أضف إلى المفضلة
الأحد , 19 أيار/مايو 2024
الأحد , 19 أيار/مايو 2024


الطاقة والمياه تحديات كبرى تواجه الدولة واجيالنا القادمة
05-02-2012 08:09 AM
كل الاردن -

 

alt

 سميح المعايطة
معظم المساعدات لتغطية نفقات الكهرباء وملاحقة ارتفاعات النفط



مهما تكن القضايا السياسية وتشريعات الانتخاب والاحزاب وغيرها مهمة فان هناك تحديا كبيرا يواجه الدولة الاردنية وهو جزء من جذر المشكلة, كما ان غياب الحلول الحقيقية يعني ان تقع الدولة في لحظة ما في مواجهة هذا التحدي وربما حينها لن نملك حلولا كافية وستكون الاثمان كبيرة ومكلفة حتى على سيادة الدولة وهويتها.

ومن اهم التحديات المياه والطاقة, ونحن هنا لا نخترع العجلة لكننا نذكر بأن هذين الملفين لا يمكننا ان نغمض العيون عن شبحيهما يقفان على ابواب الحكومات والاحزاب والإعلام, واذا كانت هناك مقاييس لنجاح الدولة فان معالجة الملفين من هذه المقاييس.

اليوم تمثل فاتورة الطاقة العبء الثقيل على الاقتصاد والموازنة الاردنية, والارتفاعات في اسعار النفط والانقطاعات المتكررة في إمدادات الغاز المصري والتحول الى الوقود, كل هذا جعل فاتورة انتاج الكهرباء تستهلك نسبة كبيرة من المساعدات الخارجية, ووفق ما نسمع من اهل الاختصاص فان فاتورة الطاقة لغايات انتاج الكهرباء تصل هذا العام الى حوالي (2) مليار, كما ان استمرار الدعم الحكومي للمشتقات النفطية خلال العام الماضي فرض على الخزينة اعباء كبيرة وتزداد هذه الاعباء مع اي ارتفاع لاسعار النفط نتيجة اي ازمة سياسية في الملف الايراني او غيره.

والاردن مجتمع ينمو اي ان حاجته للطاقة تزداد يوميا, فضلا عن مئات الآلاف من الوافدين وضحايا كوارث بلادهم الذين يستهلكون الطاقة على شكل كهرباء وتدفئة وبنزين مدعوما من الخزينة ومستفيدين من الظرف السياسي الداخلي الذي منع أي حكومة من العودة الى التسعير وفق اسعار السوق.

هناك سؤال آني يتعلق بعجز الموازنة والمديونية وتجيير المساعدات في هذا الباب على حساب التنمية, وسؤال بعيد المدى يتعلق بالسنوات والعقود القادمة:-

التحدي امام الجميع: كيف نوفر الطاقة بأشكالها بتكلفة معقولة واعتمادا على مواردنا, لاننا نعلم ان المساعدات الخارجية قابلة للزيادة وللنقصان ايضا او الذهاب?!

مشروع انتاج الطاقة واهمها الطاقة الكهربائية من خلال المفاعلات النووية احد المشاريع الاستراتيجية التي قطعت الدولة شوطا مهما فيها, والمشروع يتم بمتابعة ودعم من الملك واعتقد ان الدولة يجب ان تحافظ على مسار انجاز المشروع لانه كفيل بتأمين الاردن بنسبة كبيرة من الطاقة الكهربائية التي يحتاجها, فضلا عن دور المشروع في تحلية المياه ما يوفر للاردن كميات كبيرة من مياه الشرب ويساهم في تقديم نوع من الحلول لمشكلة المياه.

هناك معارضة وتخوفات لدى بعض الجهات من المشروع النووي لاسباب تتعلق بالبيئة والسلامة اعتقد اننا يمكن تجاوز هذا من خلال حوار علمي غير مسيس وغير مرتبط بمواقف شخصية, واقصد بالحوار العلمي الحوار القائم على المعلومات العلمية ووجهات النظر المستندة الى حقائق, فهذا هو السبيل لحسم الجدل لكن المشروع تطور نوعي في ادارة الدولة لمواردها من اليورانيوم والبحث عن حلول لمشكلة فاتورة الطاقة.

ورغم اهمية هذا المشروع الا اننا يجب ان نمتلك خيارات اخرى مثل الصخر الزيتي والطاقة المتجددة مثل الشمس والرياح والغاز, لكن المهم ان تمتلك الدولة خارطة خيارات وحلول لمستقبلنا وحياة اجيالنا المقبلة.

