أضف إلى المفضلة
الإثنين , 20 أيار/مايو 2024
الإثنين , 20 أيار/مايو 2024


السلط... أسباب الأزمة
29-11-2011 10:17 PM
كل الاردن -




ناهض حتر
أربعة أسباب تقف وراء أزمة العنف المتجددة في السلط بشقيها (من العنف الجهوي العشائري والعنف بين الأهالي وقوات الأمن).

هنالك, اولا, البعد المجتمعي الخاص بالبطالة والتهميش وانغلاق الأمل, وبالتالي تحويل العديد من الشباب إلى قبضايات.

وهنالك, ثانيا, البعد السياسي الخاص بالمساعي الدؤوبة لزعامات محلية لإحياء وتوليف عصبيات تزعمية أو انتخابية أو الخاص بثقل القبضة الأمنية التي تعرقل تطور العمل السياسي الديموقراطي في مدينة السلط.

لكننا, اليوم, لن نتحدث عن هذين البعدين, بل عن بُعدين آخرين يتضافران لتفاقم تلك الأزمة وانفلاتها والعجز عن استيعاب انفجاراتها, وهما:

الحكم المحلي, ذلك أن نصف المشكلة في السلط تكمن في المحافظ الذي نرى - مع احترامنا له - أنه غير مؤهل لممارسة دور الحاكم الإداري الأول في محافظة وعرة وشديدة التعقيد والحساسية مثل محافظة البلقاء ومركزها السلط.

البلقاء تحتاج إلى محافظ مدبّر قادر على التواصل الحي مع كل الفئات والعناصر, وإدارة العلاقة مع المجتمع المحلي بحزم ومرونة ونظرة وفهم عميقين للوحة المجتمع وقدرة لا تكلّ على المتابعة والمبادرة والحس المسؤول.

محافظ البلقاء الحالي شاب طيب لكن قدراته لا تتناسب مع البلقاء والذنب ليس ذنبه, بل ذنب صاحب القرار المعني الذي لا يلتفت إلى الصفات المطلوبة في محافظ كل محافظة, كما لا يلتفت إلى ضرورة تدريب الحكام الإداريين في كل المراتب على فنون التعامل مع المجتمعات المحلية بتعقيداتها.

يوم السبت الماضي, توجهت مجموعة من الشباب السلطية والعبابيد إلى محافظ البلقاء للتباحث معه في كيفية استيعاب شجار طلابي حصل في الجامعة. لكن عطوفته لم يكن عنده الوقت لاستقبالهم! كان أحرى به أن يذهب هو إليهم وإلى غيرهم من الفعاليات السياسية والمجتمعية لتلافي تصعيد محتمل. لكن محافظ البلقاء متحصن في مكتبه, ويقرأ مجتمعه المحلي على شاشة الحاسوب أو على الورق. وجراء عدم اهتمامه الجدي بالشجار الطلابي واحتمالاته, تفاقم الموقف ليشغل مدينة السلط وجوارها, أياما.

الحكم المحلي يحتاج إلى وقفة متأنية من حيث الكوادر والتأهيل والتدريب ومستوى التسيّس و السمات الشخصية والقدرات الخاصة ومنها القدرة على المبادرة والتوقع. حتى أنني أرى ألا يتسلم محافظ موقعه قبل أن ينجز دراسة عن محافظته' وإقتصادها وتركيبها الاجتماعي والسياسي والطبائع النفسية والثقافية لأهلها.

نصف المشكلة الثاني يكمن في الأسلوب الدركي في المعالجة الأمنية. فبعدما فشل الحكم المحلي في تلافي انفجار المشكلة, توكَل إلى الدرك مهمة استيعابها بالقوة. وما زال الدرك يثبت عجزه عن المعالجة الجراحية للأحداث, بل يوجه عنفه للجميع من دون حساب ولا مراعاة, فتسقط قنابل الغاز على البيوت ويتم التعامل بفظاظة مع مواطنين محترمين ومسالمين وكأنهم من أهل العنف, بينما يتم, أحيانا, تجنّب الاصطدام مع الآخرين! وما هي إلا ساعات حتى يكون المجتمع المحلي قد شعر بالإهانة وبدأ يتعاطف مع المجموعات الشبابية العنفيّة, ثم ينقلب الحدث من المواجهة الجهوية العشائرية إلى مواجهة دامية بين الشباب والدرك. وعندما تحدث مثل هذه المواجهة, أي بمجرد وقوعها, يمكننا القول إن المعالجة الدركية قد فشلت.

حتى عندما يتعلق الأمر بفض نزاع محلي لا عقلاني, فإنه لا شيء يسمح للدرك بممارسة عنفية مفرطة ولا شيء يسمح لها بتوجيه الإهانات لا للأشخاص الذين هم خارج الاشتباك ولا للأشخاص المتورطين. فالدرك مؤسسة أمنية عامة ينبغي أن تتحرك في ضوء استراتيجية اجتماعية سياسية شاملة, وليست شركة أمن وحماية خاصة وبالتالي فممنوع عليها العنف إلا بمقدار مواجهة العنف, وممنوع عليها الإنتقام, وممنوع عليها تحويل المعالجة الأمنية التي تستهدف جماعات العنف إلى مواجهة - بلا طائل - مع مدينة ومجتمع وعشائر.

ynoon1@yahoo.com

 

