أضف إلى المفضلة
الأحد , 19 أيار/مايو 2024
الأحد , 19 أيار/مايو 2024


الولاية العامة في تطبيقات العلاقة مع الاسلاميين
09-01-2012 11:01 PM
كل الاردن -

 ماهر ابو طير

 
ليست كل الملفات بيد الحكومة فعلياً، لان هناك توجهات معينة للحكومة، تم الاعلان عنها، ثم التراجع عنها، بشكل تدريجي، اعتماداً على ان الناس بلا ذاكرة وسرعان ما ينسون ماقد قيل، والتراجع بحد ذاته يقول الكثير.

الحكومة لديها الرغبة بحل عقدة ملف جمعية المركز الاسلامي الخيرية، واعادة الجمعية الى الاخوان المسلمين، والاخوان تفاءلوا ووضعوا شروطهم لتصحيح اختلالات الهيئة العامة، وغير ذلك من شروط ورغبات.

الوزيرة المختصة دخلت على الخط، ايضاً، وقالت ان ادارة الجمعية خلال السنوات الماضية لم تكن شرعية، لان القانون لا يسمح الا بادارة مؤقتة لبضعة شهور، وعلى هذا مهّدت لاعادة الجمعية، لكنها نسفت شرعية كل قرارات الهيئة المؤقتة خلال السنوات الماضية.

فجأة ومن غامض علم الله، يتبدى خط التباطؤ والتراجع، فتخرج الحكومة وتعلن ان الامر بحاجة الى وقت اطول، وان هناك تعقيدات في الملف، وان اعادة الجمعية تحتاج الى اجراءات ادارية، وهذا كله يقول انه تم التراجع فعلياً عن اعادة الجمعية بشكل غير مباشر.

في قصة اخرى قرأنا تصعيداً في التصريحات حول قرب قدوم خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الى عمان، وتحدث مسؤولون لدينا عن الزيارة المرتقبة، وانها ستجري هذا الاسبوع، ويمر اسبوع تلو اسبوع، فلا يأتي الرجل، ولا تأتي اخباره.

تندفع الحكومة باتجاه تصحيح العلاقة مع حماس، ويصف الرئيس خروج مشعل من الاردن بأنه كان خطأ دستورياً، لان مشعل اردني ولا يجوز اخراجه، وتحتفل حماس بالتصريحات، وترد على الحسنى، بأحسن منها في تعبيراتها عن العلاقة المقبلة.

فجأة ومن غامض علم الله، ايضاً، يتبدى خط التباطؤ والتراجع، فتبرر كل الاطراف تأخير الزيارة بأسباب لوجستية تارة، وبأسباب غير مقنعة تارة اخرى، ويخفت الحديث عن الزيارة تدريجياً، وتضعف فرصة الزيارة الى درجة الاضمحلال، ان لم نكن مخطئين.

علينا ان نلاحظ ان التصعيد الحكومي باتجاه تعبيرات اسلامية داخلية وعربية، تتم مقابلته بعرقلات سياسية، وكلما رفعت الحكومة من مؤشرات الاقتراب من خطوط معينة، كلما اثبتت الايام، ان ما بعد ذلك هو تباطؤ وهبوط وتجميد وتراجع.

هذا يعني ان هناك اختلافات في عقل الدولة المركزي ازاء ملف الاسلاميين تحديداً بتعبيراتهم الاردنية والفلسطينية ايضا، وهذا يؤكد المعلومات التي تقول ان هذه الاختلافات ايضاً موجودة داخل ذات الفريق الوزاري الذي له اراء متناقضة ازاء هذه الملفات.

من حق الحكومة ان تخط الدرب الذي تريده، غير انه ليس من المناسب، بلورة مبادرات حكومية ثم التراجع عنها، بما يشي ان القرار ليس حكومياً منفرداً، او ان القرار تتم عرقلته، او التحفظ عليه.

من الاولى ربما ان يكون هناك تنسيق مسبق، بما يؤدي الى بلورة قرار متفق عليه او مبادرة ُموّحدة، لا تتعرض لاحقاً الى التفتيت او التجميد.

الاعلان عن مبادرة، ثم عدم القدرة على بلورتها او الدفاع عنها، او الاستمرار بها حتى النهاية، دليل ساطع على تطبيقات الميدان، بشأن الولاية العامة التي تظهر فرقا كبيراً بين الكلام والواقع، في ملف الاسلاميين على وجه
الحصر والتحديد.
التعليقات

1) تعليق بواسطة :
10-01-2012 08:31 AM

يمكن القول ان هناك مرتكزات ومتغيرات تتغير ووفقا (لردة الفعل) اوالشد والجذب :
1- قال صلى الله عليه وسلم (( إذا تقرب اليّ عبدي شبرا تقربت اليه ذراعا ، واذا اتاني يمشي اتيته هرولة) او- كما قال صلى الله عليه وسلم – ولم تتعامل الحركة الاسلامية مع الحكومة بهذا المنطق ابدا ، فحين تقربت الحكومة بأعادة حركة حماس - المقربّة من الجماعة - لم تلق الحكومة من الجماعة الا بعدا ورفعا لسقف المطالبات والاعتصامات ، وحين مشت الحكومة في موضوع إعادة الولاية للجمعية الاسلاميّة للحركة ، لم تقابل الا بهرولة الحركة للاستعراضات القتالية و العصبات الخضراء ، بالمحصلة الحركة الاسلامية لا تبدي (ايجابية ) واضحة بالتعامل مع اي قرار اوايّة بادرة حُسن نيّة من قبِل الحكومات ...
2- لا بد من الاشارة ان اعادة الجمعية (بتلك السرعة) كان قرارا سياسيا اكثر منه قانونيا ، وقد يكون استدراك الحكومة لذلك ليس تراجعا بقدر ما هو تصحيح واعادة صياغة لذلك (التّسرع) ، ولكن لا بد هنا من الاشارة الى ان الامور يجب ان تسير وفق (نسق موّحد) ، فلا يعقل ان تبدأ الدولة بسياسة العدل وفرض لهيبة الدولة (بالقانون) ، ثم تأتي لإتخاذ قرار سياسي يتناقض مع ذلك المسار وينأي عن اسلوبها وسياستها التى اختارته هي طواعية ليكون منهاج واسلوب عمل لها .
3- اعتقد انه يجب الموازنة والمفارقة جيدا بين السياسية وبين القانون ومنع التداخل بينهما ، ويجب ان يطغى ويغلب اتخاذ القرار المناسب العقلاني وبين الفعل وردة الفعل ،ولا بد من العزل والتفريق بين سياسة الاسترضاء وتهدئة النفوس وبين الحزم وتطبيق القانون وفرض هيبة الدوله ، حتى يمكننا العبور الى الضفة الاخرى من خلال نهر الاصلاح بأمان وسهولة وبأقل التكاليف .

2) تعليق بواسطة :
10-01-2012 08:10 PM

والله لو تعلمون رأينا فيكم لما خرجتم من بيتكم , طير بلا نفاق , كل اقلامكم الى المحرقة ,تغازلون القادم الجديد وتمدون السنتكم الى المغادر , الحقيقة في الصف الاخر !!

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012