أضف إلى المفضلة
الأحد , 05 أيار/مايو 2024
شريط الاخبار
بلدية برقش تنفذ حملة بيئية في مناطقها السياحية الفنان محمد عبده يعلن إصابته بالسرطان تقديم آذان المغرب 4 دقائق بالمساجد .. و"الافتاء" للصائمين: اقضوا الخميس الملكة: استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة اكبر تهديد للنظام العالمي انتهاء مباحثات الهدنة في القاهرة .. ووفد حماس إلى الدوحة الزميل الرواشدة يؤكد ضرورة التركيز على الإعلام الجديد ومواقع التواصل لمتابعتها من قبل مئات الملايين يجب ان تكون منتسبا للحزب حتى تاريخ 9 اذار الماضي وما قبله ،حتى يحق لك الترشح على القائمة الحزبية أورنج الأردن تعلن عن فتح باب التسجيل للمشاركة في هاكاثون تطبيقات الموبايل للفتيات تصنيف المناطق في الدوائر الانتخابية المحلية وعدد مقاعدها القوات المسلحة الأردنية تنفذ 5 إنزالات جوية لمساعدات على شمال غزة - صور الكنائس تقتصر الاحتفالات بالفصح على الصلوات نتنياهو: لا يمكن قبول إنهاء الحرب والانسحاب من غزة ارتفاع حصيلة العدوان على غزة إلى 34683 شهيدا و78018 مصابا الملك يعزي بوفاة الأمير بدر بن عبد المحسن الداخلية تعلن إحالة ‏عطاء إصدار جوازات السفر الأردنية الإلكترونية
بحث
الأحد , 05 أيار/مايو 2024


دور الدعاة اعظم مما يدعون اليه !

