أضف إلى المفضلة
الأحد , 19 أيار/مايو 2024
الأحد , 19 أيار/مايو 2024


اعتقال الضباط يعتبر اختبار لحرية التعبير عن الرأي في الأردن

02-02-2017 12:20 PM
كل الاردن -

‏BY KARIN LAUB
‏FEB. 1, 2017 2:22 AM EST
عمان، الأردن (اسوشياتد برس). عندما استدعي اللواء المتقاعد محمد العتوم لدائرة المخابرات العامه على خلفية تعليق له على الإنترنت، لم يتوانى لحظه لتلبية الدعوه ولم يخالجه أدنى شعور بالرهبه، فهو بالنهاية ابن هذا الجهاز الذي خدم فيه ثلاثون عاما في ما مضى. ولكن ما أدهش اللواء العتوم (63 عاما) قيامهم باعتقاله على الفور ليقضي 3 أسابيع في السجن في غرفه مكتظة وتحت ظروف صعبه لا ترقى إلى أدنى متطلبات حقوق الإنسان.
الأشخاص الآخرون الذين من ضمنهم متقاعد عسكري ونائب سابق بالبرلمان الأردني جرى اعتقالهم بناء على مذكرات من محكمة أمن الدوله، لقيامهم بالإعتراض على رفع الأسعار على صفحات الإنترنت وانتقادهم لتقاعس الدوله عن ملاحقة الفاسدين .
تمثل هذه القضيه ملفا ساخنا بالنسبه للدوله وتسلط الضوء على الخطوط الحمراء غير المكتوبة التي وضعتها والتي يحرم اختراقها في وقت تواجه المملكة - الموالية للولايات المتحدة - تحديات أمنيه بالإضافه إلى ارتفاع في البطاله والظروف المعيشية السيئة.
لقد جرى العرف في الأردن على السماح بهامش من الحريه في التعبير والنقد للحكومات، على ألا يطال النقد شخص العائلة المالكة أو الاجهزة الأمنية أو المساس بالدين.
يرى البعض أن الدولة تحاول الحد من سقف الحريات باستخدام ذريعة الأمن و التهديدات من تنظيم الدولة (داعش) لحرف الإنتباه عن الوعود التي أخذتها على نفسها أيام إرهاصات الربيع العربي في المنطقة الذي بدأ سنة ٢٠١١.
وفي مقابله مع السيده رئيسه العتوم زوجة اللواء المعتقل في بيتها الواقع في حي من أحياء الطبقه الوسطى في العاصمه عمان، تقول أن هذه الإعتقالات التي طالت ضباط من اجهزة أمنية مرموقة ونواباً سابقين، تعتبر تحذيراً لكافة طبقات الشعب لتحييده عن خيار الاحتجاج ضد القرارات الحكومية المجحفة بحق الشعب. تضيف السيدة العتوم، 'هذه رسالة لكافة الشعب للالتزام بالصمت.
أقارب الموقوفين يصفون ابنائهم الموقوفين بالرموز الوطنية الذين ضحوا بأوضاعهم الاجتماعية من اجل مصلحة وطنهم. بيت العتوم في عمان والذي تزين جدرانه الداخليه 4 صور للملك عبدالله الثاني جنبا إلى جنب مع صورة زوجها اللواء بالزي العسكري.
لكن السلطات الحكومية اعتبرت ان الموقوفين يشكلون خطراً على أمن و استقرار الدولة.
وفي حديثه أمام البرلمان اتهم رئيس الوزراء هاني الملقي المعتقلين بأنهم يستعملون تعابير تحريضيه تثير الشعب وتسبب بلبله داخل المجتمع، وقرأ على مسامع النواب الماده 149 من قانون العقوبات التي تقضي ب 7 سنوات سجن كأدنى عقوبه لمن اعتبرهم القاده الذين يتزعمون التحريض
مدعيا، بنفس الوقت، أن الدوله تسمح بحرية التعبير ما لم تؤثر على المصالح العليا للدوله. هذه القرارات التي اعتبر النقاد أنه قد تم صياغتها بطريقه مبهمه !
هذا وقد صنف ' بيت الحريه' وهي مجموعه أمريكيه تعنى بالديمقراطية، صنفت الأردن في عداد الدول ' عديمة الحريه'. وهاجم 'بيت الحرية' اعتقال شخصيات رفيعة باعتباره تعدياً على حرية التعبير عن الرأي. واعتبرت ان قرار اعتقالهم يشير الى تعنت الحكومة الى دثر وتفكيك المعارضة.
أما المتحدث باسم الحكومه محمد المومني فقد اعتبر الموضوع شأنا قانونيا وأن الحكومه بصدد بلورة قانون يتعاطى مع الأمر على هذا الأساس لمواجهة تحديات كبيرة بخصوص قضايا خطاب الكراهية من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.
لقد جاء هذا الإعتقال في وقت يتصاعد فيه السخط لدى الشعب على الحكومه وسياساتها.
