أضف إلى المفضلة
الإثنين , 06 أيار/مايو 2024
شريط الاخبار
مديرية الأمن العام تحذر من الحالة الجوية المتوقعة طقس العرب: المنخفض سيبدأ فجر الإثنين محافظة: إعداد منهاج يمزج التربية المهنية ومهارات الحياة لـ3 صفوف بلدية برقش تنفذ حملة بيئية في مناطقها السياحية الفنان محمد عبده يعلن إصابته بالسرطان تقديم آذان المغرب 4 دقائق بالمساجد .. و"الافتاء" للصائمين: اقضوا الخميس الملكة: استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة اكبر تهديد للنظام العالمي انتهاء مباحثات الهدنة في القاهرة .. ووفد حماس إلى الدوحة الزميل الرواشدة يؤكد ضرورة التركيز على الإعلام الجديد ومواقع التواصل لمتابعتها من قبل مئات الملايين يجب ان تكون منتسبا للحزب حتى تاريخ 9 اذار الماضي وما قبله ،حتى يحق لك الترشح على القائمة الحزبية أورنج الأردن تعلن عن فتح باب التسجيل للمشاركة في هاكاثون تطبيقات الموبايل للفتيات تصنيف المناطق في الدوائر الانتخابية المحلية وعدد مقاعدها القوات المسلحة الأردنية تنفذ 5 إنزالات جوية لمساعدات على شمال غزة - صور الكنائس تقتصر الاحتفالات بالفصح على الصلوات نتنياهو: لا يمكن قبول إنهاء الحرب والانسحاب من غزة
بحث
الإثنين , 06 أيار/مايو 2024


الفريق العدوان يكتب عن انفاق غزة: هكذا ستتغلب المقاومة على خطط الاحتلال

بقلم : موسى العدوان
28-10-2023 11:42 PM

يعود تاريخ بناء الأنفاق تحت الأرض إلى ما بعد الحرب العالمية الثانية، عندما قاوم الفيتناميون الشماليون الاستعمار الفرنسي، ومن ثم الأمريكي في أواسط القرن الماضي. كانت تلك الأنفاق التي بنيت في مدينة كوتشي شمال غرب سايغون، وصولا إلى حدود كمبوديا، تكتيكا ناجحا اشتهرت به المقاومة الفيتنامية ضد فرنسا وأمريكا.

فقد تمكن المقاومون الفيتناميون في أوائل الستينات الماضية، من بناء شبكة أنفاق وممرات وخنادق، تصل أطوالها إلى 200 ميل بوسائل حفر بدائية. وهذا العمل احتاج تنفيذه إلى الصبر والقدرة على التحمل. وقد اشتهرت قاعدة كوتشي عالميا، بعد فشل القيادة الأمريكية في محاولة مسحها عن وجه الأرض، وتحويلها إلى منطقة جرداء.

اعتمد الفيتناميون في نظام بناء الأنفاق العلوية، على ربط كل خمسة منازل في مجموعة واحدة، ليكون تحت كل قرية عادية قرية سرية مقاتلة تحت الأرض، تحتوي على مواقع وخنادق حلزونية تصلح للقتال دفاعا وهجوما. كما تحتوي على أماكن للنوم والطبخ والعلاج ومخازن للتموين، وبعضها يوفر أمكانية استقبال العشرات من سكان القرى العلوية، كبار السن والعاجزين والأطفال والنساء عند وقوع الاشتباكات والقصف الجوي.

ولمواجهة آثار القنابل الثقيلة وقاذفات القنابل B 52، بنيت الأنفاق على عمق 12 مترا تحت سطح الأرض، ولها مداخل ومنافذ وفتحات تهوية، ثم تمتد تحت مواقع ومراكز تابعة للقيادة الأمريكية أو السايغونية لتجنب عمليات القصف الجوي. ويراعى في أنظمة ومخططات وكذلك مداخل ومنافذ تلك الأنفاق بحيث تكوم مخفية، ويختلف كل واحد عن الآخر وكل منطقة عن الأخرى، لكي يصعب على العدو الاستفادة منها والسيطرة على غيرها.

