أضف إلى المفضلة
الأحد , 19 أيار/مايو 2024
الأحد , 19 أيار/مايو 2024


الكرامة .. ليست مجرد كلمة
08-12-2011 08:00 AM
كل الاردن -




alt
ناهض حتر
حدث لديّ لبس فيما إذا كان ناصر جودة وزيرا لخارجيتنا أم مندوبا عن مجلس التعاون الخليجي يلتقي أعيان الأردن,مفسرا ومبررا التصريحات السلبية التي أدلى بها مسؤولون خليجيون حول انضمام المملكة إلى المجلس المذكور. هذه, بالطبع, ليست مهمة وزير الخارجية الأردنية, بل مهمة أصحاب التصريحات أنفسهم. وقد شعرت كأردني بالإهانة مرتين, لدى قراءة تلك التصريحات, ولدى تطوّع جودة بتوضيحها.

كرامة الأردن والأردنيين فوق كل اعتبار. هذا ليس مجرد إنشاء عاطفي, بل هي الحقيقة السياسية الوحيدة في بلدنا اليوم حيث تتصاعد الوطنية الأردنية, وتفرض نفسها بوصفها القوة الرئيسية في الأردن في الحسابات المحلية والإقليمية والدولية. ومن الآن فصاعدا فإنه ينبغي على السياسة الأردنية الرسمية أن تعبّر عن ذلك الصعود الوطني وننتهي من نهج التبعية والاستجداء.

أزمتنا الاقتصادية لا حل لها إلا بإعادة تدوير ماكنة القطاع العام والعدالة الاجتماعية واسترداد الثروات المنهوبة وإعادة توزيع الثروة من خلال قانون الضريبة التصاعدية على الدخل. وفي ظل التصحيح الداخلي, فإن الأردني مستعدّ لتحمّل المشاق المعيشية على أن تكون كرامته وكرامة وطنه محفوظة وسياساته الخارجية انعكاسا لوجدانه وعزته.

أعضاء شبكة الفساد والكمبرادور والمستفيدين من سستم الإثراء,هم الذين يلحون على وضع الأردن في خط السياسات التبعية والاستجدائية. وقد آن الأوان كي ننتهي من تلك الفئات وتلك السياسات معا. وهذه مهمة مطروحة الآن ليس فقط لإنقاذ البلد وإنما أيضا لمصلحة النظام السياسي الذي لن يفيده الأمريكيون ولا دول الخليج على المستوى الخارجي ولا الكمبرادور على المستوى الداخلي, ولكن ما يعصمه هو استناده إلى حركة وطنية فاعلة. ولذلك, لا مناص من ترجمة هذه الحركة وبرنامجها وطموحاتها إلى سياسات.

يقول جودة في معرض تبريره لتصريحات المسؤولين الخليجيين إنها لا تعني رفض الأردن بل تعني التدرج في عملية انضمامه إلى النادي الخليجي. وهو تبرير بلا قيمة إلا إذا صدر عن أولئك المسؤولين الخليجيين أنفسهم. فالتصريحات واضحة كليا. وهي تعكس جملة من المواقف المعروفة والمتداولة. فالقطريون الذين ينفذون أجندة دولية في الإقليم لن يسمحوا بانضمام الأردن إلى " التعاون الخليجي" إلا بالحصول على ثمن سياسي ( من الشراكة مع حماس داخل الأردن إلى التدخل في سورية). ولا يمكننا أن ندفع هكذا ثمنا كونه مهينا وكونه يتعارض مع أمننا الوطني, بينما تخشى "الإمارات" من أن يتحوّل الأردن - بإقتصاده المتعثر - إلى يونان الإتحاد الأوروبي, في حين أن الموقف التقليدي السلبي للسياسة الكويتية نحو الأردن ما يزال ثابتا في العمق. مسقط غير متحمسة والبحرين غير مؤثرة. أما حليفتنا الرئيسية في " التعاون الخليجي", أي السعودية, فإن اهتمامها ينصب اليوم على بيتها الداخلي.

