أضف إلى المفضلة
الأحد , 19 أيار/مايو 2024
الأحد , 19 أيار/مايو 2024


اضرابات تقلب الحراكات من سياسية الى اقتصادية
06-02-2012 09:25 AM
كل الاردن -

alt
 ماهر ابو طير

 
ينشغل البلد باضرابات لا تعد ولا تحصى، من اضرابات التجار، مرورا باضرابات الممرضين، وتلويح المعلمين باضرابهم ايضا، وصولا الى كل اشكال الاضرابات المتعددة.

هذا يؤشر على جوهر المشكلة الاساسية في الاردن، اي المشكلة الاقتصادية، لان الجوع والفقر، وقلة المال بين يدي الناس، فجرت كل هذه الاضرابات، واثبتت ان اولوية الناس في البلد، اقتصادية وليست سياسية، وليس ادل على ذلك من ان الاضرابات الاكبر جاءت لاسباب اقتصادية، وليس لاجل قانون الانتخاب او الاحزاب او الاصلاح السياسي او حتى لانتخاب الاعيان بدلا من تعيينهم.

يعاند من يطالب بالاصلاح السياسي اولا، ان هذا هو المطلب الاهم، لان الامر برأيه يتعلق بكون الاصلاح السياسي مدخلا للاصلاحات الاقتصادية، ولمنع الفساد، ولمنع نهب المال العام، الى اخر هذه الممارسات، ورغم انه يقال لهؤلاء ان اغلبية الناس، همومها اقتصادية اولا، وحل المشكلة الاقتصادية، هو المفتاح السحري لمشاكل البلد، الا ان هؤلاء لا يسمعون.

بهذا المعنى، هناك اولويات اخرى للناس، ابرزها الوضع الاقتصادي السيىء جدا، الذي يضغط على الاردني في مصروف بيته، ورسوم ابنه في الجامعة، وفي ايجار بيته، وفي كلفة الكهرباء والماء وغير ذلك، ولو سألنا الناس لاكتشفنا ان الهم الاقتصادي يأتي اولا، ويأتي معه بالتوازي رغبة الناس بأصلاح البلد على الصعيد الاخلاقي والاجتماعي، ولا يغيب الملف السياسي، الا انه اولوية النخبة، وليس اولوية لاغلب الناس.

الحراكات السياسية، يخرج بها العشرات او المئات، لكننا نرى في نموذج التجار، ولانه اقتصادي، اضرابا شمل ما يزيد عن ستين بالمائة من المحلات التجارية، وهي قدرة تنظيمية هائلة ومرتفعة، تستمد قوتها ليس من الطرف الداعي للاضراب وحسب، وانما من تأثير الهم الاقتصادي على الناس اولا، بحيث حظيت الدعوة للاضراب بهذه القوة غير الطبيعية.

لو تأملنا بقية اضرابات الناس، بما في ذلك اضرابات الحافلات، واضرابات الشركات، والعاملين في قطاعات مهنية مختلفة، واضرابات العاطلين عن العمل، لاكتشفنا هذه الحقيقة، التي يريد تيار الاصلاح السياسي مداراتها، وجعلها اولوية ثانية، او موازية للاصلاح السياسي، وهذا تجاوز لرغبات الناس.

بطبيعة الحال، يريد الاردنيون حياة سياسية نظيفة، وعدالة في قانون الانتخاب وغير ذلك، ومحاربة للفساد الحقيقي، وليس الذي يتم انتاجه ذرا للرماد في العيون، لكنهم يريدون اولا ان يعيشوا حياة كريمة، ولم تتفجر كل هذه المشاكل في البلد الا جراء شعور الناس بالظلم، وحاجتهم المالية، التي اخرجت الساكت عن صمته، والحيادي عن حياده.



بمعايير كثيرة تجاوز الاردن نقطة الخطر، المتعلقة بالربيع العربي ونسخ تجاربه، في الاردن، لان كل النماذج السورية والليبية والمصرية واليمنية، تسببت بارتداد سلبي لدى الاردنيين الذين شهدوا بعيونهم انهيار هذه الدول فوق الخراب الذي كان فيها، وحسمت اغلبية كبيرة موقفها، بأنها تريد اصلاحا في الاردن، ولا تريد نسخا اعمى لتجارب عربية دمرت شعوب عربية.

