أضف إلى المفضلة
الأحد , 19 أيار/مايو 2024
الأحد , 19 أيار/مايو 2024


الصراع في سوريا.. أزمة تهدد المشرق العربي
07-01-2012 11:11 PM
كل الاردن -



نصوح المجالي

يخطئ من يظن أن الاوضاع في سوريا سنتهي بنقل السلطة من فريق الى فريق, وفق السيناريو الذي حدث في تونس أو مصر أو ليبيا, ويخطئ من يظن أيضاً أن الوضع الذي ساد في سوريا منذ اربعين عاماً وأنعقد الحكم فيه لحزب وطائفة حاكمة سيستمر ايضاً, فالتغيير في سوريا قادم لكنه يمر بسيل من الدماء لأن كلاً من طرفي المعادلة في سوريا يعتقد ان فوزه لا يتم الا بهلاك الفريق الآخر.
التحدي الاساسي الذي يواجه الرئيس بشار الاسد, أن يجد صيغة سياسية جديدة تدخل معه شركاء حقيقيين في مؤسسة الحكم, تُشرك اطياف الشعب السوري وطوائفه الاخرى بشكل حقيقي في الحكم, بحيث يتحول الحكم في سوريا من حكم الطائفة والحزب الى حكم جميع أطياف وطوائف الشعب السوري.
كما ان انهاء النظام السوري بتدخل أجنبي سيفتح ابواب جهنم ليس على سوريا فقط ولكن على المشرق العربي, لأن سوريا متشابكة مع جميع الملفات الاساسية في الصراع في المنطقة وأي ضربة عسكرية لسوريا لن تتوقف عند استبدال النظام بل قد تتعداه الى تفتيت نسيج الشعب السوري مما يضعف الموقف العربي ويفتح الباب لتفاقم الصراع على المستوى الاقليمي .
ليس القصد من هذه المقاربة تبرير موقف النظام السوري الذي يقف في مواجهة شعبه, الا ان الخطر قد يطال بلدنا الاردن أيضاً, ليس فقط بتدفق اللاجئين وهو امر متوقع لكننا في الاردن لا نعرف كيف ستتطور الامور في سوريا الجار الاقرب, وكيف ستؤثر على بلدنا والمنطقة, ولا نعرف ما هي القوى التي ستصل الى السلطة في سوريا والى أين ستذهب بالمنطقة.
بالتأكيد هناك قوى سياسية عديدة على الساحة السورية تسعى للخلاص من النظام السوري ومنها قوى اسلامية مُنخرطة في الصراع وهناك تدخلات خارجية تؤجج الصراع في الساحة السورية.
من منظور اردني مصلحتنا ان لا نتدخل كدولة في الصراع الدائر في الساحة السورية, الا من ناحية انسانية وفي اطار الجهود العربية.
نحن بالتأكيد مع حق الشعب السوري في طلب الديمقراطية والحرية واصلاح نظام الحكم في سوريا ومع ايجاد توافق سياسي في الساحة السورية على قاعدة الاصلاح الديمقراطي والتداول السلمي للسلطة فذلك هو الطريق الاسلم لحل الازمة.
لا يمكن لجيش من لون واحد مصمم على مواجهة شعبه بالعنف, ولديه الاحساس بأن التغيير السياسي سيعني الغاء نظامه ان ينحاز للشعب ولا يمكن لحراك سلمي يستند الى معارضة منقسمة ان يحقق نتائج سريعة, فالصراع في سوريا طويل وباهظ الثمن على سوريا والمنطقة.
والنظام السوري لا ينهار الا في حالتين, الاولى انقسام الجيش السوري بشكل حاد وهذا أمر قد يحدث اذا ما تعرضت سوريا لهجوم خارجي, والثاني التدهور الاقتصادي نتيجة الحصار والعقوبات والعصيان المدني وهذا هو البُعد الاخطر على النظام السوري, لكن حدوثه يحتاج الى وقت طويل لأن سوريا تتمتع باكتفاء ذاتي في العديد من المجالات, مما يعطيها المجال للصمود فترة طويلة, عدا عن عوامل اخرى منها أن الطوائف الاخرى غير السنّة لديها الاستعداد للتحالف مع النظام السوري لقلقها من وصول الاصولية الاسلامية الى الحكم في سوريا.
كما أن البرجوازية الاقتصادية والمالية في سوريا تنحاز للحكم خوفاً على مصالحها حتى لا يحدث في سوريا ما حدث في العراق, كما ان كل من العراق وايران سيواصلا الانفتاح على سوريا.
عدا عن احتمال انفجار صراعات جانبية مفتعلة من قبل اسرائيل وقوى خارجية قد تعيد توجيه الاحداث في سوريا والمنطقة.
قطعاً سيؤدي انهيار النظام السوري في هذه الظروف وخاصة اذا تم بعدوان خارجي الى مخاطر وصراعات داخلية واقليمية.
والخروج من المأزق الراهن يحتاج الى رئيس سوري يتمتع برؤية مستقبلية وليس رهينة لاجهزة الامن و يضع وحدة سوريا شعبا ودولة كأولوية فوق الاولويات الطائفية والحزبية.
فاذا ما استقرت سوريا على حل توافقي ينظم التداول السلمي للسلطة سينعكس ذلك على استقرار المنطقة.
اما اذا انزلقت سوريا الى مزيد من الصراع الاهلي الداخلي ستدخل اطراف أخرى ساحة الصراع وستجر الازمة المشرق العربي الى متاهات وصراعات، اشبه بما حدث في حرب لبنان الأهلية، والصراع الدائر في العراق .