بقلم : علي الحراسيس
12-07-2015 12:03 PM
أن أهمية التسامح الديني تتمثل في كونه ذا بعد وجودي، اي انه ضروري ضرورة الوجود نفسه. ولتوضيح ذلك يمكن القول إلى أن سنة الوجود قد اقتضت أن يكون وجود الناس على الأرض في شكل تجمعات بشرية، وهي وإن اتفقت في ما يجمع بينها من وحدة الأصل والحاجة إلى التجمع والحرص على البقاء والرغبة في التمكن من مقومات الحياة والسعي في إقامة التمدن والعمران والتوق إلى الارتقاء والتقدم فإنها قد تباينت في ما تتفرد به كل مجموعة من خصوصية عرقية ودينية وبيئية وثقافية. وقد صرح القرآن بهذه الحقيقة الوجودية فقال: {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا ..
وهكذا نلحظ، أن الغاية من اختلاف الناس إلى شعوب وقبائل وتنوعهم إلى ثقافات ومدنيات إنما هو التعارف لا التناكر، والتعايش لا الاقتتال، والتعاون لا التطاحن، والتكامل لا التعارض، وبات واضحا أن أهمية التسامح الديني تتمثّل في كونه ضرورياً ضرورة الوجود نفسه،وهذا ما لا يظهر في الخطاب الديني لبعض الدعاة .
من البديهي أن الأديان بحكم انتمائها إلى السماء، فإنها لا تأمر إلاّ بالخير والحق والصلاح ولا تدعو إلاّ بالبِر والحب والرحمة والإحسان، ولا توصي إلا بالأمن والسلم والسلام، وما كانت يوما في حد ذاتها عائقا أمام التبادل والتلاقح والتَّثاقف ولا أمام التعايش والتعارف والحوار، وإنما العائق يكمن في الذين يتوهمون أنهم يمتلكون الحقيقة المطلقة ويستغلّون الأديان في أقدار الناس ومصائرهم، تلك المهمة التي أبى الله تعالى أن يمنحها لأنبيائه الأخيار.
اقول هذا واسوق هذه المقدمة لأقول أنه يبدو أن هناك تعمد وإصرار لدى الكثير من الدعاة أن يخفوا من ديننا تسامحه وعدالته وإنصافه والحديث بما اراده الله لهذه البشرية من حكم التعارف والسلام والمحبة وإعمار الأرض وإن اختلفت عقائدهم .
ديننا دين 'ومن عفا وأصلح فأجره على الله '،وديننا دين ' اذهبوا فأنتم الطلقاء ، ودين الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس ، وديننا دين 'هلا شققت عن قلبه ، بمعنى ايقنت بكفره وقتلته دون وجه حق ! وديننا دين 'لا إكراه في الدين' ،وديننا دين من' أذى ذميّا فقد أذاني' .. ديننا يتمثل بقول الله عز وجل : لا ينهاكم اللهُ عن الذين لم يقاتلُوكم في الدين ولم يُخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتُقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين.
لماذا بحاول البعض أن يخفي من ديننا ولأسباب طائفية وتكفيرية تخدم اهداف سياسية أو عصبية أن يمحو من ديننا كل روحانيته العظيمة البريئة الساطعة في المحبة والسلام وإعمار الأرض على أسس إنسانيته ؟
و النبي صلى الله عليه وسلم قال: الا أخبِركم علَى من تحرمُ النَّار ، قالوا: بلى، قال: علَى الهين اللَّين، السهل القريب ، وتلك سمة الأنقياء روحا وعقلا ، فأين نحن منهم ؟ واين دور الدعاة في إرشادنا اليهم والتمثل بهم ؟
وبين الإسلام أيضا للمسلمين المنهج الذي يسيرون عليه في مجادلتهم مع أهل الديانات الأخرى، فقال تعالى: (ولا تجادلُوا أَهل الكتاب إلَّا بالَّتي هي أَحسن)
و لم يفرض النبي عليه السلام جزية ولا حربا ضد اليهود إلا بعد أن حاربوه وتأمروا على المسلمين ، ولم يفرض عمربن الخطاب جزية ولا شروطا على المسيحيين حين دخل القدس فاتحا ، ودعاه البطريك للصلاة في بهو الكنيسة فقال رضي الله عنه : لو صليتُ داخل الكنيسة أخذها المسلمون بعدي ، وقالوا هنا صلى عمر ، وكتب لهم أن لا يجمع على الدرجة للصلاة ولا يؤذن عليها..
ان المفارقات ليست مبررا إطلاقا سواء كانت صادرة من الشرق أو من الغرب، ومهما بلغت تداعياتها من فداحة لم تكن مدعاة لليأس والإحباط بقدر ما هي حافز قوي يدعو قوى الخير في العالم إلى تفعيل قواعد المجتمع المدني حتى يكون لها موقع من العولمة ثابتاً ومكيناً. ثم إن العولمة لا تكون إرهاصاً لمستقبل أكثر اطمئنانا وأشد تضامنا إلا ببلورة القيم الكونية وتفعيلها واتخاذها المُنطلق والمرجع. ولا يتيسر هذا إلاّ بتضامن مبادئ الأديان النبيلة، وتعاون جهود الثقافات الواعية القادرة على خلق فكر حضاري يتوارى– أمامه مذموما، مدحورا – كل خطاب يُشوه المقدّس، ويغتال العقل ويُصادر الحرية ويجذب إلى الخلف ويتنكّر للحداثة ويحاول عبثاً أن يلفت التاريخ إلى الوراء. إن الحرص على خلق عالم جديد خال من حقد العنصرية العرقية، وبغضاء التطاحن الديني هدف كوني نبيل يتطلّب مبادرات جادة وفاعلة،وهذا ما على الدعاة أن يسهموا به بعيدا عن خطابات الكراهية والبغضاء والتناحر والدم التي لاتخلو منها خطابات البعض أينما حلوا..

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
12-07-2015 12:14 PM

كان دور الدعاة اعظم مما يدعون اليه في الامس القريب الى ان كبر الدعاة الوهابية وتعلموا وعلّموا كيف يحولون الطريق امام الاخ وامام الغريب !

2) تعليق بواسطة :
12-07-2015 02:52 PM

الخطاب الدعوي بحاجة الى تغيير وتطوير ، خطاب ما قبل الربيع وداعش واعمالها يجب أن يتجدد ،ولا يعقل ان يقتصر دور الدعاة على السيرة وكيفية الوضوء دون ذكر الإثار والمروءة والتسامح الذي نحتاجه اليوم

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012