فكرة انضمام الأردن إلى النادي الخليجي, بالأساس, فكرة غير واقعية من كل النواحي. فالأردن غير النفطي, بأزمته الاقتصادية المتفاقمة, لا يتسق مع الاقتصادات الخليجية. ومن الناحية الاجتماعية والثقافية والاستراتيجية, ينتمي الأردن إلى الدائرة الشامية - العراقية, ولا فكاك له منها. فهذا النوع من الإنتماءات لا يُصنَع بقرار بل هو نتيجة دكتاتورية الجغرافيا وحتمية التاريخ.

الفكرة طُرحتْ في سياق سياسي مؤقت, وانطلاقا من اكتشاف السعودية لأزمة الخليج الأمنية في البحرين. ونحن لا نريد هذا الدور الذي يسيء لصورتنا وكرامتنا ومكانتنا الإقليمية, ويتعارض, على المدى المتوسط, مع أمننا الوطني, ليس فقط لأنه يجلب الانتقام, بل, وأساسا, لأننا سنكون قريبا بحاجة إلى كل رجل وكل قطعة سلاح للدفاع عن وطننا في مواجهة أخطار يعج بها الإقليم.

لا يعني ذلك كله أننا نقترح تخفيض مستوى العلاقات مع الخليج. بالعكس, نحن نحتاج إلى تعزيز تلك العلاقات على نحو ثنائي. الثنائية سوف تخرجنا من دائرة السجال الحاصل بسبب مشروع انضمامنا الى " التعاون الخليجي", وستحرر علاقاتنا مع الدول الخليجية - فرادى - من هيمنة الدوحة, وتعطينا حرية الحركة على المستويين العربي والإقليمي. والأهم من ذلك, ان النهج الثنائي يمكننا, كالعادة, من الإستفادة من العلاقات مع مركز الخليج السعودي من دون أن يضطرنا لخسارة ما لا تعادله كل كنوز الدنيا , ذاتيتنا الوطنية وانتماؤنا الاجتماعي الثقافي الى دائرتنا الهلالية.

وفي كل الأحوال, لسنا نريد, بعد اليوم, أية علاقات - مع كائن من كان و مهما كانت فوائدها- لا تقوم على الندية والاحترام المتبادل, ولا تحفظ هويتنا وكرامتنا واستقلال قرارنا الوطني.

ynoon1@yahoo.com

 

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
08-12-2011 05:45 PM

اعتقد ان نسبة كبيرة من الاردنيين تتفق معك في هذا الطرح وكما اجهض الاردنييون حلف بغداد قديما سيجهضون هذا الحلف غير المتوازن الان

2) تعليق بواسطة :
08-12-2011 08:26 PM

المبدع ناهض حتر المحترم

اقول وكما قال الشاعر القديم

ونحن اناس لا توسط بيننا ___لنا الصدر دون العالمين او القبر
تهون علينا في المعالي نفوسنا __ومن يخطب الحسناء لا يغله المهر

هذا هو شعور الاردنيين او على الاقل هذا شعوري انا العبد الفقير لله وشعورك كما وصفت في مقالك الذي ابدعت فيه ..

لا اعلم بهذا الانظمام ..هل سنحتاج الى كفيل ...يذلنا الى ابعد حد وما الذي سيدفعه الاردنيين ..اوالدوله الاردنيه ثمن فيزا الدخول ...
المعلق رقم 1 الذي وصف الاتحاد الخليجي كحلف بغداد ..اؤيده كامل التأييد هو حلف واشنطن وتل ابيب ..اذا لم ننتبه الى شروط الانتساب والتي يجب ان تحفظ كرامة الدوله الاردنيه والاردنيين جميعا ..