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
30-11-2011 06:03 AM

والله صح لسانك

2) تعليق بواسطة :
30-11-2011 06:27 AM

الاخ ناهض حتر اسعدت صباحا
وضعت يدك على الالم باالضبط .. لهاذا نريد رجل بثقل السيد الخصاونة
ليضع الرجل المناسب في المكان المناسب
وعتبي على الاخ السيد حسين المجالي ف مصنع الرجال يريد اعادة تأهيل وصيانة
لان ثقتنا باالجيش والامن كبيرة جدا ووطننا والحمدلله بخير وجيشنا بخير وامننا بخير ولكن
......... للجميع تقديرنا واحترامنا وحمى الله وطننا ومليكنا من اي فتن من دخل على اليوتيوب يعرف ماذا اقصد والله من وراء القصد

3) تعليق بواسطة :
30-11-2011 06:36 AM

استاذ ناهض لقد وضعت يدك على الجرح من خلال تشخيصك لقصور الحكام الاداريين لمعنى المجتمع والمجتمع المحلي والمجتكع الجماهيري ومجتمع الحشد الآني جميعها مصطلحات بحاجة لان يتعرف عليها الحاكم الاداري وان يتم تدريبه عليها حتى يستطيع ان يكون على تواصل مع جميع فئات وشرائح المجتمع.
اما عن المواجهة الدركية للشباب المعطل عن ان يقوم بدوره الطليعي فهو مدروس ليس فقط من المسؤول في جهاز الدرك او القائد للكتيبة او الوحدة في جهاز الدرك فقد تم تعبئة الشباب على ان يعنّفوا اي كان في المجتمع فقد رسم لهم الدور وتمت تعبئتهم على ذلك.
فالعلاج يجب ان يكون من الشباب والى الشباب وبالشباب لا بالعنف ولا الشدة والحزم ولكن من خلال برامج وطنية تبني ما تم هدمه في المواطنة والوطنية وباسلوب ديمقراطي منفتح ليس باسلوب التمترس وراء الاصنام والأزلام.
حمى الله الاردن والاردنيين من كل ضعاف النفوس

4) تعليق بواسطة :
30-11-2011 08:42 AM

أبدعت استاذ ناهض حتر في تحليل.. أسباب الأزمة في السلط عندما قلت أربعة أسباب تقف وراء أزمة العنف المتجددة في السلط يقول الفرنسيون عند حدوث مشكلة ما 'Cherchez la femme' أي ابحث عن السبب والتي غالبا ما تكون امرأه واسمح لي هنا ان أضيف سببا خامسا و هو "" cherchez l’homme"""'اي ابحث عن الرجل خلف هذه الشجارات في أواخر الستينات وحتى نهاية السبعينات غير مدير المناهج في التربية الكتب المنهجية وزاد الطين بله ان مدير المناهج اصبح وزيرا للتربية خلال ثلاث وزارات متلاحقة ليثبت التغيير في المناهج وكانت النتبجة واضحة في التأثير التربوي والنفسي على شباب البلقاء خاصة والشباب الاردني عامة حيث تغربوا السلطية في جبال تورا بورا وانتشروا في افغانستان والصومال والعراق وما يحصل الان في السلط هو حصاد ثقافي وتربوي ونفسي لزرع الزوان مع القمح في السنوات السابقة نعم.. نعنم كن شجاعا أستاذ حتر.... و"" cherchez l’homme!!!!!

5) تعليق بواسطة :
30-11-2011 09:29 AM

سمعنا كثيرا عن مشاكل قوات الدرك وعدم العقلانية في تعاملاتهم.. سواء في المسيرات أو المباريات أو المحافظات من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب.. ولكن تبقى سياسة فرق تسد هي الأقوى.. فعندما يعترض البعض على الدرك يأتي البعض ويقول أنهم قوات وطن ويقومون بعملهم.. وهذا البعض هو نفسه من يعترض عليهم في وقت آخر.. ولكن لن يتم الاعتراف بهذه الحقيقة

6) تعليق بواسطة :
30-11-2011 05:12 PM

لقد وضعت يدك على الجرح تماما فالمحافظ لم يكن على مستوى الحدث ابدا كما ان تدخل قوات الدرك بقسوة كبيرة مبالغ فيها واعتقال من ليس له شأن ابدا بالاحداث وكيلهم الشتائم للمارة بلا سبب زاد الطين بله.
ابناء السلط يريدون اقالة المحافظ الدي اثبت فشله بالكرك ثم اثبت فشله الاكبر بالسط .
وكل الشكر لك يا ناهض لانك رجل ولا كل الرجال.

7) تعليق بواسطة :
30-11-2011 05:20 PM

نتفق معك المحافظ الجيد هو صمام امان لمحافظته خذ مثلا محافظ الزرقاء الذي نجح فب تطويق ازمة كادت ان تحرق الاخضر واليابس

8) تعليق بواسطة :
30-11-2011 08:20 PM

اخالفك الراي .ليس للمحافظ ولا حتى للحكومه ذنب ( المشكله الحقيقيه بالعقول والعنجهيه المتخلفه والمتمرده على اشي فاضي .وهذا ما يحصل في مجتمعنا طبعا لا اعمم

9) تعليق بواسطة :
30-11-2011 08:44 PM

نبارك لحزب الحريه والعداله الفوز الكبير في مصر ووكذلك في تونس والمغرب وقريبا ان شاء الله في سوريا

10) تعليق بواسطة :
30-11-2011 08:55 PM

The university students and their teachers need training. from my experience, as a student, the teachers at our universities treat students with great humiliation, and the students try to show that they can do something. .

11) تعليق بواسطة :
01-12-2011 05:48 AM

ابارك للكتله المصريه وللمصرين الاحرار وعقبال الاردن

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012