أضف إلى المفضلة
الأحد , 19 أيار/مايو 2024
الأحد , 19 أيار/مايو 2024


الدكتور الشمري يكتب : وزير الاعلام والتقصير في الواجبات الموكلة اليه

25-12-2016 11:34 AM
كل الاردن -

ان من ابرز المسلمات التي يتفق عليها الباحثون السياسيون وخبراء الاعلام والراي العام ان احد اهم واجبات الناطق الرسمي باسم اي حكومة ان يكون حلقة وصل إيجابية بين الحكومة ( مكون رئيسي في تعريف الدولة يستمد شرعيته من الشعب) والمكون الأكثر أهمية في الفضاء التفاعلي لأي حكومة أو دولة وهو الشعب. وتعتبر هذه المهنة من اكثر المهمات حساسية وتاثيرا باعتبارها الوظيفة التي يتم من خلالها التواصل والاتصال بين الجهتين المذكورتين وعن طريقها يتم ابقاء الرأي العام على اضطلاع بكافة الأمور والنشاطات والاحداث والقوانين والتشريعات التي تقوم بها حكومة الشعب ( افتراضا بأنها حكومة شعبية). وان مواد الدستور الأردني ركزت من جانب اخر على حق المواطن في مخاطبة السلطات الرسمية في كل ما من شانه المساس بتفاصيل حياته الانية ومستقبله بكافة الوسائل المشروعة والمتاحة بما يَضمن حقه في الاطمئنان لاجراءات حكومة يفترض انها تمثله وتخضع لرقابته وتنفذ رغباته طالما كانت مشروعة. ولأنني لست في وارد الخوض في جدلية الشرعية الشعبية للحكومة الحالية ومدى استحواذها على ثقة الغالبية من أبناء الشعب فإنني سأركز على نقطة رئيسية وهي الفشل الذريع والمتواصل لوزير إعلام الحكومة وناطقها.
السيد الوزير قام في اكثر من مناسبة بإهانة المشاعر الوطنية للراي العام الأردني وشكك في اكثر من مناسبة في انتماءات بعض الأردنيين الذين اعترضوا وكتبوا ضد بعض قرارات حكومته ومنها موضوع تعديل المناهج حيث خرج علينا الناطق اكثر من مرة مهددا متوعدا والاهم من ذلك متهما للمعارضين بان لديهم اجندات خارجية، ولا ادري كيف خُيل لمعاليه ان يطلق هكذا اتهام وما هي الأساسات العلمية والموضوعية التي بنى عليها اتهاماته الباطلة جملةً وتفصيلا، ولو اننا في غير زمان وغير ظرف لكان الاولى محاكمته ان لم يقدم دليلا على ما ادلى به من تصريحات اتهامية خطيرة تشكك في الأردنيين الذين يقدمون ابناءهم الشهيد تلو الشهيد فداءا للوطن وقائده وشعبه العظيم.
في الأحداث الاخيرة ابدع الوزير في الفشل مرة اخرى وهو يخرج بتصريحات مرةً تناقض كلام رئيسه المباشر في الحكومة ومرةً تهاجم الفزعة ومرة تهاجم الخبراء الامنيين ولكن الأدهى من ذلك كله هو تصريحه الخطير الذي لن نذكره والذي حتى صحيفة الدولة الرسمية قامت بحذفه ولَم تذكره في تفاصيل المؤتمر المنشورة فيها في الْيَوْمَ التالي.
غياب الاعلام الحكومي والتلفزيون الرسمي لم يكن أبدا نتيجة تقصير موظفي الاعلام الرسمي والصحفيين والمذيعين في مؤسساتنا الإعلامية الرسمية وكلنا يعلم تميزهم الدائم وإبداعاتهم ونجاحاتهم التي يشهد لها القاصي والداني في مؤسسات عربية وعالمية عريقة، لكنه التأثير المفروض من ما يسمى مرجعية الحكومة الإعلامية ولا ارى غير الوزير رأسا لهذه المرجعية، وعليه وبعد تمحص بيان موظفي التلفزيون ومطالعة العديد من كتابات الصحفيين في مؤسسات الدولة الرسمية فان السيد الوزير هو وحده ولا احد غيره من يتحمل مسؤولية هذا التقصير ولا اظنه بعد الْيَوْمَ قادرًا على ممارسة السلطوية المطلقة على وسائل الاعلام الرسمي كما اعتاد سابقا.
هذا الوزير سلك في معظم مؤتمراته مسلكا يوحي بعدم تقديره وامتنانه للالتفاف الشعبي الكامل والتام حول اجهزتنا الأمنية واصطفاف الشعب القوي وتماسكه وانسجامه مع قواتنا البطلة وأجهزتنا الأمنية الباسلة، ولقد ركزت معظم وسائل الاعلام العالمية على ان احد اهم نقاط قوة الاْردن هي في النسيج الاجتماعي المتماسك والموحد ضد التطرّف والمتطرفين والضلاليين، غير ان وزير إعلام الحكومة وناطقها فشل مرة اخرى في إبراز ذلك ومحاولة استثماره اعلاميا وخارجيا على انه نقطة قوة للأردن وان ذلك اكبر دليل على عدم وجود حاضنات اجتماعية للتطرف في بلدنا الحبيب، فشل الدكتور المومني لانه لا يرى الا نفسه ولا يعترف بالاخر، فشل لانه مصر على إنكار وجود شيء اسمه الرأي العام والذي من المفترض انهم قد درسوه إياه في شمال تكساس.
عليك يا سيدي الوزير ان تعلم ان العالم الْيَوْمَ قد تغير عليك ان تعلم ان صوتك مهما علا فلن يكون فوق صوت الشعب، كن شجاعا واعترف بفشلك حتى تحظى باحترامنا وكن دقيقا وملتزما وانت تخاطبنا فشعبنا يملك من المؤهلات العلمية ما تملك أو يزيد بكثير، كن ملتزما وانت تخاطب الرأي العام ولا تؤذي مشاعر الأردنيين فنحن شعب الكرامة والتضحيات.
حفظ الله الاردن، شعبه وجيشه وقوات أمنه وقيادته الحبيبة
التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012