سميح المعايطة

طبيعي أن نبقى جميعاً نتحدث في قضايا الإصلاح ونطالب به، وأن نقف بصلابة لصناعة أجواء تردع الفساد وتبعث الخوف في نفوس كل من لديهم أي رغبة أو قدرة على الفساد أو الإفساد، لأن كل هذا ما يقدم لبلدنا قدرة على تجاوز نقاط الضعف وصناعة إصلاح لن ينتهي اليوم بل سيبقى ما بقيت الحياة.

لكننا أيضاً نحتاج إلى الحديث معاً بلغة هادئة لا نختلف فيها على الإصلاح بل نُعطي لبلدنا ولا أقول للحكومة الحق في المسار الطبيعي وأن نُعطي فرصة حقيقية كاملة للعمليات السياسية الإصلاحية التي نريدها جميعاً وأهمها قانونا الهيئة المستقلة والانتخاب وإجراء انتخابات نيابية نزيهة تمثل إرادة الأردنيين بشكل حقيقي.

الحراك الذي نشهده في بعض المحافظات تقوم به جهات أردنية من منطلقات مختلفة، ولا خلاف على حق التعبير، والمطالب التي نسمعها كل أسبوع لا خلاف عليها فكلنا متفقون على ضرورة الإصلاح وانتخاب مجلس نواب جديد ومحاربة الفاسدين، لكن كل هذا يحتاج إلى عمل من خلال المؤسسات، وأقصد المؤسسات التي تتخذ القرار وأهمها مجلس النواب، ولأننا نريد بناء حالة أردنية قوية فإن الخطوة الأولى المهمة أن نُعطي فرصة حقيقية لهذه العملية السياسية، وأن يكون البديل العملي الدخول في حوارات معمقة ومكثفة للوصول إلى قانون انتخاب توافقي، لأن كل أشكال المطالبات لا يمكنها أن تبني مجلس نواب قويا إلا إذا أمتلكنا الآلية الدستورية وهي قانون انتخاب نتوافق عليه جميعاً ثم نجري انتخابات حقيقية نزيهة تحت إدارة وإشراف الهيئة المستقلة حينها سنصنع مجلس نواب جديدا قويا، ومن ثم حكومة بذات القوة تكمل مسيرة الإصلاح.

من أجل بلدنا يجب أن نُعطي لأنفسنا الفرصة للوصول إلى هذا، ومن أجل بلدنا فإنني أدعو الحكومة إلى مراجعة الروزنامة السياسية وتحديد مواعيد تقديم القوانين إلى مجلس النواب، لأننا نحتاج إلى كل يوم، ونستطيع أن نبني قانوناً توافقياً خلال أسابيع من خلال حوارات عميقة، ثم يكون بين يدي النواب ليكون موعدنا مع الانتخابات في أسرع وقت ممكن.

من أجل الأردن يجب أن نُعطي لأنفسنا فرصة، وأن يكون عملنا أيضاً في أسرع وقت بما لا يفقد الأمور جوهرها.