أضف إلى المفضلة
الأحد , 05 أيار/مايو 2024
الأحد , 05 أيار/مايو 2024


المؤامرة على الشعبين الفلسطيني والأردني؟!
22-01-2012 08:09 AM
كل الاردن -

 

alt

فتحي المومني

القضية الفلسطينية هي عامود التوازن الحقيقي لمرحلة  جديدة من الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي ، فقد تحدثت عنها كل المرجعيات الدولية والثقافية بأنها محور الصراع الدائم في المنطقة والعالم ، ولقد تباكى عليها الكثير من رجال الفنتازيا والذين بدورهم مارسوا مسلسل الخيانة عليها ومنذ زمن بعيد --فقد كان الأقرب لممارسة الرذيلة على هذه القضية النزيهة وبكل أبعادها " دول الخليج العربي وعلى رأسها السعودية ، وقطر المقر الرسمي الدائم لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية وباقي المناطق الخليج __بيد أن الناضر لمشهد العمالة هو تكاملي يأتي بالتعاون مع أطراف الوطن المحتل ، ومركز الدعم المالي والمتمثل بكل دول النفط الأجيرة الهشّة.

فلسطين تلك النجمة في سماء العرب لم تحظَ بأي اهتمام سوى الشكل فقط لبقاء الوجه المزيف دون تشكّل شكوك حوله من الأطراف الملاصقة لهذا الوطن الجميل --بمعنى أن المكون السياسي الداعم لفلسطين كان شكلاً فقط لبقاء هذا الوجه رطباً باحترام الأشقاء له في فلسطين ، أمّا مسلسل الدول الداعمة فهو مسلسل مليء بالذل لباقي مكوننا العربي وهم خارج تلك الجغرافيا الصحراوية الغنية بثرواتها والفقيرة بإنسانها وثقافته --فقد كانت النتيجة أن العلم مقابل المال الزهيد حتى تولد لهذه الدول الثقافة التّامة لمرحلة القادم بكيفية التعامل مع الخيانة وعلى كل البلاد المحيطة بفلسطين؟!

إن معادلة الوطن البديل بعيداً عن الإقليمية البغيضة والتي صنعها الاستعمار بالتعاون مع الأنظمة الرجعية الهشّة في المنطقة ، لهو الدلالة على مسلسل أخطر من الاحتلال وهو  وجوب الحق للكيان المزعوم الصهيوني في معادلة الوطن وبطرق سياسية قانونية -تأخذ طابع الشرعية بعد فترة من الزمن وهو الأخطر في المنطقة ، أي أن فلسطين هي للغازي شرعاً وليس لصاحب الحق الشرعي بها أي حقوق سوى أنه العبء قديماً على هذه الأرض ، ومن ساهم بإخراج هذه المسرحية هي زعامات الخليج والأنظمة المحيطة بهذا الوطن العظيم .

نحن نعرف جميعاً أن البعد العميق في معادلة الدفاع عن هذا الوطن -فلسطين هي الأردن وإنسانها --فمنذ فجر التاريخ كان الإنسان الأردني هو الشقيق الوحيد للإنسان الفلسطيني ، فقد كانت هناك محاولات رسمية في السلطة الفلسطينية وباقي الأنظمة المحيطة لإخراج ما سمي بمسرحية أيلول الأسود وذلك بالتعاون مع الكيان الصهيوني لعدم تشكّل قوّة مواجهة حقيقية بين الأشقاء في فلسطين والأردن من جهة والكيان المحتل من جهة أخرى --فكان لهم ما أرادوا حينها ، واستمر مسلسل التفرقة بين الأشقاء بأيديولوجيات خارجية  بغيضة لعدم إيجاد شبه وحدة ليس لكل الدول العربية فحسب بل فقط لفلسطين والأردن تحديداً تحسّباً من تشكّل قوّة ضد الكيان الصهيوني الحقير في المنطقة ، وبدأ مسلسل المفاوضات التي لم تكّن سوى مرحلة خيانة مع الإطراف المحيطة بفلسطين لعملية تهجير ناعم للعمل في الأردن والانطلاق لبلاد أخرى طلباً للرزق --بعيداً عن المخطط الحقير في تفريغ الوطن فلسطين من كل مكونه الشرعي..؟

لا أريد أن أسترسل في هذا الحديث طويلاً فتفاصيله كثيرة جداً ، ومن تكسّبوا على هذه القضية قد نالوا من شرف المراكز القيادية في الأردن ما نالوا من كل الأطراف ، فمسلسل البيع من كلا الطرفين لا زال مستمراً وعلى مستوى عال للأسف __فقد ذكرت أسماءهم على يافطات، فقد طالب الشارع الشعبي في الأردن وبكل مكوناته بمحاكمتهم ، وزجّهم في السجن ، وعمالتهم الحقيرة ضد الشعبين الأردني والفلسطيني ----لكن من يسمع؟!

بقي شيء واحد أريد أن أحدّث أصحاب العقل والمروءة والقومية والوطنية في الأردن وفلسطين ، إذا أردنا أن نكافح الفساد السياسي والاقتصادي ، ووقف التجنيس وتفريغ الوطن فلسطين من كل أهله المرابطين  على ترابه --ما علينا إلا أن نقف صفّاً واحداً ، أشقاء بمعنى الكلمة أن نسقط كل المأجورين على الوطن فلسطين والأردن --فسماسرة البيع ما زالوا متنفذين في القرار الرسمي الأردني يتآمروا على المكون الأردني وبكل أطيافه _همهم الوحيد الكذب لتمرير مسلسل الوطن البديل ، وتقديم فلسطين للصهاينة على طبق من ذهب ، وبث روح الحرب الأهلية بين الشعبين كما حصل في العراق وسوريا ،؟!!!!!

إن الشعبين الأردني والفلسطيني أشقاءٌ ، فحرمة التفرقة بينهم كحرمة قتل النفس -فمن يقبل منّا أن يموت مفتناً قاتلاً لشقيقه؟!... لنتكاتف جميعاً لإسقاط الفاسدين في الأردن ، ممن باعوا فلسطين وتاجروا بالدماء ، وأوجدوا روح الفتنة قبل أربعين عاماً بين الأشقاء في الأردن والوطن المحتل فلسطين --فلا فرق بين المحتل وهؤلاء السماسرة -فكلاهما قتلة للأرض والإنسان .

لنقل جميعاً موحدين بكلمة قوية --لا للتوطين ولا للتجنيس -نعم لوحدة الشعبين فلسطين للأردني والفلسطيني والأردن هي للفلسطيني والأردني --لكن يجب أن تبقى الشعوب على أرضها لإضفاء الشرعية بحقوق المواطنين ، ولدحض المتآمرين على كلا الشعبين الشقيقين .

 

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012