أضف إلى المفضلة
السبت , 18 أيار/مايو 2024
السبت , 18 أيار/مايو 2024


هؤلاء جزء من المشكلة .. لا من الحل!!
10-01-2012 11:11 PM
كل الاردن -

 حسين الرواشدة

 
تختلف اولويات الناس عن “اجندات” النخب واولوياتها، لكن من سوء حظنا ان من يحدد “موضوع” النقاش ويجرنا الى الاستغراق فيه هم “النخبة” التي تتصدر الإعلام بوسائله المختلفة، لا يهم الشعب الاردني كثيرا ان تعود “حماس” الى الاردن او ان تتأخر زيارة خالد مشعل “مع الاحترام لحماس وقياداتها”، ولا يهمهم ان يتحالف الاسلاميون مع الحكومة او ان تكون ثمة صفقات قد ابرمت بين الطرفين، بل لا يهمهم ان يصل هؤلاء الى الأغلبية البرلمانية او الى الحكم او لا يصلوا.

هذه القضايا لا تشكل لدى اغلبية الاردنيين الا جزءا من الاهتمام، لكن “نخبنا” للاسف مشغولة بهذه القضايا وتتعمد ان “تجرّ” الناس اليها لتصبح “اولويات” لهم، ومع انها في الحقيقة تعبر عن “ترف” نخبوي، او ان شئت الدقة “صراعات” بين الذين يطمحون الى “البروز السياسي والركوب على اكتاف الناس واحتجاجاتهم النظيفة والمشروعة، رغم ان بعض “هؤلاء” لا وزن لهم في الشارع ولا يتجاوز حضورهم حاجز “الفرقعات” الإعلامية الصارخة.

اولويات الناس لها عناوين معروفة، واذا كنا نسمعها كل يوم “جمعة” تتردد في الشارع، فإنها تغيب عن اخبار الإعلام ومقالاته وتحليلاته، خذ -مثلا- الاوضاع الاقتصادية البائسة التي دفعت احد المواطنين الى ان يحرق نفسه “هل نريد دليلا على احتجاج الاردنيين اكثر من هذا؟”، وخذ –مثلا- العدالة الغائبة التي ولّدت لدى الناس احباطاً من كل شيء وبؤسا لا حدود له، وخذ –ثالثا- غول البطالة الذي اقتحم كل بيت اردني، وخذ –رابعا- هيبة الدولة التي تراجعت بسبب “انكشاف” المستور وتراكم الأخطاء والخطايا وسذاجة المعالجات وسوء ادارة “الاصلاح” ... وخذ ما شئت من “بوح” وانين وغضب كل بيت اردني ولم نسمعه بعد.

لدينا قضايا كبرى هي التي تهم الناس وتشغلهم، وهي التي يفترض ان تكون مجالا “للنقاش” العام، لكننا –للاسف- نتعامل معها باستهتار ونحاول ان “نغطي” عليها من خلال اشغال الناس بصراعات ومشكلات تخص النخب وحدها، وحتى قضية “الإصلاح” التي نتوافق عليها جميعا حوّلها هؤلاء الى “مصائد” للخلاف والتشابك، واداة لتصفية الخصومات والحسابات ثم اصبحوا فجأة “طبقة” من الناصحين والمنظرين، وكأنهم ليسوا جزءا من المشكلة، فيما بقي الناس في واد آخر، ومطلوب منهم فقط ان “يضحّوا” بأنفسهم لعيون الواقفين على “حلبة” الصراع السياسي انتظارا لاقتسام “الجائزة”.

ما فعله المواطن الاردني الذي احرق نفسه لا يدين “عجز” الحكومات التي تباطأت في الاصلاح، ولا “التجربة” التي اورثتنا الفقر والفساد، وانما يدين المجتمع الذي “سكت” عن هذا الفجور السياسي ويدين النخب التي اخذت الناس للجدل حول “مشكلاتها” وصراعاتها بدل ان تقودهم الى “التوحد” حول قضاياهم الاساسية ابتداء من القهر الى الجوع الى غياب العدالة وصولا لليأس من كل شيء.

لا تسألني: لماذا “كفر” الناس بوعود الحكومات ومقولات النخب ودعواتها؟ ولماذا انفضوا عن “موالد” الطرفين؟ ولماذا خرجوا عن فطرتهم؟ ولماذا استعجلوا الموت والانتحار؟ ولماذا “اشهروا” ثوراتهم حتى لو كان البديل هو الفوضى؟ هذا ما فعلناه بأنفسنا ويكفي ان تنظر في المرآة لترى الإجابة في عينيك.
التعليقات

1) تعليق بواسطة :
11-01-2012 12:12 PM

كل هذا واضح وبين . فهؤلاء الذين يسمون انفسهم النخبة يعرفون في قرارة انفسهم انهم عاله ولا حاجة لنا بهم ولا بارائهم مهما كانت لانهم هم ال1ين اوصلوا البلد الى حافة الانهيار. وليعلم هؤلاء بان الانتخابات وغيرها لا تهمنا . همنا الاول هو مكافحتهم لان الفساد ظهر ايام توليهم مناصب اتخاذ القرار وكانت قراراتهم وبئس القرار هي التي جرت البلد الى ما نحن فيه من ضعف وهوان.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012