أضف إلى المفضلة
الإثنين , 20 أيار/مايو 2024
الإثنين , 20 أيار/مايو 2024


التالي على الأجندة
21-11-2011 11:29 PM
كل الاردن -


ناهض حتر
هنالك قناعة لدى النخبة السياسية الأردنية بأن النظام السوري سوف ينهار قريبا. والسيناريو هو منطقتان عازلتان على الحدود التركية والأردنية. سوف ينتهي الأمر سريعا, ثم تنتقل المدحلة الأطلسية إلى الجزائر!

لديّ خبرة شخصية مع العديد من السياسيين الأردنيين دلتني على أنهم يعرفون القليل جدا عن سورية. وأذكر أنني كنت أتحدى العديد منهم في توقعاتهم الأكيدة حول سقوط النظام السوري في الحملة الغربية الخليجية ضده عام 2005 . الحملة اليوم هي نفسها لكن لها قواعد فاعلة في الداخل السوري مما يطرح, على سبيل الفرضية, احتمال سقوط النظام. إذا حدث ذلك, لن نكون بإزاء تكرار نموذج سابق, بل بإزاء حرب أهلية شاملة ومديدة سوف تشمل لبنان أيضا.

ما يهمني, هنا, هو أن السياسيين الأردنيين, حتى أكثرهم حصافة, يعرفون القليل, أيضا, عن الأردن وتحولاته. والسؤال المطروح بهذه المناسبة هو حول متطلبات المنطقة العازلة على الحدود الأردنية. وأولها تماسك وهدوء المناطق الأردنية المجاورة.

تُنَبّهنا الأحداث التي شهدتها الرمثا ¯ المدينة الحدودية مع سورية ¯ بأن الوضع فيها قابل للإنفجار الشديد في أي لحظة, وعند أول شرارة , باتجاه العنف. كيف,إذاً, نريد سيادة القانون والإستقرار هنا, ثم نروّج ونسهّل للتمرّد المسلّح هناك?

قد تكون الجزائر, الرقم التالي على الأجندة, لكن ماذا بشأن الأردن?

الكتلة الشعبية الأردنية, فقدت الثقة ليس فقط في الدولة, لكن, أيضا, في السياسة والوسائل السياسية. في معان مثال آخر على موديل تحصيل الحقوق المشروعة بالعمل المباشر. وهو الموديل الذي يجد الإستجابة المتحمسة والعنيفة من قبل جمهور يئس من جدوى العمل السياسي.

سعت الحكومة إلى مراضاة الرمثا في قضية مقتل أحد شبابها في ظروف غامضة لدى الأمن, وتصرفت في معان بإيجابية, وأعادت أراضي التعاونيين المعانيين إليهم, بعدما كانت أمرت بتفويضها لشركة استثمارية. لكن معالجة المشاكل بالقطعة تقود إلى تعزيز موديل العمل الشعبي العنفي المباشر. وفي رأيي أن هذا الموديل, سوف ينتشر ويتسع ويغدو الظاهرة الأبرز في البلد; إذا قمعته السلطات فهي تغامر بانفجار عاجل, وإذا خضعت له, فهي تغامر بإنهيار هيبة الدولة وأدواتها بما في ذلك هيئاتها الدستورية وأحزابها السياسية وموالاتها ومعارضتها.

في الرمثا تجمّع غضب الأردنيين المتصاعد في كل مكان, وغضب الاحتجاج على إجراءات إدارية جمركية ضارة بمصالح الأهالي, وغضب الركود بسبب الأوضاع في سورية, في غضب قضية الشاب القتيل, وفي معان تبين أن النهج النيوليبرالي الكمبرادوري الذي أوصل البلد إلى كارثة إقتصادية واجتماعية, ما يزال هو المسيطر, وما يزال يسلب الأرض من أبنائها لصالح 'المستثمرين'.

