أضف إلى المفضلة
الأحد , 19 أيار/مايو 2024
الأحد , 19 أيار/مايو 2024


لماذا يخجلون من الانتماء للأردن..؟!

بقلم : حسين الرواشدة
18-02-2016 12:15 AM
حين قرأت بعض البيانات والتعليقات على هامش الاستطلاع الذي نشرته الجامعة الاردنية مؤخرا , تفاجأت بمسألتين : الاولى حدة الانتقادات التي انصبت على ما ذكره الطلبة حول انحرافهم لتعاطي المخدرات او تناول الخمور او العقارات الطبية المنشطة ، ومع ان نسبة هؤلاء الطلبة تتراوح بين 3-5% من عينة بلغت (37) الف طالب وطالبة , وهي نسبة تبدو مفهومة في سياق التحولات التي اصابت مجتمعنا وغيره من المجتمعات , الا ان اخواننا الغاضبن تصوروا ان مجتمعنا مثل مجتمع الملائكة , لا يوجد فيه اشرار ولا مخطئون , وهو بالتالي من وجهة نظرهم يفترض ان يكون افضل من مجتمع “ الصحابة” الكرام في بداية الدولة الاسلامية , مع ان مجتمع النبي – صلى الله عليه وسلم - كان فيه من يرتكبون اشنع مما ارتكبه هؤلاء الطلبة , وما اقصده هنا ان الذين صبوا جام غضبهم على ابنائنا الذين ضلوا طريق الصواب , يريدون ان يركبوا هذه النسب المئوية ، وتلك الاخطاء ، لكي يقولوا لنا : ان مشكلة مجتمعنا هنا فقط , في هؤلاء الشباب الذين يتعاطون الخمر والعقاقير والمخدرات , وان مسؤوليتهم تقع على عاتق الحكومات , وان البديل هو نحن الذين يمكن ان “ نربيهم” على الصراط المستقيم , ارايتم كيف يمكن ان يتعامل البعض مع قضايانا ومشكلاتنا “بميزان” على مقاسه , وان ينظر الينا بعيونه ويختزلها في زاوية واحدة فقط . اما المشكلة الاخرى التي فأجاتني ايضا فهي ان ما ذكره الطلبة فيما يتعلق بموضوعات اهم واخطر لم يحظ بكثير من التعليق , ولا حتى الانتقاد , وكأنه – للاسف – من المسلّمات وربما المطلوبات ايضا , لا اريد هنا ان اتوقف عند ارائهم حول علاقتهم بكلياتهم واساتذتهم ، وارتباطهم بجامعتهم ورضاهم عن مستوى الخدمات التعليمية التي تقدم لهم ....الخ , وانما ساتوقف عند ملاحظتين فقط : الاولى هي ان 66% من الطلبة افادوا انهم لا ينتمون لاي اتجاه فكري او سياسي فيما افاد الباقون انهم يتوزعون كالتالي : 12% منهم لهم توجهات قومية عربية , و 11% منهم توجهاتهم اسلامية , فيما افاد 7% منهم فقط انهم “ وطنيون “ اردنيون , لاحظ ان عدم انتماء ثلثي طلبتنا المستطلعة اراؤهم لاي اتجاه سياسي يعني ان السياسة في بلادنا “ ماتت “ او اوشكت على الموت لانها لو كانت تتمتع بالحياة