أحمد ابوخليل

على مدار عقود طوال شكلت اجتماعات وزراء الداخلية العرب ميداناً للتهكم على المستوى الشعبي بسبب تفردها بحالة خاصة من الانسجام والتوافق بين الوزراء المجتمعين بعكس باقي الاجتماعات العربية التي يندر فيها الاتفاق أو التوافق.

مع بداية الثورات والتحركات الشعبية العربية تم تأجيل اجتماع كان مقرراً مسبقاً لوزراء الداخلية العرب الى أجل غير مسمى, ولم ينعقد لغاية الآن, ومن غير المرجح أن يعقد في زمن قريب.

نقطة الالتقاء بين وزراء الداخلية كانت تكمن في الجانب الأمني حيث كان كل وزير يتفهم احتياجات زميله للقمع والسيطرة في بلده, وساد مبدأ احترام "القمع والقمع الآخر", وكان يجري تبادل للخبرات والتفاهمات, وكان الجميع يحرصون على احترام الشؤون الداخلية في العلاقات بين الدول الشقيقة, وفي سنوات سابقة كان الوزراء يتبادلون المعلومات بما فيها قوائم المطلوبين من الخصوم السياسيين.

تغيرت أمور كثيرة هذا العام, فلم يعد الوضع الداخلي للدول العربية شأناً قومياً, وكل وزير داخلية يكاد لا يجد وقتاً للاهتمام بقضاياه الخاصة فكيف بقضايا الآخرين?

من المحتمل أن البعد القومي في عمل وزراء الداخلية يقتصر الآن على القيام بعمليات مقارنات أمنية ولكن عن بعد, وفي أحسن الأحوال قد تنشأ حالات تضامن فردية لا تضم الجميع, ومن المرجح أن كل وزير داخلية يراقب الحالة عند زملائه فيحسدهم على وضعهم أو يحمد ربه على ما عنده مقارنة بما عندهم.

وزراء الداخلية العرب, شكر الله سعيكم "القومي المشترك".

ملاحظة حول مقالة أمس:

اعتمدت في مقالة يوم أمس بعنوان "يرحم أيام الديوان" على خبر نشرته صحيفة يومية زميلة صباح الخميس الفائت جاء فيه أنه سيتم تغيير اسم ديوان الخدمة المدنية الى المجلس الأعلى للتنمية الادارية, وقد جاءني من وزارة تطوير القطاع العام ومن الديوان نفسه ما يؤكد أن الخبر غير صحيح وأن الديوان باقٍ باسمه الأصلي, وهو ما يقتضي الاشارة.

ahmadabukhalil@hotmail.com