لم نَخْطُ خطوة واحدة نحو اجتثاث الفساد الكبير, ولا استعادة أموال وأراضي الخزينة, ولا مؤسسات القطاع العام , ولا مراجعة النهج الإقتصادي النيوليبرالي المولّد للثراء الفاحش وللفقر المدقع, ولم يتحرك ساكن في حل القضية الوطنية, قضية الكيان والهوية, ولا هنالك نية للبحث عن خيار خاص بنا للعدالة الاجتماعية. وحتى مشروع هيكلة القطاع العام, إلتفت عليه حكومة عون الخصاونة بالحفاظ على امتيازات نخب المؤسسات المستقلة, وهو ما سيعرقل تحسين ظروف الموظفين الكادحين من بروليتاريا القطاع العام.

سورية إلى حرب أهلية ستكون ظلالها ثقيلة على أردن معبّأ بملح البارود وينتظر الشرارة, وفي التمهيد سلسلة انفجارات صغيرة تؤدي إلى إلغاء الدولة والسياسة, نحو إنفجار الكبير في ظروف معقدة وتحفّز قوى إقليمية ودولية لاستغلال الإنفجار الأردني ضد الأردن والأردنيين.

ynoon1@yahoo.com

 

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
22-11-2011 04:18 AM

تحليل دقيق لحجم الهشاشة الموجودة وعدم وجود رؤية اصلاحية شاملة تبدا من اعتبار المحافظة على الهوية الاردنية للدولة هي الاساس والمرتكز لاية توجهات اصلاحية يتم التفكير بها، ولا يلاحظ على الحكومة الحالية وجود برنامج واضح للعمل بل الموجود هو اسلوب التعامل على اساس التعامل بالقطعة وحسب الظروف المستجدة وان لكل حادثة حديث بغياب الرؤية الشاملة

2) تعليق بواسطة :
22-11-2011 05:53 AM

السيد الكاتب المحترم، احترم وأقدر كتاباتك ولكن هلا دليتنا على الحل فيما يتعلق بحفظ هيبة الدولة وسيادتها من جهة وحفظ واعادة حقوق المواطنين المغتصبة من قبل المتنفذين واذناب النظام من جهة أخرى !!!
أنا أرى ان العدل اساس الملك والحكم، فمن فتح الباب للخلط بين التجارة والامارة هو من يجب أن يغلقة ولكن بشرط ان تعاد الامور الى نصابها، بمعنى نقبل إعادتنا 15 عاما الى الوراء ونبدأ من تلك اللحظة بشكل يحفظ هيبة الدولة وحقوق المواطنين.

وشكراً

3) تعليق بواسطة :
22-11-2011 06:54 AM

الم يذهب كل ما اسس له في الدولة الاردنية ادراج الرياح من خلال العصابات التي جعلت الفساد منهج ومدرسة؟!
استاذ ناهض اعتقد انك تضع الملح في الجرح أهذا ما تريد؟؟؟
جراح الاسلاميين قد يندمل من خلال الحصول على وطن ولو مشضى في المشرق العربي هل سوريا هذا الوطن؟ ام.......؟
حمى الله الاردن والاردنيين

4) تعليق بواسطة :
22-11-2011 07:04 AM

مرة اخرى دخولك مطبخ العمليات لا يصلح لعمل صحن شوربه بالبصل .واضح خوفك على سوريا اكثر من الاردن . وبالنهايه ادا سقط النظام في سوريا ليكن كدلك بالاردن

5) تعليق بواسطة :
22-11-2011 07:30 AM

ضربك الودع واستشراف مشهد شيطاني قادم على سوريا بحرب الاهل والعائلة السورية على مكوناتها فزاعة لن تؤجل اوتمنع اسقاط بشار الغدار. اما اذا افترضت انت ان جيش سوريا جيشاط انكشاريا" وحشيا مرتزقا تحركة دوافع بهيمة فأن هواجس الحرب الاهلية ستتحقق. الجيش العربي السوري تحت اختبار وطني غير مسبوق فلا خيار لدية سوى ان يصطف مع شعبة ويخلع صبي قم حماية لمواطنية ومكتسبات ومنجزات سوريا. التخندق في صف النظام اللقيط المذل المتوارث تخندق الباطل, لة الجولة حتى اللحظة, ولكنة سيضمحل كحقيقة حتمية لا تحتاج لضرب الودع. سوريا هي الاصل الابقي الخالد والقتلة زوال الى مزبلة التاريخ. محليا, نعم حيتان الفساد لم يرسلوا عمدا واستفزازا وتوتيرا الى القضاء وهذا استحقاق لن يتمكن عون من الاستمرار وحماية امننا وهدوئنا الداخلي بدونة, التاجيل سيضع الاردن على الحافة حماية لصعاليك وزنهم اخف من وزن ذبابة.