اما تحدي المياه فهو يواجه دولا كثيرة, واذا كان مشروع جر مياه الديسي قد تعثر طويلا فانه اليوم في مراحل متقدمة من التنفيذ, واصبحنا نرى مواعيد قريبة لبدء ضخ المياه في الانابيب, وهو مشروع حيوي لكن هذا لا يمنع من التفكير بخيارات اخرى ممكنة, واستمرار مشاريع المياه الاساسية مثل تحديث الشبكات وتقليل الفاقد الذي نجده اليوم بنسب كبيرة, اضافة الى مشاريع السدود ومشاريع الاستفادة من المياه في الصحراء ومنع الضخ الجائر ووقف عمليات الحفر غير القانونية ...

اعلم اننا لا نبدأ من الصفر وان هناك الكثير مما تم, لكن ملف الطاقة هو جزء من الملف الاقتصادي العام الذي لم نسمع فيه كلاما عميقا وحلولا جادة, وحتى الحكومات فانها تمارس هروبا من الحلول بحجة الظرف السياسي.

ربما علينا ان ننظر الى الشقيقة مصر التي اصبح ملفها الرئيسي اليوم ملف اقتصادي, الشارع لا يتحدث به لكنه الملف الرئيسي حيث توقفت السياحة والتصدير واضطرت مصر الجديدة الى ان توافق على قرض من صندوق النقد الدولي وهو اول اجراء بعد الثورة. وحتى نكون منصفين فان ما نقوله لا يعني تحميل الناس المسؤولية لكنها استحقاقات المرحلة لان المواطن تعنيه اولا فرصة العمل والراتب والماء والدواء فاذا لم يحصل عليها فلا يهمه ان كان تحت حكم الثوار او النظام السابق او الاخوان او العسكر.

لا مجال للمقارنة لكننا مطالبون بأن نفكر بجدية وجرأة لمعالجة الملفات الكبيرة لانها تحديات لا يجوز ان نتركها تحت رحمة ضعف بعض الحكومات او غياب القدرات او أي ظروف اخرى.

sameeh.almaitah@alarabalyawm.net

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
05-02-2012 03:25 PM

التفجير الحادي عشر لخط انابيب الغاز المصري القادم الى الاردن .. و السؤال هو كم مره لازم ينفجر الخط لحتى نقتنع بالمفاعل النووي و المعنيين بالموضوع يسرعو الاجراءات ؟!
و لازم الخسائر تتجاوز الملياري دولار لحتى نحس و فاتورة الطاقة تسكر العداد ؟!
حسبي الله و نعم الوكيل ....

2) تعليق بواسطة :
05-02-2012 08:36 PM

يا عزيزي هل صرت تردد كلام طوقان الفارغ من معقله في قلعة الحرية...

3) تعليق بواسطة :
06-02-2012 07:43 AM

اعتقد يا اخ سميح ان هذا المقال ما هو الا كبوة جواد او سقطة اعلامية

4) تعليق بواسطة :
06-02-2012 10:15 AM

تحية كبيرة للاخ سميح المعايطه
فعلا الوضع لا يمكن السكوت عليه و الوضع يهدد بافلاس الاردن
نعم لطرق كل الابواب من نووي و صخر زيتي و غاز
شكرا جزيلا على هذا المقال الذي يلخص واقع الحال

5) تعليق بواسطة :
06-02-2012 11:48 AM

يا استاذ سميح المعايطة طوقان يالله مدبر حاله مع المعارضة شو بدك بها البلاوي النووية ما حدا عارف هم بدهم كعكة صفرا ولا يخصبوا يورانيوم ولا يبيعوا كهرباء ولا يعملوا صواريخ او اسلحة ضد ايران... الله يحمي هالبلد...بدينك هذا وقت التشدق بالنووي والبلد على كف عفريت...بدنا أمان وصوبة كاز وبس

6) تعليق بواسطة :
06-02-2012 09:23 PM

الى رقم ١
دخلك شو علاقة النووي بانقطاع الغاز المصري.
لمعلوماتك النووي بده ١٠ سنين ...أليس من الاولى بناء محطات طاقة رياح في اقل من سنه, وين الصخر الزيتي ثم وين الشمس والطاقة الجوفية والحيوية والبطيخ الاصفر...... كله ككا بس النووي حلو ... الله يهدينا الى صواب السبيل

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012