أضف إلى المفضلة
الأحد , 19 أيار/مايو 2024
الأحد , 19 أيار/مايو 2024


الموقف من الاخوان المسلمين بين النقد والتحريض
09-01-2012 11:07 PM
كل الاردن -


لميس اندوني

 

التغذية الرسمية للعصبوية الاقليمية والعشائرية بدأت تتغلغل في المجتمع واصبحنا نرى اصطفافاً داخل النسيج المجتمعي



حملة التحريض على الاخوان المسلمين, التي تصل حد الدعوة الى اصطفاف المجتمع والاطياف السياسية ضدهم, لا تهدد بتقليص مساحة الحوار السياسي والفكري فقط ,بل قد تهدد السلم الاهلي ايضا.

فاتهام الاخوان بأنهم 'جماعة التوطين', التي بالمناسبة اصبحت تهمة جاهزة عند البعض بهدف اسكات الحديث حول الحقوق المدنية, تحمل في طياتها خطر اثارة احد مكوني المجتمع الاردني ضد المكون الثاني ويمنع اي حوار صريح وبناء حول العلاقة الاردنية- الفلسطينية.

إن حملات التحريض ضد الاخوان وشيطنتهم, مع احتفاظي بحقي وحق غيري بنقد وحتى معارضة الحركة, تتناقض مع هدف اقامة نظام سياسي يضمن ويصون التعددية السياسية, فمن المرفوض تقسيم المجتمع الى 'وطني' و ضمنياً, وإن لم يكن حرفياً, 'عميل' على طريقة الرئيس جورج بوش القائلة بأن 'من ليس معي فهو ضدي', وفي الحالة الاردنية يذهب البعض الى تطوير المقولة الى معنى اكثر تطرفاً فتصبح 'من ليس معي فهو غير وطني' او حتى 'عميل'.

للاسف هذا التفكير, الذي تقويه التغذية الرسمية للعصبوية, بدأ يتغلغل في المجتمع وأصبحنا نرى الاصطفافات الانقسامية تتفشى وتتغلغل في الحراك الشعبي حيث اختلطت الافكار والمطالبات التقدمية بمفاهيم اقصائية تحت شعارات يسارية تتناقض مع الفكر والقيم اليسارية المتمثلة بالعدالة والمساواة.

نستطيع ان نفهم الى حد بعيد ان نجاح المقولات الاقصائية هو غياب العدالة الاجتماعية و غياب مفهوم الدولة, ولكن تفشي هذه المقولات يزرع بذوراً لمفاهيم هي اقرب الى الفاشية منها الى الثقافة اليسارية, التي يحملها بعض الذين يقودون حملة التحريض ضد الاخوان المسلمين.

ككاتبة اشعر ان مثل تلك الحملة, التي تخلط بين الاختلاف الايديولوجي والسياسي المشروع مع حركة الاخوان, وبين التحريض المتعمد, تصادر حق الكاتب والمثقف, وحتى حق اي مواطن بنقد التيار الاسلامي لان ذلك النقد قد يجير لاهداف سياسية, او حتى امنية, لا اتفق معها ولست مستعدة ان اكون جزءاً منها بأي شكل من الاشكال.

لقد انتقدت, ولا زلت على رأيي, بعض ردود الاخوان المسلمين على الاعتداء, المدان, على مركزهم في المفرق, ولن اتردد في نقدهم او غيرهم ضمن متطلبات التحليل الصادق للاحداث, لكن حالة الفرز على الساحة, والمرشحة للتسارع, قد تؤدي الى تشويه الاهداف لكنها يجب ان لا تمنع استمرار اي حوار يأبى تقزيم الاراء والمواقف لخدمة طرف او اخر, خاصة ان الاصوات الاكثر ضجيجاً تغطي على محاولات الحوار الهادئ.

فعلى سبيل المثال يجب ومن الضرورة نقاش توجه رئيس الوزراء الى التركيز على تحقيق تفاهم مع الاخوان المسلمين, ففتح حوار رسمي - سواء من قبل القصر او الحكومة - مع الاخوان هو خطوة هامة وضرورية, فلا يمكن تجاهل الحركة وقاعدتها العريضة, كما انه ان الاوان التخلي عن فكرة تهميشها او ضربها امنياً.

