نجوم الشمال يبحثون عن تحسين اوضاعهم في أندية العاصمة

الأحد , 19 أيار/مايو 2024

نجوم الشمال يبحثون عن تحسين اوضاعهم في أندية العاصمة

24-07-2017 12:10 PM
كل الاردن -
دون أدنى شك لن يعترض أي أحد على الهجرة الكبيرة التي تتعرض لها أندية الشمال عامة، حيث باتت تفقد العديد من نجومها مع بداية كل موسم، اثر المغريات المادية التي تقدمها أندية العاصمة لهؤلاء النجوم، بالرغم من أن هذه الظاهرة التي ازدادت في السنتين الأخيرتين هي عبارة عن حق مشروع للاعبين والأندية التي تتسابق على استقطابهم في ضوء العمل بنظام الاحتراف، لكن المعضلة التي قد تواجه الكرة الأردنية انخفاض المستوى الفني العام لبعض اللاعبين، وبالتالي التأثير سيلحق بالمنتخبات الوطنية، جراء تجمع هؤلاء في ناديين أو ثلاثة، وقد تصبح فرصة المشاركة لبعض اللاعبين شحيحة في ظل (الزحمة ) التي تشهدها أندية العاصمة (ميسورة الحال)، والقادرة على جلبهم للعاصمة في ضوء المبالغ الكبيرة التي بات يسيل لها لعابهم، أي أن ما كان يسمى الانتماء للنادي وقميصه وقريته او مدينته التي تعتبر بمثابة مسقط رأسه، تلاشت هذه المقولة، وأصبح الانتماء بمدى ما يدخل لجيب اللاعبين.
وبالطبع هذه الهجرة لم تكن جديدة لكنها تزداد بكثرة، ففي الوقت الذي جاء فيه لاعب العربي وابن الرمثا يوسف ذيابات في اخر السبعينيات ليلعب مع الأهلي لوجوده في صفوف الاتحاد الرياضي العسكري ومثله فعل زميله لاعب الرمثا سامي السعيد في الثمانينيات الذي مثل الفيصلي لسنوات طويلة، فأعتبر الأمر غريبا، وخاصة الأخير حتى وصل الأمر عند بعض المتطفلين إلى اطلاق عبارة (الخيانة) في مثل هذه المشاهد، وتبعهما الراحل خالد الزعبي الذي لعب للجزيرة ولحق بهم هداف الجليل ابراهيم عبد الهادي للوحدات، فيما اختلفت الموازين بعد الانتقال من عالم الهواة إلى المحترفين، وربما ظل الأمر بمثابة العيب في أول سنتين ان ينتقل اللاعب من ناديه إلى ناد منافس، لكن مع تقبل وهضم فكرة الاحتراف لم تعد عملية الاحتراف من المحرمات، فتبادلت الأندية اللاعبين فيما بينها.
ولعل المتابع الآن لتهافت اللاعبين من أندية الشمال إلى العاصمة وغيرها يدرك تماما انها ساهمت بـ'تذويب' النادوية، فمن كان يصدق أن يأتي على سبيل المثال حمزة الدردور من الرمثا إلى الوحدات، وتوالت كوكبة الانتقالات واكتمل نصاب الوحدات بوجود احسان حداد وسعيد مرجان حيث لعبا للرمثا في حين كتب النادي العربي هوية الشهرة للاعبين منذ الصغر وفي وقت سابق جاء يوسف وياسر الرواشدة ولعبا للفيصلي ومحمد ابو زريق الذي عاد للشمال مؤخرا، وقبلهم كابتن الجزيرة عامر ابوهضيب، وهناك الكثير من الاسماء سبقتهم أمثال: لاعب الحسين محمد الشطناوي الذي لعب للفيصلي وسار سليمان السلمان على نفس الدرب، وفادي عوض من الجليل للوحدات وعلي ذيابات في الجزيرة وابراهيم السقار ايضا، واستقطب اليرموك مؤخرا كوكبة أخرى من الرمثا وقبل ذلك جاء وسيم البزور من الرمثا لشباب الأردن.
وبالطبع هذه الهجرة قد تلحق الاذى بأندية الشمال عامة، في حال مقارنتها مع أندية الزرقاء التي عانت هي الأخرى من هجرة نجومها في مختلف الألعاب لأندية العاصمة، لكن في المحصلة غابت هذه الأندية في هذه المحافظة الكبيرة عن الاضواء ولم تتمكن أنديتها من التواجد لا في أندية الاضواء ولا حتى في 'المظاليم'، وقبعت في الدرجات الدنيا بالرغم من أن مدينة الزرقاء (ولادة) للنجوم والهدف الشهرة والمال، ولهذا نخشى أن تنتقل العدوى لأندية الشمال، وبالتالي تعجز أندية الشمال عن زيارة احد فرقها لدوري المحترفين نظرا لهجرة نجومها صوب أندية العاصمة.
ومع ذلك لا مجال للاعتراض على ما يجري لا سيما وأن هؤلاء اللاعبين الذين امتهنوا الكرة خسروا الكثير مقابل ذلك، في المقدمة الدراسة والشهادة الجامعية، التي لن تدر عليهم بوظيفتها سوى القليل القليل مقارنة مع اقتحام عالم الاحتراف والمال، وبعد أن اصبحت (الكرة) وسيلة 'استرزاق' وهذا من الحقوق المشروعة للاعبين.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه دوما في مثل هذه القضايا (ما هو دور اتحاد اللعبة والأندية) ؟، ونحن نقول يمكن للشريكين (الاتحاد والأندية) أن يساهما في التقليل من الاضرار، بحيث يفرض الاتحاد على الأندية تحديد السقوف في عملية انتقال اللاعبين، وبالاخص ما يتعلق بالسقف الأعلى، مع العلم أن بعض الأندية قد يلجأ إلى (الـتزريق من تحت الطاولة) وهذا ما يحدث كثيرا، لكن في المحصلة ستوقع العقود من اتحاد الكرة ، وفي حال وجود خلافات مالية بين الأندية ولاعبيها لن تعترف بها لجنة اوضاع.