واعتمادا على الدراسه الإحصائيه التي أجراها معهد الجمهوريون الدولي على ألف مشترك - بهامش خطأ مقداره 3.5% - ونشرت في شهر نوفمبر من العام الفائت فإن 58 بالمائة من الأردنيين يعتقدون أن الدوله تذهب بالإتجاه الخاطئ صعودا من 43 بالمائة في شهر نيسان من العام نفسه . هذا وقد أدرج الإقتصاد المتردي، ارتفاع الأسعار، الفساد المالي والإداري، الفقر والبطاله كأسباب رئيسيه لهذه الإستياء المتوقع تناميه مستقبلا مع ذروة الزياده في الأسعار خلال الأسابيع القادمة.
انعدام الثقة امر محتوم في ظل ارتفاع الأسعار في الأسابيع المقبلة. وتقول الحكومه أنها بصدد زيادة الضرائب على بعض البضائع لتخفيف مديونية الدوله والنقص المتنامي في ميزانيتها. إلى ذلك فقد جرى يوم الأربعاء الفائت رفع سعر الوقود بأكثر من 6 بالمائة.
لقد برز تيار المتقاعدين العسكريين في الآونة الأخيره كجهة رقابيه جاده أخذت على عاتقها متابعة إجراءات التقشف وهي الجهه التي كانت ولا زالت تتهم الدوله بعدم الأخذ على يد الفاسدين بالجديه المطلوبه لاسترجاع الملايين من الدولارات المنهوبه من مقدرات الدوله، هذه الملايين التي من شأنها تخفيف العبئ الملقى على كاهل المواطن.
المقدم المتقاعد خالد المجالي الذي خدم سابقا في المخابرات العامه تحت إدارة اللواء العتوم، كتب في موقعه على الإنترنت أن 7.5 مليون أردني آخذين بالصراخ بأعلى الصوت على مسمع الحكومه أن 'اصحو' قبل فوات الأوان فلا زال هناك متسع من الوقت للإصلاح ورأب الصدع لتجديد الولاء والإنطلاق نحو مستقبل أفضل.
زوجة اللواء العتوم قالت أن زوجها جرى استدعاءه ومن ثم اعتقاله على خلفية تعليق مختصر هو عباره عن بيت شعر قديم قالته والدة آخر ملوك الأندلس تقرع ابنها فيه لضياع ملكهم في الأندلس:
'إبك مثل النساء ملكا مضاعا لم تحافظ عليه مثل الرجال'.
كما أن اعتقال مجموعه من أصحاب الرأي الحر أمثال النائب السابق وصفي الرواشدة والعقيد المتقاعد عمر العسوفي جاء على خلفيات مشابهه.
النائب الرواشدة كان قد وجه رساله مفتوحه للملك يحذره بها من الطغمة المحيطه به والتي تدفع باتجاه تجفيف منابع المحبه التي يكنها له شعبه وانتقد في رسالته المحاسيب المتجذرين في صلب النظام. أما وائل نجل العقيد المتقاعد عمر العسوفي فقد ذكر أن والده اعتقل على خلفية مقالة نشره حول الدكتاتوريه.
محمد العبداللات شقيق المعتقل الرابع حسام العبداللات الذي عمل في مكتب رئيس الوزراء على مدى عشرين عاما، ذكر أن أخاه اعتقل إثر لقاء عقده في بيته مع نشطاء آخرين من أجل إطلاق مبادرة لمحاربة الفساد في الدوله، وطال النقاش مواضيع الشفافية وحرية الرأي. إلى ذلك فقد ذكر محمد أن جميع من جمعهم اللقاء أطلق سراحهم باستثناء أخيه وشخص آخر .
على صعيد آخر فقد ذكر محامي الدفاع عبدالقادر الخطيب أن المجموع الكلي لمن طالهم الإعتقال على قضايا حرية الرأي في الدوله قد وصل إلى 8 أشخاص، أحدهم من جماعة الإخوان المسلمين المتداعيه بسبب الخلافات الداخليه وقرارات الدوله التي وضعت العراقيل في طريقهم وأدت إلى تحجيم دورهم.
هذا وقد رفض ذوو المعتقلين فرضية وجود مؤامرة مؤكدين أن النائب السابق والمتقاعدين العسكريين تصرفوا بشكل عفوي بتلقائيه وبدون تنسيق فيما بينهم عندما أدلوا بتعليقاتهم أو كتبوا مقالاتهم.
هذا وقد ذكر أفراد من عائلتي اللواء العتوم والعبداللات أنهما يرزخان حاليا في المعتقل في ظروف صعبه وغرف ضيقه ومكتظة.
ونقلا عن شقيق العبدلات فإن أخاه الذي يعاني من مرض السكري قد تم نقله مكبلاً إلى المستشفى.
المحلل في الشؤون الأردنيه لبيب قمحاوي علق بأنه 'بالرغم أن إدانة متقاعدين عسكريين يعتبر نادرا إلا أنه غير مستغربا' نظرا لما يحمله إنتقاد الدوله من قبل هؤلاء من معاني ذات أهمية في نظر عامة الناس الذين قد يتنبهون إلى مدى فداحة الوضع وأنه أسوء مما كانوا يتخيلون.

