أضف إلى المفضلة
الأحد , 19 أيار/مايو 2024
الأحد , 19 أيار/مايو 2024


بصراحة .. عن العلاقة مع حماس
12-11-2011 07:46 AM
كل الاردن -

alt



 ناهض حتر

قبل الربيع العربي - الامريكي, كنتُ من الدعاة المثابرين لتطبيع وتعزيز العلاقات مع حماس. الآن, أبارك التطبيع, وأتحفظ على التعزيز, وأرفض, قطعيا, انتقال مركز حماس من دمشق إلى عمان.

لم أكن متيما بحماس قبل 2011 , ولا أكرهها الآن. فبوصلتي الوحيدة هي المصالح الاستراتيجية للدولة الأردنية والشعب الأردني. فحين كانت حماس جزءا من معسكر الممانعة القوي, كانت هي طريقنا الأقرب للتفاهم الواقعي مع ذلك المعسكر, وإحداث توازن في القوى يقلّص من سطوة معسكر الاعتدال علينا, ويخفض ضغوط العلاقة الثنائية المغلقة مع السلطة الفلسطينية المدعومة من الولايات المتحدة والنظام العربي السابق, ويمنحنا هامش المناورة الضروري في مواجهة التحدي الإسرائيلي.

الآن, سقط معسكر الاعتدال القديم بسقوط رافعته المتمثلة بنظام حسني مبارك, وتضعضع معسكر الممانعة من خلال تفجير الداخل السوري, وأصبحت حماس شريكا في عملية تكوّن معسكر جديد في المنطقة من خلال تحالف استراتيجي مع الإسلاميين الذين تمكنوا, بالدعم الدولي والإقليمي والخليجي وخصوصا القطري, من وراثة الأنظمة البائدة في تونس ومصر وليبيا, بينما يسيطرون على المعارضة اليمنية والسورية وينخرطون في تحالف تيار المستقبل والقوات اللبنانية الفاشية, سواء في داخل لبنان او في المعركة ضد النظام السوري.

في المشهد السياسي المستجد هذا, تراجعت مكانة النظام الأردني وحليفته, السلطة الفلسطينية,إقليميا ودوليا, إلى الصفوف الخلفية, في حين ترتفع أسهم حماس محمولة بالرعاية التركية القطرية, وتتأهل لترث موقع المفاوض الرئيسي في الشأن الفلسطيني.

تراجع المكانة الإقليمية والدولية للمملكة, أثار غرائز الكيان الصهيوني لتصفية القضية الفلسطينية على حساب الأردن. وهكذا, انهمرت التسريبات والمقالات والسيناريوهات حول مستقبل بلدنا في الصحافة الإسرائيلية.

لطالما هجس الوطنيون الأردنيون بخطر المشروع الصهيوني الخاص بالأردن, لكن السلطات الأردنية لم تكن تتلمس معطيات كافية لتحد ماثل . اليوم, الملك عبد الله الثاني يجد أن مشروع الوطن البديل اصبح سياسة رسمية في إسرائيل.

قد يُقال إن العلاقات الوطيدة مع حماس هي سلاح ضد هذا الخطر. نعم. ولكن بالحدود التي لا تزعزع المعادلة الداخلية الحساسة.

من السذاجة الحكم على أي حركة من خلال خطابها, بل من خلال تموضعها وسلوكها السياسيين. وقد كنا نأخذ خطاب حماس حول المقاومة ورفض الوطن البديل على محمل الجد, حين كانت جزءا من محور إقليمي مضاد للولايات المتحدة, لكن حماس اليوم تتموضع في سياق سوف يفرض عليها, موضوعيا, انتهاج خط سياسي جديد. أما سلوك حماس في غزة فيكشف عن ميولها الاستبدادية واستعدادها لعقد صفقات واقعية وجزئية مع العدو.

