أضف إلى المفضلة
الأحد , 05 أيار/مايو 2024
الأحد , 05 أيار/مايو 2024


مصر.. انتصار العلمانية وعودة الناصرية

بقلم : ناهض حتر
28-05-2012 12:11 AM
هبطت القوة التصويتية للإخوان المسلمين المصريين من 42 بالمئة من أصوات الناخبين المشاركين في الانتخابات البرلمانية إلى حوالي 25 بالمئة من الأصوات في انتخابات الرئاسة، أي أنهم خسروا 17 بالمئة من ناخبيهم خلال بضعة شهور. ولا شيء في أداء الإخوان وبرامجهم وقدراتهم السياسية، يسمح لهم باسترداد ما خسروه من تأييد شعبي. بالعكس، إن قوتهم الجماهيرية سوف تتدهور أكثر فأكثر، وستتقلّص في حدود الدائرة الإخوانية لا غير. والأسباب وراء هذا الإتجاه الهابط عديدة، لكن أهمها تورّطهم في صفقات متتالية مع العسكر، واستعدادهم لتقديم التنازلات المجانية للأميركيين والإسرائيليين، والضعف المريع لأدائهم البرلماني، ومسعاهم للاستئثار بكل المواقع، بما فيها مقاعد الهيئة التأسيسية التي تتطلب طبيعة مهمتها الدستورية، مشاركة كل الأطراف الوطنية على قدم المساواة.

المرشح الإخواني الرئاسي، محمد مرسي، لن يستطيع تحقيق الفوز على مرشح النظام السابق، أحمد شفيق، من دون الحصول على الكتلة التصويتية السلفية والإسلامية المستقلة، والكتلة التصويتية الناصرية ـ اليسارية. وهو استحقاق له أثمان سياسية في الشراكات التي ستشكّل قيودا على الإخوان وتلجمهم. والمشكلة أن طرفيّ هذه الشراكات متناقضان جوهريا؛ فلكسب أصوات السلفيين ينبغي على الإخوان، السير خطوات إلى الوراء بشأن الدولة المدنية والعلمانية، ولكسب أصوات الناصريين اليساريين، فلا بدّ لهم من السير خطوات إلى الأمام، ربما تتعارض مع مبادئهم وبرامجهم السياسية. وقد يركن الإخوان إلى توفيقية ملفّقة، ظهرت في دعوتهم المتأخرة والانتهازية لإقامة جبهة وطنية يظنون أنه يمكنهم أن يتفلتوا من شروطها لاحقا. لكن ذلك التكتيك سينقلب عليهم ويفقدهم ثقة القوى والجماهير نهائيا. الخيار الثاني الأسوأ، هو العودة إلى التحالف مع العسكر .. وبشروط الأخيرين.

قد ينجح الإخوان في عقد سلسلة من الاتفاقات تسمح لهم بالحصول على موقع الرئاسة، لكن رئيسهم سيكون كالبطة العرجاء، والأهم أنه لن يكون بوسعه فرض برنامج لأسلمة الدولة المصرية. لقد حصلت قوى الإسلام السياسي مجتمعة على حوالي 13 بالمئة فقط من إجمالي الهيئة الناخبة المصرية. وهي نسبة قد تسمح بالحكم وإدارة الشؤون السياسية والاقتصادية، لكنها لا تسمح بتغيير هوية الدولة المدنية. فمثل هذا التغيير يحتاج إلى أغلبية كاسحة.

نستطيع القول إن مصر استردت وعيها المدني والعلماني في الانتخابات الرئاسية، وأكثر من ذلك ظهر، من خلال نتائج حمدين صباحي، أنها بدأت تستردّ، أيضا، وعيها الناصريّ.

ولكي ندرك الأهمية السياسية النوعية لفوز صباحي بأكثر من 21 بالمئة من أصوات الناخبين المشاركين، علينا أن نتذكر نقطتين هما:

أولا، أن حجم الأموال التي قدّمها الخليج للإسلاميين ' والمُباركيين '، خلال 16 شهرا من انتفاضة 25 يناير، وصل، حسب تقديرات محمد حسنين هيكل، إلى حوالي ملياريّ دولار! وقد تابع المراقبون، بالفعل، تدفق المساعدات العينية الإخوانية والمالية ' المباركية ' على الناخبين، في حين خاض صباحي حملة نظيفة محدودة التكاليف اعتمدت على الجهود النضالية. وهذا يعني أن صباحي حصل على أكثر من أربعة ملايين ونصف المليون من الأصوات الحرة التي أيدت برنامجه السياسي عن وعي، ولم تخضع لمؤثرات معنوية أو مالية.
ثانيا، أن عمليات التزوير التي شابت الانتخابات الرئاسية المصرية تركزت ضد حمدين صباحي، ما حدا به إلى الطعن القضائي في نتائج خمس محافظات.

