أضف إلى المفضلة
الأحد , 19 أيار/مايو 2024
الأحد , 19 أيار/مايو 2024


العكاشيوّن!

بقلم : د.محمد ابو رمان
04-03-2016 01:10 AM
شكّل توفيق عكاشة ظاهرة معبرة في الحياة العامة المصرية. فالرجل أسس قناة فضائية، ودخل البرلمان أولاً في حقبة مبارك، ثم في حقبة السيسي، وأخذ أعلى الأصوات في كل مصر. وكانت هذه صدمة للطبقة المثقفة والإعلامية والسياسيين الذين أيدوا الانقلاب العسكري، ليكتشفوا بأنّ رموز الانقلاب الإعلاميين والسياسيين، هم مجرد مهرّجين، وأدوات سخيفة للتلاعب بعقول نسبة كبيرة من الطبقة العامة التي تتأثر بـ'الميديا' كثيراً، ولا تملك حسّاً سياسياً ولا عمقاً ثقافياً يمنحها القدرة على نقد هذا التهريج السياسي والإعلامي بذريعة الإطاحة بالإخوان المسلمين.
لم يكن عكاشة إلاّ واجهة لدوائر في السلطة لتنفيذ أعمال قذرة، والاختباء خلف هذه الواجهة الإعلامية أو السياسية من أجل تمرير سياسات ودعايات للرأي العام. والطريف في الأمر أنّ هذا الشخص -الذي لا يملك إنسان يحوز الحدّ الأدنى من الحس الثقافي والسياسي إلاّ أن يشعر بالخجل والإهانة عندما يشاهده يمتطي منبراً إعلامياً فضائياً ويسخّف الصورة الإعلامية عن مصر- أصبح يمتلك حضوراً إعلامياً وشعبياً واسعاً، لأنّه أريد له ذلك؛ فقد دعمته دوائر أمنية وعسكرية ومنحته كل ما يريد من أجل إتمام المهمة المطلوبة.
المسكين عكاشة صدق الكذبة، وظنّ أنّه أكثر من أداة لممارسة الأعمال القذرة، فأصبح يعتبر نفسه مهماً للسيسي، ويظنّ أنّه حمى البلاد من الإخوان المسلمين. فبدأ 'يفضح الطابق' لما وصل إلى قبة البرلمان. وكانت التصريحات الأخيرة له، والتي كشف فيها أسرار 'القناة الخلفية' بين إسرائيل ومصر، هي الضربة القاضية التي دفعت بالدوائر المعنية إلى التخلص من هذه الأداة، بعد أن أنجزت المهمة، وأصبحت عبئاً عليها!
وعندما بدأ عكاشة يدرك أنّه أصبح تحت المطرقة، وجدناه (في تسجيلات مصوّرة) لا يخجل من أن يتسول على باب مجلس الشعب، الذي طُرد منه، عدداً من النواب ليدخل الجلسة التي صوّت فيها على طرده من المجلس، ويعتذر لجميع النواب ولمصر وللسيسي عمّا بدر منه، وأصبح يدّعي الهبل والمسكنة، كما وصفه المخرج المصري، النائب حالياً، خالد يوسف، بأنّه 'ساق الهبل على الشيطنة'. لكنّ ذلك لم يجدِ؛ فقرار إنهاء 'الأداة عكاشة' اتخذ في الغرفة رقم (...)!
بمناسبة الحديث عن خالد يوسف، المخرج الذي طالما انتقد السلطة، في أوقات سابقة، خلال حقبة مبارك، وقع هو الآخر في 'المصيدة'، وأصبح أداة (فشارك في تزوير ما حدث في 30 يونيو). لكنّه أذكى من عكاشة، إذ أدرك القصة منذ واقعة التلويح له بالأفلام الجنسية، والتزم بقواعد اللعبة منذ أن أصبح نائباً.
هذه لعبة السلطة والمهرجين والأدوات. عكاشة مثّل نموذجاً-ممثّلاً في المسرحية، أدى دور الإعلامي الشعبوي، لاكتساب شريحة اجتماعية واسعة. وعندما خرج عن 'النص'، تم طرده من المسرحية. وإذا تجاوز ما هو مرسوم له لاحقاً، فإنه سيدفع ثمناً غالياً!
ثمّة نماذج متعددة من 'الأدوات'، لكنّ أطرفها على الإطلاق هم العكاشيون، لأنّهم ليسوا أدوات فقط لتنفيد المهمات والقيام بالأدوار المطلوبة، بل لديهم حسّ فكاهي كاريكاتوري، يكشفون به عن المستوى الأخلاقي والثقافي لمن يديرون هذه الظواهر، فكل عكاشة وراءه عاكشيون، وهي ظاهرة تستحق أن نتأمّلها ليس فقط في مصر، بل في أغلب الدول العربية، فهناك عكاشيون وعاكشيون، وصورة كاريكاتورية صادقة تعكس سخافة اللعبة السياسية والإعلامية!

