,ومع هذا تعتبر الأخوان حركه أرهابيه ؟؟ ولذلك فأن هناك استخدام سياسي لهذا الموضوع وخلط للأوراق حسب المصالح المتغيره , فمن كانوا يدعمون داعش أنقلبوا عليها عندما خرجت عن أجنداتهم تماما كما كانوا من قبل يدعمون الطالبان والقاعده عندما كانت تحارب السوفييت . ولذلك يجب أبعاد الحلف الأمريكي السياسي الذي هندسته أمريكا , ووضعت به من تشاء وأخرجت منه من تشاء , فأمريكا لا علاقه لها الا بمصالحها ولم نسمع أنها مهتمه بالأعتدال في العالم الأسلامي عندما حلًت الجيش العراقي لأنه الرمز للهويه العراقيه الجامعه لمكونات الشعب العراقي وأعلت من شأن الطائفيين والمراجع الدينيه وأسست للهويات الطائفيه ولم نسمع بداعش قبل دخول الأمريكيين العراق ولم نسمع بتهجير المسيحيين قبل الغزو الأمريكي .
أن قضَيه التطرف في العالم الأسلامي لا يمكًن حلًها بواسطه من صنعوه وأستخدموه , ولكن يمكن حلها بواسطه الخروج من دائره الدول القمعيه الفاشله والدخول لمنظومه الخيارات الديمقراطيه للشعوب وحينها فأن الناس سوف تختار الخيارات الأفضل التي تؤمن الحياه الكريمه والوظائف والتعليم والصحه ,ولا مكان للدكتاتوريه أو التطرف في هذه الخيارات . أما في الأردن تحديدا فما هو الخطر من داعش لو اخترنا في السلطه التنفيذيه والتشريعيه خيره الخيره بدل أصحاب المصالح , فهل يمكن أتخاذ هذا القرار المصيري الذي سيبعد داعش والفقر والأرتهان والفساد عن الأردن ؟؟؟؟

2) تعليق بواسطة :
24-10-2014 10:06 AM

.
-- سيدي , أتمنى على المتابعين الكرام قراءة ما كتب الاستاذ خالد الحويطات فهو من ادق ما كتب من تقييم محكم للموقف الحالي بكافة مكوناته .

وللاستاذ خالد الحويطات الاحترام و جزيل الشكر .

.

3) تعليق بواسطة :
24-10-2014 10:37 AM

سيدخل الاردن في الحرب البرية .. وستدخل قوات اردنية .. وستخضع الاراضي والشعب فيها لسيطرة الجيش الاردني

4) تعليق بواسطة :
24-10-2014 08:53 PM

سيدي المغترب تحية
كتب رد على تعليقك وتعليق السيد دبوس على موضوع السياحة الدينية.
ارجو قراءة ما كتبت ولكما التقدير والاحترام

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012