6) تعليق بواسطة :
22-11-2011 04:00 PM

عاش بيان العسكر مرجعيتنا الوحيدة وتحية الى ابو معتز النشمي يا تلميذ وصفي وعرار وحابس المجالي وكليب الشريدة انني ارى فيك الشهيد سعيد سيفاو والكاتب ابراهيم الكوني يا ابو معتز

7) تعليق بواسطة :
22-11-2011 04:10 PM

مقال رائع وتحليل دقيق جدا للوضع وخير دليل هو احداث السلط اليوم .
وفي حالة سقوط النظام السوري ليس بالضرورة ان يكزن النظام الجزائري التالي فالخوف كل الخوف ان يشتعل ملح البارود المنتشر بكثافة بالاردن قبل الوصول للجزائر لان الاقربون اولى بالمعروف .
وبالفعل فانه لا توجد نوايا حقيقية لمحاربة الفساد وتحديد الهوية الاردنية فبعد كل الحراك الشعبي والاحتجاجات والمظاهرات لا يزال الفاسدون يتمادون بفسادهم فمجدي الياسين يستولي على الاراضي بكل وقحاة والبهلوان يظهر فجأة وبكل بلادة وبشكل كوميدي ساخر ليتكلم عن التنمية والاقتصاد بمؤتمر البحر الميت ولا نعرف باي صفة كان ظهوره.
اما الهوية الاردنية فما يجري عكس المطلوب تماما فما زال التجنيس غير القانوي يجري على قدم وساق والادهى ان الخصاونة موقفه سلبي تماما من الموضوع الوطني الملح ، يجب قوننة ودسترة فك الارتباط .

8) تعليق بواسطة :
22-11-2011 04:49 PM

انت تقرع ناقوس الخطر خوفا على النظام و كيان الدولة ؟ نعم موقف الدوله داخليا وخارجيا بات على المحك وفي اصعب ظروفه منذ تأسيس المملكه الاردنيه الهاشميه وبعتقادي لا سبيل لتخطي إلا بتماسك و التفاف الشعب حول القياده فهو الحامي الوحيد للدوله . لا المليارات الخارجية من امريكيا والخليج ستحمى البلد من المخططات المفروضة والملحه لتغير النظام بسوريا عن طريق الحل الليبي او السابق العراقي او اذا اتجهة لحرب اهلية . الموقف الاردنى من خلال التصريحات الرسميه مع الحل عن طريق الدول العربيه باي طريقه ( تماما كموقف المغفور له الحسين طيب الله ثراه بحرب الخليج ) لاجراء اصلاحات شامله داخل الدوله السوريه عن طريق نظامها الحالي او اى ايجاد اي شخصية قادرة اخري كما جاء على لسان جلالة الملك قبل ايام , وليست مع التدخل الاجنبي وحلف الناتو او التركي المزعوم وهذا في النهايه سيزعج امريكيا والاتحاد الاروبي ودول الخليج . من خلال الاصرار على هذا الموقف ترسل عن طريقهم رسائل من الداخل للدوله بأن مفتاح استقراره بايدي خارجيه من خلال كتاب ومحللين وعن طريق قوى واحزاب و احداث مفتعلة لها قراءاتها . حمى الله الوطن من النفاق السياسي المرسوم للمنطقه .

9) تعليق بواسطة :
22-11-2011 08:25 PM

:-x قراءه مستفيضه للاستاذ ناهض للواقعين السوري والاردني ونظره مستقبليه فاحصه ندعوا من الله ان تكون ورديه للقطرين الشقيقين

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012