أذكّر, هنا, بأن الخطاب الفتحاوي في أواخر الستينيات, كان أيضا خطاب المقاومة والتحرير من النهر إلى البحر, لكن فتح , في الممارسة الفعلية, تموضعت, مستندة إلى حلفائها المحليين, في قلب الشأن الداخلي الأردني, مما قاد البلد إلى كارثة, ثم تدرّج خطاب المقاومة الفتحاوي إلى خطاب أوسلو.

عودة حماس ¯ في ظروف الربيع العربي - إلى الأردن, سوف تصبّ في طاحونة " الإخوان". وكل موقع قوة يحصّله " الإخوان" سوف يصب في طاحونة حماس. وهي عملية تراكمية , بعناصرها الداخلية والخارجية, من شأنها أن تقود إلى أسوأ الإحتمالات, بما في ذلك الرجوع بالبلد إلى ظروف نهاية الستينيات.

لا نعترض على إجراء تفاهمات مع " الإخوان" بصفتهم حزبا أردنيا, على أن تكون تلك التفاهمات داخلية حصريا, ولا ترتبط بعوامل وعناصر خارجية; إذ يمثّل ذلك الارتباط تعديا صريحا على السيادة, ويشكّل, في ظروف الأردن المعقدة المعروفة, وصفة للفوضى ونشوء دولة داخل الدولة.

لسوء الحظ, فإن السياسة الرسمية الأردنية, غارقة في التكتيك وتفتقر إلى رؤية استراتيجية. ولذلك, فهي تستسهل عقد الصفقات السياسية في محاولة لتلافي الاستحقاقات الوطنية, الاجتماعية والديموقراطية. لكنه طريق مسدود. فالحقيقة السياسية الرئيسية في أردنّ اليوم تتمثّل في الصعود الوطني الاجتماعي لشعب قرر أن يحضر في التاريخ مهما كان الثمن. وكل من يحسب, محليا أو إقليميا أو دوليا, بأنه يستطيع تجاوز هذا الحضور, سوف يكتشف أنه واهم.

ynoon1@yahoo.com

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
12-11-2011 09:52 AM

التاريخ يصنع بالمواقف المبدأية والتضحيات المشرفة وليس بالخيال والاوهام... تدافعون بشراسة عن الدور الوظيفي وتريدون دورا مستقلا في مسار التاريخ...معادلةمستحيلة

2) تعليق بواسطة :
12-11-2011 09:54 AM

كلام منطقي جدا ....يسلم ثمك يا استاذ ناهض حتر ...

3) تعليق بواسطة :
12-11-2011 10:49 AM

يا سيد ارتباط الاردن بفلسطين قدري ونهائي وابدي .. دعك من الاوهام والتعنصر الذي لا يخدم الوحده والمصير المشترك والوحده الازليه بين ابنا الشعب العربي المسلم .

4) تعليق بواسطة :
12-11-2011 02:58 PM

لا ازيد على كلام السيد احمد في التعليق 3

ودمتم

5) تعليق بواسطة :
12-11-2011 06:38 PM

وصفك لحزب القوات بانه فاشي ينفي عنك تهمة الليكودية التي يحاول البعض الصاقها بك
وانا مثلك تماما اتمنى ان ارى الصعودالوطني الاجتماعي للشعب الاردني مع قناعتي ان العقد القادم هو عقد الاخوان المسلمون حتى هنا في الاردن

6) تعليق بواسطة :
12-11-2011 07:53 PM

نعم اخ حتر وانك لعلا خلق عظيم حيث تصيغ الحلاوة على سم ومرارة المرحلة نعم سيعود ايلولهم وسنقع بالمحضورات ونتمنى ان نكون قد تمردنا على قطر وغبر قطر ونتمنى ان لا نستمع الا لابناء هذا التراب الكل يعلم بأن الاردني مستعد لاكل التراب مقابل تراب وطنه......

