أضف إلى المفضلة
الأحد , 19 أيار/مايو 2024
الأحد , 19 أيار/مايو 2024


أبطال الديجيتال – الجزء الثاني

بقلم : م. محمد يوسف الشديفات
28-10-2015 12:30 PM
يبدو أن الساحة الاردنية أصبحت قاب قوسين أو أدنى من تدشين عرض الجزء الثاني من مسلسل 'أبطال الديجيتال' بنسخته السياسية، فبعد أن دارت أحداث الجزء الأول من هذا المسلسل في العقد الماضي والذي كان من بطولة 'الليبراليين الجدد' وقد خلّفت وراءها ما خلّفت من كوارث إقتصادية وسياسية ومديونية تستحق الدخول في موسوعة جينيس للأرقام القياسية بالإضافة إلى مشاريع ما زال بعضها إلى يومنا هذا ينتظر معجزةً إلهية لإتمامه، قفز جميع الممثلين من المركب والتحق كلٌ بمنبره الخارجي لينبري هؤلاء للتنظير على الوطن في أحلك الظروف، وها هم اليوم وقد علت أصواتهم يتحدثون بنبرة المنتصر عن 'دلائل مشجعة على التغيير'.

تتلخص الدلائل المشجعة على التغيير –من وجهة نظرهم- بزوال شخصياتٍ يصفونها بالقوى المعادية للإصلاح، فهم يعتقدون أن تلك الشخصيات هي العقبة الوحيدة التي تجلس على صندوق الإصلاح السحري الموجود في مخيلتهم، وأن التخلّي عن هذا التيار يعد بمثابة إشارة إيجابية تمهد لهم طريق العودة إلى الواجهة، فوجودهم بحد ذاته هو الإصلاح بأم عينه ومن يخالف رأيهم قد انضم سلفاً الى قوى الشد العكسي، في حين أن إقرار قانون الجرائم الالكترونية وتوقيف الصحفيين وطرح قانون إنتخابي يخلو من القوائم الحزبية، قيل انه سوف يفضي إلى تشكيل حكومة برلمانية، ومطاردة مغمورين على وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها الكثير من الممارسات الممنهجة للتضييق على الحريات العامة، يمكن التغاضي عنها جميعها ولا تعد مشكلةً حقيقيةً طالما انها لا تهدد وجودهم.

يحمل التيار الليبرالي في حقيبته نماذج إقتصادية وسياسية مستوردة ذات نتائج مبهرة على الورق، هذه النماذج التي أذاقت الأردنيين الويل بكافة أشكاله وألوانه تحتاج إلى ميزانية مالية مفتوحة، ومما لا شك فيه أن الظروف التي خدمت هذا التيار في الماضي قد انحسرت، فالوضع الراهن في الإقليم لا يحتمل الكثير من المغامرات والتجارب، والبحبوحة الإقتصادية التي تحققت في السنين السِمان بفعل المساعدات الخارجية وبيع الأصول والتراجع التدريجي للدولة الريعية قد ولّت إلى غير رجعة، ولم يعد هنالك أي نوع من أنواع البرامج التقشفية إلا وتم تطبيقه على المواطن الأردني، وبالرغم من تصريحات وزير التخطيط بأن الإقتصاد الأردني قد خرج من عنق الزجاجة، إلا أن حديثه في الوقت نفسه عن قروض جديدة وبرامج تقشف جديدة يشف عن أن الإقتصاد الأردني قد خرج فعلاً من عنق الزجاجة ودخل في دهليز.

يرى بعض المحللين أن الإعلام الأردني في المرحلة المقبلة سوف يكون على موعدٍ مع غيبوبة إختيارية عنوانها العصا والجزرة، فبين التلويح بفرصٍ ذهبية كمحطة الإعلام العام المستقلة وغيرها من جهة، وبين ما صدر عن الديوان الخاص بتفسير القوانين من انه يحق للمدعي العام التوقيف في قضايا النشر من جهة أخرى، سوف تقف الأقلام حائرة ولن تخلو الصورة من الضبابية والغموض.

الجزء الأول من مسلسل 'أبطال الديجيتال' كانت نهايته عبارة عن تراشق إتهامات –باللغة الإنجليزية- من كل حدبٍ وصوب، ولعل ما يميز الجزء الثاني من المسلسل ثقيل الظل هو أن 'مرارة' المواطن الأردني سوف تكون على المحك!!.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012