معنى ذلك أن الناصرية هي قلب مصر الحيّ. وستعود.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
28-05-2012 12:22 AM

الجماعة قاعدين يطبخو بفتنة جديدة بين الاردنيين ويتهمون كل وطني انه ماسوني، دور بالقواثم المنشوره وشوف هل لك اسم ولا لا؟ الحقنا يا ناهض صرت اشك بنفسي اني مختوم على ....زي ولا لا.

2) تعليق بواسطة :
28-05-2012 12:31 AM

لا اتفق مع هذا التحليل ,فعدا مرشح الأخوان (مرسي) كان باقي المرشحين مستقلين ومعتمدين على سيرتهم الذاتيه وخططهم ووعودهم ولذلك لا يمثل الموقع الثالث لحمدين نجاحا للتيار الناصري وأنما يمثل نضرة الكثير لشخصيه الرجل النقيه وتاريخه النضالي المعروف , ولو أردنا أن نحاكم بنفس مسطرة الأستاذ ناهض فكيف نفسر حصول السيد عمرو موسى على ارقام ممتازة وما هو المشروع الذي يمثله غيرة سيرته الذاتيه ؟؟؟
أمر آخر لا أعتقد بصوابه وهو موضوع الدعم الخليجي للأخوان والواقع عكس ذلك فان كان هناك دعم خليجي فهو بالتأكيد ليس للأخوان.

3) تعليق بواسطة :
28-05-2012 02:06 PM

السبب ليس انتشار الفكر اليساري وانما سيرة صباحي النضالية وتشتت الصوت الاسلامي بين ابو الفتوح ومرسي وهو مرشح الاخوان الاحتياطي وليس الاول فالحرب عليهم قبل الانتخابات كما ان الدعم لشفيق بلغ 2 مليار جنية في حملة الانتخابية وليس للاخوان

4) تعليق بواسطة :
28-05-2012 02:22 PM

الى السيد ناهض مع كل الاحترام
بنظرة فاحصة الى نتائج الانتخابات المصرية نجد الامل والتفاؤل بصعود تيار وطني عربي حر محوره شخص حمدين صباحي بصفته الشخصية وليس باي صفة اخرى كما تفضل الاخ عبدالله وكنتيجة طبيعية للبحث الذاتي عتد المواطن العربي والسؤال لك : لماذا تضع الامور دائما في سياق الصدام والنصر لجهة على حساب جهة اخرى والصراع المستمر والحشد لذلك واثارة النعرات . وقد يقول لك قائل : اتريد عتبا ام تريد مقاتلة التاطور . ارى ان المهم هو التقاط هذه اللحظة التاريخية وهذا التطور اللافت بعروبة مصر واسلاميتها وتعزيز هذا الصعود لذلك التيار علنا وعسانا ننسى الصراعات التقليدية ونعتبر ما حدث تطورا طبيعيا لسير الاحداث

5) تعليق بواسطة :
28-05-2012 04:33 PM

نعتذر

6) تعليق بواسطة :
28-05-2012 05:03 PM

أخي عبد الحليم
لقد عثرتُ أخيراً على التعليق الذي كُنتُ ابحث عنه طيلة متابعتي لمقالات السيد ناهض حتر ,,فشكراً لك وبالتحديد لقولك له " لماذا تضع الامور دائما في سياق """الصدام والنصر لجهة على حساب جهة اخرى """ والصراع المستمر والحشد لذلك واثارة النعرات . "
أحسنت والف شكر

7) تعليق بواسطة :
28-05-2012 05:20 PM

لا أمل لتحقيق العداله والمساواة بين الناس الا بالديمقراطيه والدوله المدنيه التى اساسها (المواطنه) لا الديانه ، أن يجمع الأخوان في مصر بين الاغلبيه فى مجلسى الشعب والشورى وبين منصب الرئاسه .. فعلى الدولة السلام .

8) تعليق بواسطة :
28-05-2012 07:30 PM

انت حاقد وليس سياسي وانشروا اذا تدعوا حريةالراي

9) تعليق بواسطة :
28-05-2012 07:46 PM

كعادتك دائما يا ناهض مبدع ومتألق .
نعم لقد بدأ الشعب المصري بشكل خاص والعربي عموما يعي ان التيار الاخواني لا يملك برنامج سياسي واقتصادي واضح بل هدفهم الوصول للسلطة فقط ومقابل اي ثمن وخير دليل على ذلك موافقتهم على كامب ديفيد وحوارهم مع الامريكان وصفقاتهم مع العسكر اضافة الى تلقيهم الاموال القطرية والسعودية المشروطة .

10) تعليق بواسطة :
28-05-2012 08:50 PM

حمدين صباحي حصل بجهوده الفرديه على اصوات لا تقل كثيرا عن حزب اسلامي واخوان يعملون بمصر منذ ثمانين عاما ويتلقون الدعم من قطر والسعوديه
هذا يثبت انالشعب العربي لا يمكن خداعه نامل ان يضهر في الاردن رجال انقياء من فصيلة حمدين يمكن ان نثق بهم ونحملهم المسووليه

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012