والعافية لجذبت هؤلاء الى ممارستها والانخراط فيها , كما يعني ان “ الفكر “ في بلادنا اصبح “ مجدبا” ومتصحرا , ولا يمثل لشبابنا اية قيمة لان القائمين عليه انتزعوا منه مصداقيته وثقة الجمهور به وبهم , لاحظ ايضا ان ثلث الطلبة توزعت انتماءاتهم على ثلاثة اتجاهات , اقلها نسبة “ الاتجاه “ الوطني الاردني ، اليست هذه النتيجة صادمة بما يكفي لاستفزاز لواقطنا الوطنية واثارة مشاعر الخيبة والحزن داخلنا , ثم كيف يمكن ان نفهم حقيقة ان الاردنين ، وخاصة الشباب منهم، لا يشعرون “ بالانتماء” لبلدهم , بل انهم يقدمون الانتماء لقوميتهم وعروبتهم على الانتماء للوطن الذي يعيشون فيه , وربما يخجل بعضهم ان يقول بصراحة : انه اردني , الم نسال انفسنا لماذا حدث ذلك , ولماذا صبحت “ الهوية “ الاردنية غائبة عن شبابنا وملتبسة في وعيهم , ولا تشكل عاملا مشتركا بينهم , فيما ندرك تماما ان غيرنا من الشعوب تعتز اول ما تعتز “ بهويتها “ الوطنية , وتتمايز بها قبل غيرها من الاطر والهويات الجامعة , ثم لماذا سكت اولئك المنتقدون عن هذه المشكلة التي اعتقد انها اخطر من تناول العقاقير والخمور , لانها تعني اننا امام جيل فقد ارتباطه “ بوطنه” وقدم استقالته من السياسة والفكر ومن الاعتزاز والانتماء للبلد الذي يعيش فيه . اما الملاحظة الاخرى فهي ان 94% من الطلبة افادوا بان التنظيمات والجماعات المتطرفة لا تمثل وجهة نظرهم , وبالتالي فان 4% منهم يرون عكس ذلك , اذن نحن امام نسبة تمثل نحو 1500 مستطلع يعتقدون ان هذه الافكار تتناسب مع وجهات نظرهم , وهي نسبة ليست قليلة , اولا لان هؤلاء امتلكوا الجرأة على اشهار رأيهم , وثانيا لان العينة تمثل الحرم الجامعي الذي يفترض ان يضم الطبقة المتعلمة في المجتمع , وثالثا لان الاحصائيات والاستطلاعات الاخرى تشير الى وجود اعداد مماثلة لهذه النسبة وربما اكثر ممن يتعاطفون مع التنظيمات المتطرفة , اما رابعا , فلان ثقافة التطرف اصبحت سمة عامة في حياة شبابنا ومجتمعنا ايضا , وبالتالي فان صرخة ال 4% التي كان يجب ان تصلنا , لم تجد للاسف من يسمعها , فيما ضجت اوساطنا الحزبية والسياسية من صرخة اخرين افادوا انهم ادمنوا على “العقاقير” الطبية المنشطة . تصور هنا فقط ان خطر العقاقير المنشطة اصبح اهم لدينا من خطر “ مخدرات” التطرف وان خجل الاردنيين من ان يحسموا “ انتماءهم “ لوطنهم اصبح اخر ما يصطدمنا في هذا الزمن العجيب .