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
08-01-2012 11:45 AM

اءن مقالك في غاية الصراحة والوضوح وقد اشرتم الى جميع الخيوط والمعطيات التى تحيط بسوريا وانت احد القلائل الذين اشاروا بأن ما يجري في سوريا له تأثير على الاردن بل اضيف ان هناك تداعيات كبرى على الاردن على المدى القريب والبعيد ايضا لان القوى الخارجيه تتربص على المنطقه وليس على الاقليم السوري فقط ومما اشرتم بعدم وجود بديل مريح للسلطة وهنامكمن القلق ومصدر التداعيات المدمرة للمنطقة كلها حيث سينشاء فراغ كبير اذا ما انهارت السلطه في ظل الانقسامات المسلحه والطائفيه المتغذيه خارجيا وشبح الحرب الاهليه طويلة الامد وهنا لابد من تضافر كل الجهود للحلول التوافقيه كما اشرتم ولا بد ان تكون هناك حلولا توافقيه محليا واقليميا والبديل الاخرهوالمنزلقات الخطيره وهي ليست لمصلحة احد سوى اعداء الامه

2) تعليق بواسطة :
08-01-2012 12:13 PM

1-((لأن كلاً من طرفي المعادلة في سوريا يعتقد ان فوزه لا يتم الا بهلاك الفريق الآخر))؟؟؟؟!!!!!! كيف تساوي بين الضحية والجلاد؟؟!! ام نحن المدافعين عن الثورة كالعادة قاصري النظر تاريخيا وحاليا عن طبيعة النظام السوري؟؟!!انت تذكرني بهذا المنطق بالمتحدث باسم البيت الأبيض ابان حرب غزة والذي قال نفس الجملة في تبريره للعدوان الإسرائيلي من خلال مساواته بين الجلاد والضحية كعادة تعاطي السياسة الأمريكية مع الموضوع الإسرائيلي ..الآن بت تستخدم نفس الأسلوب مع الموضوع السوري ولا اعرف لما ؟؟!!. وهذا واضح من خاتمة المقالة بحيث تطلب من من انزل الدبابات والجنود ليقتل شعبه ان يتداول السلطة( توافقيا) مع المعارضة وبالتالي لبننة سوريا وهنا في الحقيقة الخطر الحقيقي وليس الخلاص من النظام السوري ولو حتى عسكرياً

3) تعليق بواسطة :
08-01-2012 04:08 PM

الجيش السوري الحر هو نواه الجيش السوري الذي سيحرر سوريا من النظام الطائفي المجرم عندما تتهيء له الظروف المناسبه ومن المعروف بان شبيحه النظام الماجورين والذين تدفع رواتبهم واعطياتهم من النظام الخميني ووظيفتهم مراقبه عناصر الجيش الذين يمتنعون عن قتل ابناء شعبهم
المنطق والعقل والتاريخ يقول بان تحكم هذه العائله الطائفيه بمصير سوريا العروبه وشعبها العظيم وتوريث الحكم الذي طال طبيب عيون مغمور بعد ان لقى ولي العهد مصيره المحتوم والذي تتحسر عليه والدته لانه كان شديد وقاسي القلب كابيه حافظ سفاح حماه ولو طال به العمر لتمكن من حكم الشام بقبضه حديديه اي ان بشار قلبه يقطر رحمه ورافه بالسوريين
ان المنطق يقول بان سوريا لم تكن يوما تركه لعائله قرداحيه تسلقت كرسي السلطه بانقلاب احمر على رفاق الامس باسم الحزب وتصحيحه والتحرير والممانعه الزائفه
الجماهير المتعطشه للحريه كسرت حاجز الخوف ولن ترضى بالذل والمهانه بعداليوم وها هي تدفع ضريبه الكرامه بدماء الشهداء التي تسيل يومياعلى ايدي عصابات النظام وانها لثوره على الظلم وحكم العائله المطلق التي لن ينطفيء لهيبها الا وقد تحررت سوريا من جور الطغاه وسوف لن تنزلق الامور لما هو اسوأ من هذه الحاله وستعلن الاقليات تاييدها لحكم الشعب والقانون والنظام والدوله الديمقراطيه والتي ستوفر الامن والامان للطبقه البرجوازيه الماليه والاقتصاديه التي يتحكم بها اليوم ابناء مخلوف

4) تعليق بواسطة :
08-01-2012 06:57 PM

الى 2+3 ارى من المستحسن ان تتركوا التعليق على المقالات وبشكل خاص المتعلقه بسوريا لعدم وجود اي موضوعيه او اي بعد نظر في طروحاتكم والبعيده كل البعد عن جوهر الموضوع لان الموضوع ليس بالعاطفه المجيشه المتأثره من المؤسسات الاعلاميه الخادعه واتمنى عليكم قراءة التاريخ لا بل الماضي القصير ولا تزعلوا فالنصيحه جيده في كل الاحوال

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012