نعم عودة حماس ¯ في ظروف الربيع العربي - إلى الأردن, سوف تصبّ في طاحونة " الإخوان". وكل موقع قوة يحصّله " الإخوان" سوف يصب في طاحونة حماس. وهي عملية تراكمية , بعناصرها الداخلية والخارجية, من شأنها أن تقود إلى أسوأ الإحتمالات, بما في ذلك الرجوع بالبلد إلى ظروف نهاية الستينيات.

لا نعترض على إجراء تفاهمات مع " الإخوان" بصفتهم حزبا أردنيا, على أن تكون تلك التفاهمات داخلية حصريا, ولا ترتبط بعوامل وعناصر خارجية; إذ يمثّل ذلك الارتباط تعديا صريحا على السيادة, ويشكّل, في ظروف الأردن المعقدة المعروفة, وصفة للفوضى ونشوء دولة داخل الدولة.

لسوء الحظ, فإن السياسة الرسمية الأردنية, غارقة في التكتيك وتفتقر إلى رؤية استراتيجية. ولذلك, فهي تستسهل عقد الصفقات السياسية في محاولة لتلافي الاستحقاقات الوطنية, الاجتماعية والديموقراطية. لكنه طريق مسدود. فالحقيقة السياسية الرئيسية في أردنّ اليوم تتمثّل في الصعود الوطني الاجتماعي لشعب قرر أن يحضر في التاريخ مهما كان الثمن. وكل من يحسب, محليا أو إقليميا أو دوليا, بأنه يستطيع تجاوز هذا الحضور, سوف يكتشف أنه واهم

نعم نحن نعلم والكل يعلم ان ذراع الصهيونية الامريكية_قطر_ تصول وتجول بدعم كامل من الصهيونية العالمية لكل اردني اقول انتبهوا حيث الطوفان قادم اذا ما رحلت حماس ما بعد الربيع العربي الى عمان

حمى الله الاردن

7) تعليق بواسطة :
12-11-2011 07:58 PM

جاهل وغبي من يعتقد ان نظام عائلة الاسد او عصابة آل الاسد هم نظام ممانعه وصمود وتصدي ومن يريد ان يعرف من هم آل الاسد يرجع الى المقابله التي اجريت قبل اسبوع بين رئيس العصابه بشار ومحطه بريطانيه ولتي قال بها بالحرف < الجيش السوري مدرب لمقاتلة القاعده> أي ليس مدرب كجيش لمقاتلة اسرائيل التي تحتل الارض السوريه منذ 44 سنه وما زال من الاغبياء من يدافع عن هذا النظام ويصفه بالممانعه والصمود والتصدي الا اذا هناك منفعه ماليه من الدفاع عنه واعتقد ان هذه العقليات لو حكمت ستكون مثل بشار وغيره من المستبدين

8) تعليق بواسطة :
12-11-2011 08:34 PM

قرات المقال ووجدت دهاء فى الطرح وكلمات تحتاج الى قاموس سياسى لتفهم .ولكن مع بساطة التحليل السياسى وجدت انها تصب فى خانة واحدة وهى ان العلاقات وتوطيدها يخدم الاخوان المسلمين ولا ادرى هل هذه الخدمه ستكون ذات خطوط متصله او سيصيبها تعرجا وتقطعا فى الاتصال.التحليل البسيط للايام القادمه ان العلاقه ستعود ولكن سيكون الحذر المبطن عنوانها فالظاهر هالة اعلامية تدعم ذلك ولكن تنفيذ ذلك سيحتاج الى اثبات حسن نية من الاطراف المعنيه .

9) تعليق بواسطة :
13-11-2011 08:37 AM

والله لو قامت حماس بكل شيء يرفع رأس الأمة ... فلن يرضى عنهم المنافقون من المسلمين .. ولن يرضى عنهم غير المسلمين بشكل عام ... الاسلام قادم ليحكم ويوحد المسلمين ويزيل الحدود ويطبق الشريعة الاسلامية ويزيل العنصرية ... شاء من شاء وابى من ابى

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012