ليعلم اهل الخليج كلهم اننا توقفنا عن التقدم بالطلب للانظمام لمجلسهم ...وهذا العام دعينا للانظمام ..ليتذكر هذا كل دول الخليج ..ال هاشم والاردنيين يمثلون الرجوله والكرامه ..بكل معانيها ...
ليتوقف ناصر جودة عن تفسير تصريحات وزراء الخليج ...ولندرس مصالحنا الوطنيه الاردنيه اولا وهل الانظمام لمجلس التعاون يخدمنا اولا ام لا ...

كرامتنا الوطنيه لا تسمح لنا بالاستماع لتصريحات مستفزة اكثر من ذلك
اتمنى ان نبقى على فقرنا وكرامتنا الوطنيه ..وان لا نكون خدما وحرسا الا للاردن .
المبدع ناهض حتر لك تحياتي

3) تعليق بواسطة :
08-12-2011 08:52 PM

اقبس ( ... سنكون قريبا بحاجة إلى كل رجل وكل قطعة سلاح للدفاع عن وطننا في مواجهة أخطار يعج بها الإقليم ).

صحيح 100%

على قواتنا المسلحة اعادة التفكير في عقيدتها القتالية .. لا شك ان اسرائيل كانت وما زالت العدو الاول ... ولكن وبعد الانسحاب الامريكي من العراق ما الذي يمنع فرق الحرس الثوري الايراني من استعراض قوتها على حدودنا مع العراق .

4) تعليق بواسطة :
08-12-2011 09:45 PM

لو أن مسؤلينا يخرجون من خندق أننا نحن من نجري وراء الانضمام و أننا نحن بحاجة ماسة لهذا الانضمام و أن مستقبل الأردن يقف على هذا الانضمام و أن الشعب الأردني على نار لتحقيق هذا الانضمام أعتقد ان خرجوا عن هذه القواعد المغلوطة و التفتوا الى قاعدة أن المجلس هو من بحاجتنا أعتقد هنا أن معاليه سيرتاح هو أولا من معاناة الرد و الضغط النفسي الذي يعيشه ويعيشنا اياه

5) تعليق بواسطة :
08-12-2011 10:50 PM

مشكلتنا مو مع دول الخليج مشكلتنا مع الاطرش ناصر جوده ....فهو لا يريد ان يسمع هذا القزم

6) تعليق بواسطة :
08-12-2011 10:54 PM

مقال رائع, وفقك اللة و رعاك

7) تعليق بواسطة :
09-12-2011 12:56 AM

صح، عنوان مقالتك يعني أن الكرامة ليست كلمة فقط
بل أيضا قرية في الأغوار.
وبقية الكلام دسيسة في صيغة كلام غيور.

8) تعليق بواسطة :
09-12-2011 12:10 PM

لماذا.. ما يذكروا تضحية الالمان بثلث ميزانيتهم لدول المتعثره كل واحد منهم له لغه
صراحة الخليجه بغاروا من الاردنين ..عارفين ان الاردني مش رايح يجي عندهم سائق مثلي..

9) تعليق بواسطة :
09-12-2011 03:17 PM

المشكلة فيكم انكم تتبعون عورات الاردن وتغضون النظر عن تصريحات السوريين والعراقيين والايرانيين والروس والصينين وأذنابهم في المنطقة وقديماً قيل
يبصر أحدكم القذى في عين أخيه وينسى الجذع في عينه

10) تعليق بواسطة :
09-12-2011 09:43 PM

أعتقد ان الموضوع اكبر من ما يظهر كثيرا وله تداعيات معقده.
ومما يجري في المنطقه العربيه وفي العالم حاليا ينبيء بتطورات جوهريه على المستويات المحليه والاقليميه والدوليه.
فعلى سبيل المثال، ما الامر المشترك بين سوريا وروسيا والذي يجعل من القوى المسيطره على العالم تتكالب عليهما ؟؟ الجواب هو ان الاثنتان غير مديونتان.
ولفهم ما يحدث فعليا انظر الرابط وهو ملخص لكتاب البروفيسور جان زيجلر "سادة العالم الجدد وهؤلاء الذين يقاومونهم".
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=65968

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012