21-01-2012 12:37 PM
كل الاردن -
الدكتور ثابت المومني
تتداول النخب السياسية والشعبية في الأردن هذه الأيام تلك التحركات الأخيرة والتي تجري خلف الكواليس ورشح منها إمكانية تعديل وزاري على حكومة الخصاونة بحيث يتم تقليد مجموعة من الرموز الاخوانية مناصب ووزرات عده.
الشارع الأردني ينظر إلى هذه التحركات بين القلق والانتظار، فالبعض يؤيد مشاركة اخوانية في حكومة الخصاونة بينما البعض الأخر يعارض مثل هذه المشاركة، لكن بالقطع فان الآراء مختلفة حول هذا الشأن.
إن مشاركة الأخوان في حكومة الخصاونة "قد" يعني عملية ليّ لذراع الحكومة بطريقة التفافية يريد من خلالها الأخوان رمي الكرة في ملعب الحكومة والدولة " معا" حيث أن واقع الحال في الأردن لا يسمح "بغنج " إخواني من قلب الحكومة، الأمر الذي يعني أن حكومة الخصاونة ستعيش بقية حياتها عرجاء في ظل وجود مشاغبين جدد في الوقت الذي يعتقد فيه أصحاب القرار انه بإشراك الأخوان يمكن للحكومة تدجينهم وبالتالي تخفيف الضغط عليها في الشارع والبرلمان، لكن عصفورة القلعة الإخبارية تعتقد بان الصورة لن تكون على هذا النحو لا بل فان العصفورة تذهب إلى ابعد من ذلك حيث سيعمل الوزراء من جماعة الأخوان على إثبات أنهم قادرون ومميزون عن غيرهم في الوقت الذي تفتقر وزاراتهم إلى السيولة الكافية لتنفيذ مشاريع ترفع من أسهم الجماعة في بورصة الشارع الأردني وهذا يعني أنهم سيعملون على إحراج الحكومة من مكان ألمها حيث خاصرتها.
إن وجود وزراء من الأخوان في الحكومة يعني أن هذه الحكومة ستكون عرجاء حتى إعلان وفاتها وسيكون لهذه النتيجة تبعات خطيرة سواء أنجح الوزراء الأخوان أم فشلوا في إداراتهم لوزاراتهم.
من هنا فإنني انصح أصحاب الحل والعقد في تشكيلة الوزارات ورسم السياسات بعدم السماح للإخوان بالمشاركة في أي حكومة أردنية مطلقا في هذا الوقت حيث ستكون هذه فرصتهم في رفع الحرج عن كاهلهم ورمي الكرة في ملعب الخصاونة ليلعب وحيدا في ملعب مليء بالمتناقضات، وعلى النقيض فإننا ندعو لتسهيل وصول الأخوان إلى تشكيل حكومة في الوقت الذي ندعو فيه جلالة الملك لإعطاء الفرصة للإخوان لتشكيل حكومة بمفردهم ومن يناصرهم أو يسير في فلكهم كي يتسنى للشعب الوقوف على حقيقتهم وتخمين قدراتهم وبالتالي عدم ظلمهم إما بتأييدهم إذا "نجحوا" أو بسحقهم من الشارع السياسي الأردني " إذا فشلوا".
إن تشكيل حكومة اخوانية في ظل هذه الظروف التي يعيشها الأردن يعني أن هذه الحركة ستكون في مواجهة الواقع والشعب حيث أن " حسابات الحصاد - في الشارع- لن تنطبق على حسابات البيدر- في الحكم-" أي أن شعارات الشارع لن تنفع الأخوان عندما يكونوا في مواجهة الواقع كمسئولين أنيطت في رقابهم مسئولية إدارة دفة الحكم وتبعاته.
فبعد أن أشبعت هذه الحركة الشارع " تطبيلا وتزميرا" ضد كل ما هو حكومة فانه بات من العدل والعدالة أن يكشف الشعب " حقيقة " هذه الحركة وشعاراتها ومن يختبىء وراءها في حال فشلها، أما إذا نجحت الحركة في حكومتها المفترضة فان ذلك يعني أنه وجب علينا أن نعترف بان هذه الحركة على صواب في رؤيتها ورسالتها ومنهجها في الحكم !!!.
اعلم بان اتخاذ قرار بهذا الحجم يحتاج نصحا صادقا لجلالة الملك والذي بدورة سيعمل على اتخاذ قرار حاسم في هذا الشأن / لو وضع في صورة واقع الحال/ كي نخرج من ازمتيّ "الشارع والمزايدة" وصولا لتنظيم صفوفنا لمواجهة الوضع الاقتصادي المتردي ومكافحة الفاسدين والمفسدين في هذا الوطن ودفع عجلة التنمية بدلا من أن يكون الشارع شغلنا الشاغل ودمتم.
Gal3ah100@yahoo.com