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
18-02-2016 01:10 AM

منطقي يا استاذ الرواشده..7% وطنيين ..هؤلاء هم الارادنه الاقبيه ببلدهم
وثلثين طلاب الجامعات ليسو وطنيين ولا يحبون الوطن..لانهم غرباء لاجيين مجنسين..لا ارتياط لهم بالوطن والوطنيه
وتالاردن لهم مجرد فندق!! وليس وطن..وليذهب بستين داهيه. شو دخلهم!!!
......

2) تعليق بواسطة :
18-02-2016 02:48 AM

اعتقد ان وجود نسبة اكبر لها توجه اسلامي او عربي عن النسبة التي لها توجه وطني هو شيء ايجابي جدا لان من الافضل للانسان ان ينتمي لكيان اكبر يشاركه اللغة و الدين و غيره. خاصة اذا اخذنا بعين الاعتبار ان هذه الاوطان و التي نعرف على اساسها ما يطلق عليه اسم الوطنيه هي في الاساس من نتاج الاستعمار الغربي و تقسيماته و منها سايكس بيكو.

3) تعليق بواسطة :
18-02-2016 07:49 AM

الاستاذ الفاضل حسين الرواشده المحترم ابدا سيدي الفاضل يستحيل بل من ضرب الخيال ان يستحي اردني اصيل الاصل والانتماء ان يخجل من كونه اردني ولاظن ان شخص اردني واحد لايعتز ويفتخر بانتمائه لهذا الوطن العزيزواؤكد لك ياسيدي اننا نرفع هاماتنا عاليا ونفاخر الدنيا باسرها لاننا ولدنا اردنيين وسنبقى كذلك مهما كانت الخطوب والاحداث واماالاحصائيات التي اوردتها فليست دقيقه فانا على يقين تام لايتزعزع بان الاردني يقدس تراب هذا الحمى العربي الهاشمي ومستعد ان يحميه بدمه فهل شاهدت العسكري الاردني كيف يقبل تراب الوطن

4) تعليق بواسطة :
18-02-2016 08:16 AM

تابع مقالتي السابقه استاذنا الكريم الرواشده قبل دخول الاعداد الفلكيه من اخواننا العرب المهجرين هل كنا نسمع عن الجرائم والحوادث والمخالفات وكل ماهو شين من قبل شبابنا وكما ذكرت اننا لانقول عنهم بانهم ملائكه لكن كل المسببات والمؤثرات بنسبة99% جاءتنامن هذا التدفق الهائل للاجئين واما عن نسبة ال66% من شبابنا الذين لايعرفون او لايحبون الانخراط بالحياة الحزبيةوالسياسيه فانا احييهم وانصحهم لوجه الله بعدم الانتماءللاحزاب ايا كانت فليس من ورائها الا الخراب والدمار و ليكونوا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها

5) تعليق بواسطة :
18-02-2016 01:51 PM

الى تعليق 2 قارىء:

تعليقك يكشف عن انتمائك,فأنت لا تعترف

بالاوطان بل تؤمن بالخلافة الاسلامية,لذا

فاما انك اخونجي او من حزب التحرير او من السلفية الجهادية التكفيرية,

وكل هؤلاء يؤدّون الى داعش.

الدول العربية كانت معروفة باسمائها

قبل سايكس بيكو كما تدّعي.

فقبل الاسلام بآلاف السنين,قامت في الاردن ممالك(مؤاب,عمون,عموريا الانباط ..الخ) حاربت اليهود الذين كانوا في فلسطين مئات السنين.

عندما ارسل ابو بكر جيوش المسلمين الى بلاد الشام خصّ الاردن بجيش شرحبيل بن حسنة(جند الاردن)..

يتبع..

6) تعليق بواسطة :
18-02-2016 02:05 PM

تابع..

معركة مؤتة كانت بين ممالك(الغساسنة)

في الاردن التي كانت تتمتع بحكم ذاتي

تحت الحكم الروماني تماما مثلما كانت ممالك(المناذرة)في العراق تتمتع بالحكم الذاتي تحت الحكم الفارسي.

ألم تكن قبل الاسلام رحلة الصيف الى بلاد الشام ورحلة الشتاء الى اليمن,

واسمهما بلاد الشام وبلاد اليمن قبل سايكس بيكو؟

ألم يقل الحجاج(يا اهل العراق)قبل

سايكس بيكو؟

كل بلاد العرب كانت معروفة بأسمائها

وحدودها تقريبا قبل مجيء الاسلام بآلاف

السنين.

أما حلمكم باستعادة الخلافة فهو كحلم

الايطاليين باستعادة دولة الروم.

