أضف إلى المفضلة
الأحد , 19 أيار/مايو 2024
الأحد , 19 أيار/مايو 2024


هذه نماذج ملهمة لأعداء الثورات أيضا
05-02-2012 08:07 AM
كل الاردن -

alt
 حسين الرواشدة

 
إذا كانت الشعوب العربية استلهمت من تجارب بعضها نماذج “الاحتجاج” على الأنظمة فإن ثمة أنظمة أيضا استلهمت وأخرى ستحاول أن تستلهم من تجارب انظمة اخرى نماذج الانقضاض على “ثورات” الشعوب وحراكاتها.

ما حدث في “مذبحة” بور سعيد يقدم لنا “بروفة” لخطر “الاستلهام” الذي يمكن ان يواجه حركة التحرير العربي التي بدأت منذ عام تقريبا، ومن يقرأ تفاصيل ما حدث ابتداء من اللافتة التي رفعها البعض لاستفزاز أهالي بورسعيد “كتب عليها: بلد زبالة ما فيها رجالة” الى رمي الفريق الآخر بالشماريخ “الأحذية” الى امتناع رجال الأمن عن التدخل.. سيدرك –بلا شك- ان ثمة خطة “جاهزة” ومرتبة قد جرى تنفيذها لتقويض الثورة واجهاضها، وسيدرك ايضا أن من قام عليها هم “الخاسرون” من الثورة أو ما يسمى بـ “فلول النظام” ومن نفذها هم “البلطجية” ذاتهم الذين رأيناهم في “موقعة” الجمل او في حادثة الكنيسة او في غيرها من “المواقع” التي تحرك فيها هؤلاء “الجناة” المستأجرون “لإثارة” البلبلة والفوضى في البلاد المصرية.

في هذه الواقعة “البشعة” ثمة مشهد قابل للاستلهام، فهناك “طبقة” من اعداء التغيير يمكن ان تفعل كل ما بوسعها لإجهاض أي اصلاح او تغيير وهي تملك ما يلزم من “ادوات” سياسية وامنية ومالية لمواجهة حركة الناس وطالبهم واسقاط “الربيع” العربي في أي مكان خرج، وهي ايضا تستلهم تجاربها من بعضها البعض وتستفيد من خبرات بعضها لضمان انتصارها في معركة العصر التي بدأت في عالمنا العربي.

في المشهد ايضا ثمة “بلطجية” جرى استئجارهم وتوظيفهم واستخدامهم للقيام بمهة”الثورة ضد الثورة” وهؤلاء سواء أكانوا من الشباب العاطلين عن العمل او “اصحاب” الاسبقيات والمساجين او من المغرر بهم اصبحوا يشكلون “قوة” لا يستهان بها، وهم بحكم واقعهم واوضاعهم الاقتصادية والنفسية جاهزون لتنفيذ ما يطلب منهم وقادرون على ارتكاب “ابشع” الجرائم وبالتالي لا يمكن الاستهانة بهم.

في المشهد ايضا ثمة “مواسم” يتم اختيارها للهجوم وافتعال الفوضى واهمها هنا “الملاعب” حيث تشكل “الرياضة” اخطر مجالات الانقسام والاحتقان واللعب على مشاعر الناس واستثمار حضورهم على المدرجات وحساسية العلاقة بين الفرقاء وربما تكون واقعة “بورسعيد” مجرد نموذج لهذا الاختيار وربما ايضا تضاف مجالات اخرى تبعا للخصوصيات في كل بلد سواء أكانت دينية او عشائرية او طائفية.

أرجو أن لا نعتقد هنا بأن الشعوب العربية هي وحدها من نجح باستلهام نماذج الاحتجاج فالانظمة او فلولها ايضا نجحوا باستلهام نماذج “الرد” على هذه الاحتجاجات والثورات ومن يتأمل في كل بلد عربي واجه او يواجه حراكات الشارع المطالبة بالتغيير سيرى بوضوح كيف تجري هذه الردود وتستنسخ ابتداء ما فعله “البلطجية” في ميدان التحرير الى ما فعله “الشبيحة” في سوريا الى اليمن وقصة “البلاطجة” .. الخ.

سنكون واهمين اذا لم ننتبه الى هذه “القوى” المعاندة للتغيير و “الانكشارية” الجديدة و “المواسم” التي تشكل مناسبات مطلوبة لإطلاق شرارة الفوضى وخلط الاوراق وتأديب “دعاة” التغيير والاصلاح.

وسنكون واهمين اكثر اذا لم نتوقع بأن لدى هذه “القوى” التي خسرت وتضررت من “الربيع العربي” ما يلزم من “عتاد وعدة” لخوض معركتها ضد “التغيير” حتى آخر لحظة.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012