اعتمدت قوات الفيتكونغ على استخدام تلك الأنفاق، لشن هجمات خاطفة على القوات الأمريكية، التي كانت تمر في المنطقة قريبا من الأنفاق، ونصبوا الأفخاخ والمصائد والألغام حولها. وفي محاولة للتغلب على هذه الأنفاق، حاول الأمريكان إنشاء فرق فيتنامية جنوبية يتميز أفرادها بصغر أجسامهم ليتمكنوا من الدخول إلى الأنفاق، أطلقوا عليها اسم ' جرذان الأنفاق '.

عندما اكتشفت قيادة الفيتكونغ وجود وحدة متخصصة تتصدي للأنفاق، قامت بتغيير تكتيكاتها الدفاعية، ومارست ضدها أبشع أنواع حرب العصابات، وإغراق بعض أجزاء الأنفاق بالمياه والمصائد، والذي أدى بدوره إلى إصابة معظم أفرادها بالهلع، ورهبة الدخول إلى تلك الأنفاق.

ورغم اعتماد القوات الأمريكية القصف الجوي المكثف لإيقاع أكبر الخسائر في الفيتكونغ، إلاّ أن هذه الاستراتيجية منيت بالفشل. فمع بدء القصف لم يتردد الفيتناميون الشماليون في الاختباء داخل الأنفاق، التي تحولت في وقت لاحق إلى نوع من المدن تحت الأرض، احتوت بعد توسيعها إلى : غرف نوم، مطابخ، حمامات، قاعات للترفيه، ومستشفيات لعلاج الجرحى والمرضى.

حاولتْ القوات الأمريكية تدمير تلك الأنفاق وقتل عناصر الفيتكونغ، باللجوء إلى غمر الأنفاق بالمياه، أو استعمال الغاز والمواد الكيماوية. إلاّ أن كلا الأسلوبين فشلا بسبب طريقة بناء شبكة الأنفاق الطبقي، ووجود بوابات مُحكمة بين الممرات، ونظام التهوية المخفي، مما منع الماء والغاز من الوصول إلى الغرف والممرات في الطبقات الدنيا.

أما بالنسبة لأنفاق المقاومة الفلسطينية، فلا أعلم عنها إلا القليل، حتى وأن عرفت أنا أو غيري شيئا عنها، فمن المفضّل عدم البوح به حفاظا على سريتها، مع ثقتي بأن من خطط 'لعملية طوفان الأقصى'، كان قد أخذ في اعتباره مختلف الاحتمالات التي يمكن مواجهتها، بما في ذلك استخدام كمامات الغاز داخل الأنفاق.

ومن الملاحظ أن العدو الإسرائيلي، يطبق في حربه على غزة، الأسلوب الأمريكي الإجرامي، في القصف الجوي المكثف على أهداف مدنية، في هدم المنازل فوق رؤوس ساكنيها، والتسبب في قتل الأطفال والنساء والشيوخ، خلافا لكل قوانين الحرب متبعا سياسة ' الأرض المحروقة '.

ولا شك بأن العدو الإسرائيلي ومن يسانده من دول العالم ماديا وإعلاميا وتزويرا للحقائق، لم يستطع – والحمد لله - أن يصيب بنية المقاومين وإرادتهم بأي ضرر. وها هم أبطال المقاومة، بانتظار قواته المترددة والمهزومة نفسيا ومعنويا، لمواجهتها بحرب برية، توقهم في محرقة غزة الصامدة.

وختاما أقول أن نصر المقاومة على العدو قادم بإذن الله، حتى لو خذلهم الأقربون، إيمانا بقوله تعالى: ( إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ ). صدق الله العظيم.

رحم الله الشهداء . . والشفاء للجرحى والمصابين.

التاريخ : 26 / 10 / 2023

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012