(الغد )

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
04-03-2016 06:50 AM

الظاهر انك من متابعي قنوات الاخونجية

التي تبث من تركيا,فمقالتك ليست اكثر

من ردح كردح تلك القنوات.

اشعر بالانتعاش عندما كم أرى هي قلوبكم محروقة من انتصار الشعب المصري بقيادة رئيسه عبدالفتاح السيسي على حكم الاخونجية لمصر وهم

لا يستحقون اكثر من ادارة ميني ماركت

فيها.

2) تعليق بواسطة :
04-03-2016 10:50 AM

ينبغي فصل عواطف الكراهيه عن الكتابات الصحفية ..الكتابه رساله.. مليون شكر للسيسي والجيش المصري الذي حقق الأمن لمصر,,

3) تعليق بواسطة :
04-03-2016 11:13 AM

ستكشف الايام انحيازك للاخوان تلمع صورتهم وتؤيد افكارهم ارجو ان تصرح بذاللك وتخرج من شرنقة التقيه الى نور الشمس

4) تعليق بواسطة :
04-03-2016 12:01 PM

((العكاشيون الأردنيون...))

* العكاشيون الأردنيون من هم ؟ وما هي أجنداتهم ؟ ومن هي الجهة التي تقف خلفهم وتدعمهم ؟

* ومن يمولهم، ويفتح لهم الفضاء الاعلامي حسب أجنداتهم، ويقدم لهم الحصانة التي يحتاجون ؟

* لماذا هذا الاهتمام بالعكاشيون المصريون، دون غيرهم من العكاشيون الأردنيون ؟

* من باب الأولى، أن يتم التركيز على العكاشيون الأردنيون، دون غيرهم من العكاشيون، سواءا المصريون منهم، أو عكاشيو العرب العاربة أو المستعربة.

* هل العكاشيون الأردنيون على هذا القدر من الحرفية والدهاء !!!

5) تعليق بواسطة :
04-03-2016 01:34 PM

عندما سأل عمر بن الخطاب عمرو بن العاص عن مصر قال عن اهلها يحمعهم مزمار وتفرقهم عصا

6) تعليق بواسطة :
04-03-2016 04:35 PM

ويأبى شعب مصر العروبة الا أن يعطي للعرب أجمعين دروسا ، ويذكرهم بالأساسيات التي أوشكوا أن ينسوها،أول الدروس أن اسرائيل هي العدو الأزلي للعرب والمسلمين ، وليست المقاومة الفلسطينية ممثلة بحركة حماس، وليس حزب الله الذي مرغ وجه الصهاينة في أوحال الهزيمة في أكثر من مواجهة ،وان كانت الأزمة السورية أحدثت شرخا عموديا في التحالفات،خالد يوسف مخرج مخادع ...يتبع.

7) تعليق بواسطة :
05-03-2016 12:02 AM

الى تعليق 5 محمد عواد:

الناس الطبيعيون يجمعهم المزمار(وأي

صوت موسيقي)وتفرقهم عصا,والانسان غير

الطبيعي هو الذي يقف مثل الحيط امام

القوة,ثم ثبت ان المقولة مدسوسة على

الشعب المصري الذي يكوّن ثلث جميع الشعوب العربية,اي ان من بين ثلاثة من العرب واحد مصري,اساس القصة انه

عندما استولى الفاطميون على مصر قادمين من المغرب العربي,خرجت هذه

المقولة الكاذبة على لسان العباسيين

الذين فقدوا مصر.

الروايات كانت توضع لأغراض سياسية طوال التاريخ.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012