أضف إلى المفضلة
الأحد , 19 أيار/مايو 2024
الأحد , 19 أيار/مايو 2024


تحذير شديد اللهجة الى الحكومة
29-11-2011 08:18 AM
كل الاردن -


alt

 ماهر ابو طير

 
بدأت الحكومة الماحاتها الرقيقة الحافلة بالرسائل المبطنة التي من ابرزها أن الدعم المالي في الموازنة، يذهب لنسبة غير مستحقة تتجاوز الستين بالمائة من الحاصلين على الدعم، وان هذا الدعم غير شرعي ويتوجب توجيهه بطريقة مختلفة.

هذه النغمة حاولت حكومات سابقة ترويجها، من باب ان سعر اسطوانة الغاز المدعوم يستفيد منه الاردني والعراقي والعامل المصري والهندي، والمقتدر وغير المقتدر، ويستفيد منه ايضاً، الفقير والمتعوس، وفندق الخمس نجوم والسفير الاجنبي!.

يقولون: سعر اسطوانة الغاز العادل يقترب من اثني عشر دينارا، ويعطونك ادلة على ان هذا الرقم يبقى منخفضاً مقارنة بسعرها مع دول الجوار، في توطئة لتحرير سعرها.

هكذا يخبرون بل ويختلفون حول معنى السلع المدعومة اذ ان هناك وزراء يعتبرون الدعم ينحصر بسعر اسطوانة الغاز والعلف وبعض السلع، ويتشاطر آخرون ويعتبرون ان لمبة الاضاءة في الشارع جزء من عملية الدعم للمواطن، والرسوم الجامعية التي برأيهم "مُخفضة" جزء من عملية الدعم للمواطن!.

اياً كان المقصود بالدعم، فان الحكومة وفقاً لما يتسرب تريد الربط بين هيكلة رواتب القطاع العام والمتقاعدين بحيث تتم زيادتها، وفي توقيت متقارب يجري رفع الدعم عن سلع كثيرة، والغاء اعفاءات ضريبية على سلع غذائية والنتيجة: ارتفاع الاسعار في البلد!.

حكوماتنا تقول نحن لسنا اقوى من اليونان وبريطانيا وفرنسا واسبانيا وامريكا، وهي دول تخلت عن برامج الدعم والمخصصات الاجتماعية، وسلكت طريقاً صعباً لانقاذ اقتصاداتها، عبر رفع الاسعار.

يستشهدون بالاسوأ ويقولون ان الحكومة القبرصية جمّدت رواتب موظفي القطاع العام لسنتين انقاذاً للجزيرة المقسمة من الانهيار، ويتناسون ان حكوماتنا لم تقدم لنا في الرخاء عشرة بالمائة مما قدمت حكومات هذه البلدان في رخائها لشعوبها.

هذا تحذير شديد اللهجة، ان جاز لنا التحذير، من تزامن رفع رواتب العاملين والمتقاعدين، مع رفع الدعم عن السلع والغاء اعفاءات ضريبية عن بعض السلع، وعلى الحكومة ان تتصرف بقلب وان لا تلغي حسابات الرحمة في تصرفاتها.

اوضاع الناس سيئة، ومعظم الطبقة الوسطى تم سحقها، هنا، وتلك الطبقة التي تعيش على حوالات المغتربين، تواجه ظرفاً صعباً بسبب ظروف المغتربين، وفوق ذلك لا يمكن المساس بطبقة الموظفين في القطاعين العام والخاص، وفوقهم جموع المتقاعدين.

حياة الناس باتت صعبة جداً، خمسون بالمائة من الاردنيين يعملون برواتب تحت الثلاثمائة دينار، واكثر من عشرين بالمائة يعملون برواتب تحت المائتي دينار، ومهما كانت زيادات رواتبهم، فهي لن تغطي فروقات الاسعار التي ستحرق الاخضر واليابس.

جزء من "زهايمر الحكومات" لدينا انها لا تفكر الا في موظفيها، وكأن بقية المواطنين مستوردون او لا قيمة لهم، ولا احد يفكر بوضع عشرات الاف العاملين في القطاع الخاص، الذي يعاني ايضاً من ركود قاتل وتراجع عز نظيره, لا احد يجبر القطاع الخاص على زيادة رواتب موظفيه، واغلب من فيه لا يحصلون على رواتب مرتفعة، وفوق ذلك حلت على القطاع الخاص لعنتان الاولى تحديد حد ادنى جديد للاجور في قطاع متعثر، والثانية قانون المالكين والمستأجرين الذي سيؤدي الى اغلاق الاف المحال التجارية.

اذهبوا وطبقوا خطة اقتصادية تؤدي الى التقشف الشديد في تلك الملايين الحكومية المهدورة، وفي تلك الاموال المنهوبة التي لا يتم استردادها، وفي تلك الوسائل الاكثر نجاعة لمحاسبة الفاسدين، بدلا من صب البنزين على نار الحراكات والمسيرات في البلد.

كل ما نخشاه ان يكون شعار الناس بعد الزيادات المرتقبة "يا فرحة ما تمت" لانهم سوف يكتشفون قريباً ان هناك سلسلة اجراءات اقتصادية صعبة وقاسية، اخّرتها الحكومات السابقة، وتواجهها الحكومة الحالية.

بهذا المعنى ستكون زيادات الرواتب، اعادة انتاج لشكل الدعم، لا اكثر ولا اقل، وعلى ما يبدو فان حكوماتنا تظن ان الشعب هو فقط من نراه سائحاً في مولات عمان، او عابراً لمطارها البديع.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
29-11-2011 11:41 AM

الطبقة الوسطى هي العمود الفقري للدولة في العصر الحديث، والى هذه الطبقة ينتمي الاغلبية الساحقة من النخب والموظفين والعسكريين والمهنيي والصناعيين وحتى راس الدولة وطبقة الوزراء وكبار الموظفين يفترض ان يكونوا من هذه الطبقة والتي ينبغي ال تقل عن ثمانين بالمائة ورغم ان هذه الطبقة مؤلفة من مستويين او ثلاثة الا انها تبقى مقياس الحكم على نجاح السياسة الاقتصادية والاجتماعية ، ويجب المحافظة عليها وفي حالة تراجع نسبتها يكون ذلك مؤشرا على بداي فشل الادارة القائمة، ومن المؤسف والمحزن ان هذه الطبقة بدات بالمعاناة اولا باول وبذلك زادت نسبة الطبقة المسحوقة وذلك نتيجة محدودية موارد الدولة ونتيجة تنامي ظاهرة الفساد واستفحالها ويزيد ارتفاع المديونية الطين بلة.
اما بخصوص الدعم المقدم فالواجب ان يبقى مستمرا لكن المصلحة تقتضي اقتصاره على المواطنين والطبقة الوسطى وشرائح الفقر ، ويجب علينا ان نتذكر دوما ان نسبة الوافدين تزيد على ربع عدد السكان والحكومة غير ملزمة بهم بالاضافةالى اننا لا نجد المياه الكفية للمواطنين !!!

2) تعليق بواسطة :
29-11-2011 03:55 PM

يا اخي العزيز ارجو منك ان تذهب الى المدارس الخاصة في عمان الغربية سوف تجد ان السيارات الحكومية تقف تنتظر الطلاب لتوصلهم الى بيوتهم امنين وباقي الشعب في المحافظات يقفون وهم يحملون جركن الكاز حتى يتقوا برد الشتاء القارص ويغرهم يعبئون تنك السيارة الحكومية لتوصيل الطلاب المدللين لك الله ايها الشعب الطيب المسكين

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012