7) تعليق بواسطة :
18-02-2016 04:19 PM

عزيزي الكاتب ، لك كل الاحترام والتقدير .. لم تعجب من نتائج الدراسات والاستفتاءات ؟! فمجتمعنا الأردني والعربي أيضا - شئنا أم أبينا - بحاجة ماسة إلى إعادة هيكلة في منظوماته القيمية والدينية والأخلاقية والسلوكية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية .. ولا تعاد صياغته إلا في ظل قواعد دستورية وقانونية صارمة تتخطى مستنقعات الاسترضاء والعصبية والشللية والجهل الأعمى والوساطات والاستثناءات والحقوق المكتسبة بغير حق ..لان منطلقات التفكير وقواعد التأصيل في الفكر المجتمعي السائد يقوم على العنصرية وورم الذات والحقد الأعمى فهو كما وصفه رئيس الوزراء الأسبق ..... ( مجتمع الكراهية).ومما يؤسف له أن ذلك لا يقتصر على الحمقى والجاهلين ومتواضعي العقل والتفكير ، بل يرقى إلى مستويات الصف الفاعل في المجتمع من المسترزقين وحاملي الشهادات العليا كذبا وزورا ، والوظائف الحيوية بلا حق ولا مسؤولية .. ولك في التعليق الأول دليل قاطع وبرهان ساطع على ما نقول ... خليها على الله أستاذي الكريم ، فمن لا دين له لا خلق له ، ولو لبس مسوح الدين حينا ، وأسمال الوطنية البالية أحيانا .. ما تصبو إليه يحتاج إلى عقود وعهود ، وإلى تخليق جيني وراثي أو بنيوي في الحامض النووي الفكري للمجتمع .أو بعمليات جراحية تستأصل الأورام من جذورها .. أما على المدى المنظور وبالوسائل المتبعة ، فنقول : فالج لا تعالج . وهذا ينطبق على المجتمع العربي كله والأمة الإسلامية ..انظر ما يجري تر ما أقول .

8) تعليق بواسطة :
18-02-2016 04:42 PM

ولا ننسى يا سيدي المحترم أن الوطنية ليست شعارا نرفعه ، ولا ثوبا نلبسه ، ولا كلمات وجعجعات نلوكها ونتشدق بها . الوطنية قول وعمل .. الوطنية أن تخدم وطنك بصدق وإخلاص في موقعك ، وأن تظل أمينا على مبادئ دينك .. الوطنية أن تحب الآخرين وتبحث عن القواسم المشتركة بينك وبينهم ... الوطنية - كما وصفها جلالة الملك الباني الحسين العظيم - أن تؤدي واجباتك قبل أن تطالب بحقوقك.. وتغلق الشوارع والطرقات وتعطل سير الحياة العامة .. الوطنية أن تبنى ولا تهدم .. الوطنية أن تقوي النسيج الاجتماعي لا تمزقه .. الوطنية الا تأخذ حق غيرك لأسباب تافهة تعرفها أنت أكثر من غيرك .. لو كانت الوطنية يا صديقي بالكلام والشعارات والخرافات والأكاذيب والعنصرية لكان المرتزقة والأفاقون واللصوص أكثر الناس وطنية ! .. عليك يا صديقي أن تحدد أو تأطر للناس او لمن تخاطبهم من المعلقين والمتداخلين معنى الوطنية الحقة ، لأني اكاد أجزم أن كثيرا منهم لا يعرفون معناها ، ولا يدركون مبناها ولو تأبطوا أعلى الشهادات والرتب بقدرة قادر .. تحياتي لك، مع خالص حبي وتقديري.

9) تعليق بواسطة :
18-02-2016 09:05 PM

الوطنيه..ان تتنسمك بوطنك وبارضه وانةتصمد به كجباله..ولا تغادره..ولا نتركه ااب سبب سخيف تافه
الوطنيه ان اا تتخلا عن اصلك وبلدك وجنسيتك
الوطنيه ان ترفع راسك باسم وهوية وطنك..ولا تخجل منها
الوطنيه ان لا تبيع وطنك وجنسيته..خوفا وجبنا من المقاومه لتحريره
الوطنيه يعبر عنها《 ابطال الصمود في الداخل الفلسطيني》
تمسكو بفلسطين ولم يغادرو..ولم يتجنسو او يتوطنو باوطان الغير
اللي ما فيه خير لوطنه فلسطين. ما فيه خير للاردن
يخيا الصامدين بفلسطين..والعار لمن تركها هاربا متجنسا متقمصا جنسيات شعوب اخرى!!

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012