أضف إلى المفضلة
الأحد , 19 أيار/مايو 2024
الأحد , 19 أيار/مايو 2024


في مباراة (الاصلاح)..نريد مصالحات واهدافا نظيفة!
14-11-2011 08:06 AM
كل الاردن -

alt
 حسين الرواشدة

 
هل كان الاردنيون بانتظار "مباراة" لكي يستعيدوا عافيتهم الاجتماعية ويتوحدوا على "اهداف" واحدة؟ هل كانوا بحاجة الى "انتصار" لكي يخرجوا الى الشارع احتفاء بالانجازات لا احتجاجا على السياسة او طلبا للاسراع في الاصلاح؟ اعتقد اننا جميعا بحاجة الى "لحظة" نشعر فيها بأننا انجزنا شيئا مهما، او اننا انتقلنا من دوائر الصراع والشك والخوف على المستقبل الى دوائر الرضى والوئام الاجتماعي واليقين السياسي، ومن المفارقات ان "الرياضة" اتاحت لنا هذه الفرصة فيما ترفض السياسة ان تمنحنا ما نريده، وتضطرنا الى الشعور بالخيبة والغضب وربما الاحباط احيانا.

من المفارقات -ايضا- اننا اندفعنا تحت الاحساس بضرورة "الفوز" للتصويت لـ"البحر الميت" ليكون واحدا من عجائب الدنيا السبع الطبيعية، فيما لن نفكر "بالتصويت" للاصلاح الذي نحلم به، ولا ادري -هنا- ما هي الاصوات التي يمكن ان نحشدها لو طرحنا موضوع الاصلاح للتصويت الشعبي، ليس لانه احدى عجائب بلداننا العربية في ربيعها الجديد وانما لانه يشكل ارضية للتوافق والخلاص من تجارب بائسة اوصلتنا الى ما نعانيه من انسدادات وازمات، كما انه يشكل آلية مشروع لمعرفة ما يريده الناس حقا وما يطمحون اليه بعيدا عن قصص "النخب" وصراعاتها، وعن "فزاعات" الخائفين من الديمقراطية واستحقاقاتها.

من المفارقات -ايضا- ان الرياضة "ومعها السياحة" استطاعت ان تدلنا على طريق المصالحة وان تقطع الطريق امام جحافل "البلطجية" وان تجمع الاردنيين خلف شعارات واحدة "وعلم" واحد، وهدف واحد، فيما لم نفكر -مجرد تفكير- في استثمار "السياسة" لاجراء ما يلزم من مصالحات وطنية وهنا كان يمكن -مثلا- ان نطرح قضية استرداد الاموال المنهوبة "في اطار مكافحة الفساد" مقابل تسويات قانونية وسياسية مرضية، تعيد لبلدنا جزءا من ثرواته وامواله وتضع حدا للدعاوى التي تتردد حول ملفات الفساد والمتورطين فيه.. واذا كان اخواننا المصريون -الآن- على وشك الدخول في مصالحة مع المتهمين "بنهب المال العام" بعد ان ثبت بان الاجراءات القانونية ستطول وان الاحكام التي ستصدر لن "تعيد ما سرق" فان بوسعنا ان نفكر جديا في هذه المسألة، بشرط ان تحظى بتوافق عام، على اعتبار ان "مكافحة" الفساد ما تزال تدور في فراغات غير مفهومة.. كما ان اقناع الناس بالاصلاح لا يتم الا اذا جرى اغلاق هذا الملف الذي يستفز مشاعرنا جميعا، واعتقد ان امام الحكومة فرصة لتكوين رأي عام قادر على استيعاب وتأييد هذه الفكرة لا من اجل "العفو" عن الفاسدين او تبرئتهم وانما من اجل اعادة الاموال المسروقة الى خزينتنا التي هي احوج ما تكون اليها اضافة الى ان تجاوز هذه "المشكلة" الكبرى بمصالحات حقيقية سيتيح لمجتمعنا فرصة لكي ينخرط في "الاصلاح" والتحول الديمقراطي بلا قوى شد عكسي ولكي يطمئن ايضا بان عصر الفساد قد انكشف وانتهى، ان لم يكن بالعقاب الذي يفرضه القانون فبالمصالحة التي قبلها المجتمع، وقبل ذلك بصدق النوايا التي يقدمها هؤلاء المتهمون في التوبة والاعتذار للناس واعادة الحقوق لاصحابها.

باختصار، نريد "مباراة" سياسية تكون نسخة اخرى لمباراة "الرياضة" التي صفق لها عشرات الالاف في المدرجات والشوارع بحيث تنقلنا الى "فوز" حقيقي يستحق ان نهتف له جميعا وان نصوّت له بالملايين كما صوتنا لبحرنا الميت.

نريد مباراة "اصلاح" نحقق فيها اهدافا نظيفة وتضعنا على طريق "المونديال" لنشعر بأننا نتنافس مع شعوب لا ينقصنا شيء "سوى الديمقراطية" لنفوز عليها.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
14-11-2011 09:22 PM

ولكن لا بد من حكم الى هذه المبارة التي تطلب!!واعتقد انك تطلب ان يمدد الوقت لهذه المبارة؟ وستبقى شباك الفساد منيعه كون الحارس بارع والاعبين مختارين بشكل ممتاز والدليل هربت سور دون اي صافرة من الحكم!!!؟؟؟ ولا بد من الركلات الترجيحية يا استاذ!

حمى الله الاردن من هذه المبارة

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012