نيويورك تايمز
التعليقات

1) تعليق بواسطة :
02-02-2017 12:48 PM

هل السجن يكون للمتقاعدين العسكريين النشامى تلامذة الشهيد وصفي التل الذين دافعوا عن البلاد بالغالي والنفيس ....................................

2) تعليق بواسطة :
02-02-2017 12:50 PM

نعتذر

3) تعليق بواسطة :
02-02-2017 12:51 PM

ومن سخريات الاقدار ان يكون الملاحقة للمتقاعدين العسكريين النشامى الذين تتجسد شخصيتهم الحالية بشخصية الضابط انس الذي قال لصاحبه عمر اناودي احميك من نفسك

4) تعليق بواسطة :
02-02-2017 02:30 PM

.
-- سعى جلاله الملك في بدايه حكمه ليكون ملكا راعيا بينما سعى الفريق الأقرب ليكون له دور تنفيذي ليضربوا بسيفه وقد فعلوا وتمادوا ولم يكن الامر بنيه تمتين الحكم فهو متين اصلا بل كان للاستفاده الشخصيه ليس بقطف الثمار بل بتحطيب الشجر المثمر

-- الإعتقال قصير النظر وخدم ابطاله لانه ليس لهم أجنده سياسيه فهم إصلاحيون ضد الفساد ولو كنت فاسدا لاسرعت بإخراجهم قبل تدخل موسسات رقابيه دوليه
.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012