هذه لحظة تاريخية تفرض على الدولة استثمارها، لتحقيق حزمة الاصلاحات السياسية بسرعة، مع الانتباه للملف الاقتصادي، لانه المفتاح لهدوء الداخل، ولان الاضرابات قالت رسالة مهمة جدا للدولة وللشعب، ان مطالب الناس اقتصادية اولا، قبل قانون الانتخاب وغيره من مدخلات الاصلاح السياسي، التي لن تؤدي الى تأمين حاجات الاردنيين في بيوتهم، ولن تكون عوضا عما ينقص حياتهم.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
06-02-2012 09:40 AM

Maher did not mention his trip to"Washington" in this article....!!!!,good ,let us wait for his coming article

2) تعليق بواسطة :
06-02-2012 10:15 AM

بما انك مطلع وواصل مع سدة القرار وبتسافر على واشنطن هل تعاني انت من مصروفات الحياه ام هنالك مصادر تمويل اخرى

3) تعليق بواسطة :
06-02-2012 10:44 AM

(بمعايير كثيرة تجاوز الاردن نقطة الخطر، المتعلقة بالربيع العربي ونسخ تجاربه، في الاردن،) ياعيني على التنظير والرؤيه وعليه يعين معالي الاستاذ ماهر ابوطير وزيرا للاعلام وناطقا رسمسا

4) تعليق بواسطة :
06-02-2012 10:59 AM

قاتل الله من يعرف الأمور ويحرفها . في جميع شعوب الأرض دائماَ مطالب الناس اقتصاديه وأجتماعيه ,ولكن كل البشر يعرفون أنه لتحقيق المطلب الأقتصادي لا بد من اصلاح سياسي جذري , ففي المحصله فقط سيكون هناك عشرين وزيرا في الحكومه وليس كل الشعب ,ولكن السؤال هو كيف يأتي هؤلاء وكيف يعينون ؟؟
.
لا توجد هناك جدلايات في الأولويات ,فالأولويه للاصلاح السياسي ,فبسببه بيعت اصول الشعب الأردني بدون قرار منه ولا استشارة .في مصر فمن اول القرارت الجديدة "للديمقراطيه السيئه" هو عدم جواز خصخصه اصول الدوله في أي مرفق بدون استفتاء للشعب المصري .
في لقاء مع عضو بئر سبع في الكنيست "طلب الصانع" حول توجهه للسياسه من المحاماة قال : مع مواجهه مئات القضايا في بئر السبع أكتشفت ان الحلول سياسيه وليست في قاعات المحاكم .

5) تعليق بواسطة :
06-02-2012 12:16 PM

يعرف الناس كيف تخصخصت اصول الدوله وتحولات الى شركات خاصه . ويعرف الناس الشركاء بالأسماء . قال مجلس النواب أنه سيحقق في ذلك , ذهبت لجنه العقبه للتحقيق في بيع الميناء . وكم توقع الناس فقد اعطى النواب صك البراءة لبيع الميناء ونشروا البيان المعد لهم لقرائته وقالوا أن الدنيا قمرة وربيع .

في النهايه , مثل البشر فلا يمتنحنون الا عند الشدائد . كذلك بعض الصحفيين الذين يتم تفعيلهم عند الأزمات فيبان معدنهم الحقيقي وينكشف غطائهم الزائف .

6) تعليق بواسطة :
06-02-2012 12:29 PM

متصاحف كان يستخدم وقت الازمات الضمير الصحفي انعكاس لشخصية الانسان لايمكن تعلمه اوشراءه في حين يمكن شراء الصحفي كله وبين المهاره والطهاره مسافه

7) تعليق بواسطة :
06-02-2012 02:31 PM

بسم ألله الرحمن الرحيم

وأخيرا تمكن كاتبنا المدعوم من إكتشاف أبسط البديهيات للإنسان ألا وهي كسب العيش الكريم وهاهو يكتب عنها في كافة الصحف الأردنيه وكأنه بمقاله هذا إكتشف شيئا جديدا ويزيدنا ثقافة وعلما. لو قام كاتبنا المدعوم بقرائة كتاب أو ببحث بسيط على ألإنترنت لوجد منفعة لنفسه وغيره أكثر من مهزلة مقاله هذا. البحث البسيط يرينا بأن أولوية حاجات الإنسان تأتي كما يلي
أولا: كسب العيش الأساسي من أجل الطعام، المؤوى، اللباس
ثانيا: الحصول على ألأمن والسلامه له ولعائلته
ثالثا: ألمستقبل المادي لأفراد عائلته
رابعا: الحريه والعداله
خامسا: المشاركه بقرارات مصير مجتمعه المحلي
سادسا: أن يجعل لنفسه بأعماله ومشاركاته دورا يقنعه بأنه قام بتحقيق واجباته الإجتماعيه، الدينيه والوطنيه بما ترضى به نفسه.

لو قام كاتبنا المدعوم بسؤال أية عجوز أردني لأعلمه بما ورد أعلاه وكفاه وكفانا عبئ مقاله. ولقول الحقيقه فإن كاتبنا المدعوم لم يؤيد داعميه بمقاله هذا والعكس صحيح، فهو قد أكد لنا بأن شعبنا يفتقر لأبسط حقوقه ألا وهو العيش الكريم وهذا يدلنا على أننا في بداية مشوار الحياه وأن المسيرة قد بدأت. وفق الله الأردن بلدا وشعبا وملكا.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012