سميح المعايطة

إحدى مخلفات عملية احتكار بث مباريات بطولات كرة القدم في الدول من قبل فضائيات متخصصة أنها جعلت المواطن العادي غير قادر على مشاهدة أنديته التي تلعب في البطولات المحلية, فأبن الرمثا لا يمكنه مشاهدة فرق الرمثا في الدوري الممتاز إلا على فضائية عربية ومن خلال اشتراك مدفوع وجهاز استقبال خاص. وأبناء بني حسن والمفرق لن يستطيعوا متابعة تطور فريق منشية بني حسن الايجابي إلا عبر اشتراك في فضائية عربية وهذا ينطبق على مشجعي الوحدات والفيصلي وذات راس وكل فرقنا الكروية.
من الطبيعي أن يتابع المواطن أندية الدوري الأردني وهذا ما كان محور تقرير نشرته الرأي في صفحات الرياضة من إعداد الزملاء وأيضاً كتب فيها الزميل امجد المجالي ومرةً أخرى أؤكد على كل ما كان لأن الأمر ليس مشاهدة مباريات فحسب بل أيضاً نوع من الإنصاف لمواهب وطاقات الشباب الأردني سواء في الأندية الكبيرة أو في أندية المحافظات البعيدة التي نحتت في الصخر حتى أصبحت في مصاف دوري الأندية الممتازة.
ولأننا نريد لأبناء المحافظات أن يشاهدوا شبابهم على شاشة التلفزيون الأردني فإننا نتمنى أن يتم الوصول إلى صيغة يكون فيها بث كامل مباريات الدوري على شاشة التلفزيون الأردني, وليشاهد أبناء المفرق وعشائر بني حسن وكل الأردنيين فريق المنشية, وليشاهد أبناء الجنوب والكرك وكل الأردنيين شباب ذات راس, وكذلك أبناء الرمثا واربد والشمال وكل الأردن ليشاهدوا نجوم الرمثا والحسين والجليل واتحاد الرمثا والعربي, لأننا لا نريد أن تنمو هذه المواهب في الظل دون أن يعلم عنها أحد ودون تشجيع.
وحتى من باب دعم الأندية فإن ظهور كامل المباريات على شاشة التلفزيون يفتح الباب أمام الأندية للحصول على إعلانات وهذا قد يعزز مواردها المالية, لكن يبقى العامل الأهم هو تعزيز الاهتمام بأندية المحافظات وتقديم خدمة تسويق لنشاطها وحضورها ونجومها, وحتى يشاهد الناس تلك الأندية المكافحة العصامية التي توفر القرش فوق القرش لتامين متطلباتها للبقاء.
وحتى لو كانت تلك الأندية الناشئة لها جمهور أقل من الكبيرة فإن أي فريق صاعد يلعب مع الفيصلي أو الوحدات فإنه سيحظى بمشاهدة وسيتعرف المشاهد على النجوم الصاعدين وأسمائهم بدل أن يكون البث على قنوات مشفرة لا تبث إلا ما تريد من المباريات وليس كامل مباريات الدوري.
هنالك دول كانت تعطي حقوق البث لمحطاتها الوطنية وأيضاً لفضائيات مشفرة, لكن المهم أن نخدم أنديتنا ونقدم لها تسويقا لدى الأردنيين وبخاصة الأندية الجديدة القادمة من محافظاتنا البعيدة.