أضف إلى المفضلة
الأحد , 19 أيار/مايو 2024
الأحد , 19 أيار/مايو 2024


احذروا : الإسلاميون قادمون!
07-12-2011 08:44 AM
كل الاردن -

alt
حسين الرواشدة

 
من يرصد الأصداء التي ترددت في الساحة المصرية (والعربية عموماً) بعد فوز الاسلاميين بالانتخابات سيشعر لا ريب بالصدمة، لدرجة ان احدنا اصبح من هول ما يسمعه امام “لغز” يصعب فهمه، فأين كانت جرأة هؤلاء حين كانت “الانظمة” الحاكمة تدك صناديق الانتخابات وتزور ارادة الناس وتفسد حياتهم، ولماذا لم ينتابهم “الفزع” من استئثار البعض بالسلطة لعقود طويلة وبصورة غيرة شرعية فيما نسمعهم اليوم “يدبون” الصوت فزعاً من الاسلاميين الذين افرزتهم اصوات الناس بلا اكراه وبلا تزوير.

اغرب ما في المسألة ان الذين كانوا يصفقون للديمقراطية واحترام ارادة الشعب في الاختيار والتعبير، لم يصدقوا انفسهم حين خرجوا من “الامتحان” خاسرين، فانقلبوا على مبادئهم وادبياتهم، واعتبروا ان فوز الاسلاميين “جريمة.. بحق الوطن والديمقراطية، وان الشعوب خانت “ثورتها” حين انحازت لهؤلاء ولم تنحز لهم، وانهم بالتالي جاهزون “للثورة” من جديد ضد الثورة التي منحت الاسلاميين فرصة الوصول الى الحكم.

الفزع الذي شهدته ميادين النخب السياسية في الاعلام والذي استهدف “التجييش” ضد الاسلاميين، وتخويف الناس من تكرار “العشرية الدموية” في الجزائر، وجد صداه ايضا في حقول “الفاعلين” لتشويه وجدان المواطن العربي من خلال “سطوة” النكتة، ومن يقرأ ما يروّج من “نكت” عن الاسلاميين في الاعلام الذي تسيطر عليه نخب العلمانيين وغيرهم من خصوم “الاسلام”، سيكتشف حجم الكراهية والخبث ومدى التجريح الذي يمارسه هؤلاء ضد خصومهم، وضد الشعب الذي ينتمون اليه، وكأن هذا الشعب لا يستحق الاحترام - فقط - لأنه لم يصوّت لهم.

كنت اتمنى ان يفتح وصول الاسلاميين الى الحكم او الى الاغلبية البرلمانية مجالا “محترما” للحوار والنقاش، وان يمارس “الخاسرون” واجب النقد الذاتي، وان يبحثوا عن تحالفات مع شركائهم في دائرة الوطن الواحد، وان يكونوا “منصفين” في نقدهم للأخرين، لكن ذلك للأسف لم يحدث، وهذا الموقف بالطبع يضيف الى فشلهم في الحصول على ثقة الناس فشلاً اخر في ثقتهم بانفسهم وفي مصداقية خطابهم وصحة المبادئ التي ظلوا يبشروننا بها فيما مضى، لنكتشف اننا امام “نخب” اسوأ من الانظمة، وامام “ديمقراطيين” لا يفهمون الديمقراطية ولا يعترفون بها الا اذا حملتهم الى السلطة واقصت الاخرين عنها بأية وسيلة.

من سوء حظ الاسلاميين انهم وصلوا الى “الحكم” في الوقت الخطأ، وان لدى خصومهم “ماكينات” اعلامية جبارة، وان معظم النخب التي تطفو على السطح تقف في مواجهتهم، وان “التركة” الثقيلة التي وجدوها من الانظمة “واكبر” من امكانياتهم وتجربتهم المتواضعة (او غير المتوفرة اصلا) في ادارة شؤون الحكم، لكن من حسن حظهم انهم حصلوا على ثقة الجماهير، ولم يترددوا عن اقتحام الخطر ولم يخضعوا “لفزاعات” التخويف ومصائد “الفشل” التي وضعت في طريقهم، لكن هذا الحظر بالطبع لايكفي، فهم امام تجربة محفوفة بالمخاطر، وقوى تتصيد هفواتهم واخطائهم، وشارع ينتظر منهم اكثر مما يستطيعون .. ودول تحاول ان تجرّهم لكي يتنازلوا او يرفعوا رايات الاستسلام.. وبالتالي فليس امامهم فرصة للانشغال بالردود والسجالات، ولا لمواجهة الكراهية بالكراهية او الاقصاء بالاقصاء.. فرصتهم الوحيدة في تقديم النموذج الذي يرضي الناس ويطفئ “كيد” الخصوم ويعيد الامل الى الاوطان التي دفعت من اعمار اجيالها ودماء ابنائها ثمنا “للحرية” والكرامة.. ووضعت ذلك كله امانة في ايديهم.. وما اثقل هذه الامانة!

باختصار، صرخات التحذير من اجتياح “التتار” الاسلامي لبلداننا العربية لن تتوقف، وبمقدار ما تخفي حجم”الاستلاب” الذي اصاب امتنا على يد بعض النخب المتغربة عنها، بمقدار ما تكشف وجه هؤلاء الحقيقي لا على صعيد قيمهم وبرامجهم ودعواتهم المغشوشة، وانما على صعيد موقفهم من الامة ودينها وحضارتها، ومن شعوبهم التي قررت بدافع وعيها ومعرفتها بحقيقتهم حرمانهم من تمثيلها او التوقيع باسمها سواء في مواقع الحكم او على مدرجات المعارضة!

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
07-12-2011 03:58 PM

إذا كانت سبعون عاممن الحضور السياسي والإجتماعي والإقتصادي وموروث 1400 عام لم تكسب الإسلاميين الخبره الكافيه لإدارة شؤون دوله فهل هذا الطرح مقدمه وتبرير إذا ما فشلوا في تسير الدوله
المضحك أنك ربطت بشكل غير صحيح بين الإختلاف السياسي و(خصوم الإسلام) فهل حضور الآخرين في الحضن (البوشي)وجهابذة فكره المحافظين الجدد أكثر منكم
في الثوره التونسيه والمصريه لم يظهر الإسلاميين إلا متأخرين (هذا الواقع)

2) تعليق بواسطة :
08-12-2011 05:49 PM

انا معك يحق للاسلاميين ان يتمثلو بحجم جماهيرتهم في الشارع ويمثلوا الناس ويشكلو الوزارات ولكن ردة الفعل الخائفة والمفزوعة من نجاح الاسلامين للاسلاميين او بعضهم دورا في ابراز هذا الاتجاه وذلك ببعض التصريحات النارية من مثل تطبيق الحدود فورا ومنع مضاهر السياحه ودور المراة وغيرها

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012