في الوقت نفسه فإن تهميش الاطياف الاخرى لن يؤدي الى توافق وطني الا اذا كان هدف الحكومة احتواء او تفتيت الحراك الشعبي, وفي كل الاحوال فإن الاستخفاف بالتيارات الاخرى لن يؤدي الا الى تعميق الانقسامات المجتمعية وتقوية العصبويات الاقليمية بين جميع الفئات.

ليس المطلوب من الحكومة الرضوخ الى الابتزاز, ايا كان شكله, لكن المطلوب منها, ان تتعامل مع المطالب الشعبية, فالتفاهم الحكومي مع الاخوان او غيرهم, لن يمنع الانفجار,فالمشكلة لا تحل بتفاهم يهدف الى احتواء حركة الاخوان بل بتفاهم وطني للاسراع بتحقيق المطالب الشعبية, وإذا كانت المطالبة الان بتنحيتها تأتي من تيار يرفض ما يراه بأن هدفها هو الشراكة مع الاخوان المسلمين, الا انه سيصبح قريبا مطلبا شعبيا, حتى من قبل قاعدة الاخوان نفسها التي ستنظر الى لقاءات قادتها بالحكومة ليس اكثر من محاولة تخدير.
التعليقات

1) تعليق بواسطة :
10-01-2012 02:26 AM

"فعلى سبيل المثال يجب ومن الضرورة نقاش توجه رئيس الوزراء الى التركيز على تحقيق تفاهم مع الاخوان المسلمين, ففتح حوار رسمي - سواء من قبل القصر او الحكومة - مع الاخوان هو خطوة هامة وضرورية, فلا يمكن تجاهل الحركة وقاعدتها العريضة, كما انه ان الاوان التخلي عن فكرة تهميشها او ضربها امنياً" اقتباس.

وقفت عند هذه الفقرة لعدة اسباب ,اولا , الجماعة مؤسسة منذ عشرينيات القرن الماضي واليوم يطلب من الحكومة نقاش حول نحقيق تفاهم مع الاخوان , والسؤال ماذا عن هذا التاريخ الطويل من التعامل ؟ ثانيا , والاهم , تطلب الكاتبة فتح حوار رسمي - سواء من قبل القصر او الحكومة ,والسؤال هنا اين الدولة ؟ ولماذا هذه الازداوجية في المرجعيات ؟ ولماذا يترسخ في ذهن الكتاب والناس في الاردن وجود تلك المرجعيتين ويشار اليهما بشكل منفصل ؟ هل ذلك من اسباب قلة هيبة الدولة ام من اعراضها ؟

اختي الكاتبة , القضية الكبرى, ليست في التهميش والعصبوية والاقصاء ...الخ ولكنها , كما لمحت الى ذلك في فقرات اخرى, تقع في مفهوم الدولة وتحديد توجه عام لسياستها ,بمعنى وضع مرجعيات محددة واضحة ومفهومه فكرا وممارسة ,وتفعيل مفهوم الولاية العامة للحكومة عندها فقط نضع حدودا للتعامل ومعايير للفصل بين كل الاطراف ليقف كل طرف عند حده والكل ينضوي تحت جناح القانون او ماتم التعارف عليه عندها لايقصي احد احدا ولا يتيه الجميع بين القصر والحكومة والمزاج الشخصي وتقلبات الاحوال اليومية.. في الدول المستقرة سياسيا ومنها امريكا يشار الى راس السلطات بالادارةالامريكية اما في الدول النامية او النايمة فللدولة والسلطات فيها اكثر من راس ... نسأل الله العفو والعافية

2) تعليق بواسطة :
10-01-2012 12:01 PM

الذنب الأعوج لن يستقيم - أول الكلام "سم" يا ستي الكريمة
ما هو المقصود بــ "التغذية الرسمية"؟
هل في رأيك أن الدولة هي من تغذي للعصبوية الاقليمية والعشائرية؟؟؟؟

3) تعليق بواسطة :
10-01-2012 03:55 PM

انصحك بالرجوع للكتابه عن حركة فتح وهجومك عليها ودعمك للثوره الشيعيه في البحرين ولا تحشري انفك بما لا علم لك به

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012