أضف إلى المفضلة
الأحد , 19 أيار/مايو 2024
الأحد , 19 أيار/مايو 2024


أحرق نفسه احتجاجا !
09-01-2012 11:00 PM
كل الاردن -


 حسين الرواشدة

 
لا يوجد لدي ما أدافع به عن “الانتحار” لكنني أدعو إخواننا الذين انشغلوا بـ “التدخل” في شؤون الآخرة وتحديد مصير من يقدم على هذا الفعل للانشغال بسؤال واحد وهو: لماذا ينتحر هؤلاء؟

ولماذا يستعجلون الموت رغم ان حب الحياة والتمسك فيها جزء من فطرة الإنسان وطبيعته ايضا؟

لم تكن –بالطبع- قصة انتحار المواطن المطارنة الحادثة الأولى التي تسجل في هذا الإطار، فقد شهد بلدنا خلال السنوات السابقة تصاعدا “مفزعا” في الإقبال على الانتحار، وبحسب الإحصائيات الرسمية هناك نحو 400 حالة محاولة انتحار سنويا، وفي العام 2010 انتحر نحو 65 مواطنا، اغلبيتهم من العاطلين عن العمل، وفي هذا السياق ذكر تقرير اصدره المركز الوطني لحقوق الانسان ان ظاهرة الانتحار والتهديد به التي استمرت في السنوات الماضية “تشكل تعبيرا عن الإحباطات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي يستشعرها المقدمون عليها بسبب عدم قدرتهم على مطالب الحياة”.

الجديد الذي أضافته حادثة “انتحار” المطارنة، ان تفاصيلها اشهرت على الملأ، وان “صاحبها” سبق وهدد بالانتحار أكثر من مرة، واسبابها كذلك موثقة ومعروفة، واضف الى ذلك أنها جاءت في سياقات “سياسية” جديدة واستلهم الرجل تنفيذها نموذجا سبق ان شهدناه في تونس ومصر وغيرهما، وبالتالي يمكن تسجيلها في “خانة” سياسية بعيدة عن حقول علم النفس التي طالما استندنا اليها بفهم مثل هذه الحالات او تبريرها.

ما استوقفني في رسالة المرحوم المطارنة التي كتبها قبل وفاته قوله “لقد عملت في امانة عمان لمدة 22 عاما وكنت مسؤولا عن مستودعات تقدر قيمتها بملايين الدنانير وحافظت عليها بكل أمانة واخلاص بشهادة المدراء الذين خدمت معهم “يذكر اسماءهم” لكن النتجة بالطبع كانت “احالته” على الاستيداع براتب مقداره 110 دنانير، والمعنى هنا واضح وهو ان نظافة يد الرجل واخلاصه لعمله وتصديه لكشف الفساد الذي حوله لم يشفع له في الحصول على حياة كريمة مما دفعه –كما تروي زوجته- الى الهروب من البيت طيلة النهار كيلا يواجه اسئلة اطفاله وطلباتهم بخاصة بعد ان قطعت عنه الكهرباء وعجز عن تسديد ديونه.

لا أخفي أنني “بكيت” حين قرأت تفاصيل “القصة” لكنني صدمت اكثر حين سمعت على أثير إحدى الإذاعات اشخاصا آخرين يقسمون أنهم يفكرون بـ “احراق” انفسهم، فسألت نفسي: هل وصل الناس في بلدنا الى هذه الدرجة من اليأس والإحباط؟!

وهل اصبح “الانتحار” خيارهم الأخير للهروب من مشكلاتهم المستعصية عن الحل؟!

أخشى أن أقول إن ذلك قد حصل، وإننا –جميعا- مسؤولون عنه، مجتمعنا الذي “استقال” فيه الأثرياء والموسرون من “واجبهم” بتحمل قسطا من المسؤولية، حكوماتنا التي اغرقتنا في التنظير والفساد تتحمل قسطا من المسؤولية، ومؤسساتنا الدينية التي قصرت في توجيه الناس وترشيد “تدينهم” مسؤولة ايضا، ونخبنا التي تتصارع على “اولويات” لا علاقة للناس بها متورطة ايضا في الجريمة.

ما يهمنا الآن هو ان تصل رسالة “احمد” الى صناع القرار في بلادنا وان تلتقط اشارتها بوعي وانتباه لتكون “الشرارة” الأخيرة لإشعال “مواقع”الإصلاح التي يحاول البعض إطفاءها..

رحم الله.. أحمد وحمى بلدنا من الحرائق.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
12-01-2012 06:50 AM

شكرا على هذا التحليل المنطقي في وقت نجن بامس الحاجة فيه الى المنطق و العقلانية!!

2) تعليق بواسطة :
12-01-2012 08:45 AM

ربما امانته واخلاصه في عمله كان السبب الذي احاله على الاستيداع لان المرحوم لم يتفاعل مع الفاسدين والحراميه حسب نظريه فيد واستفيد التي يطبقها بعض الموظفين من خلال عمليه المشتريات واحاله العطاءات والعموله والسمسره بانواعها والتي بواسطتها تبنى القصور وليس في راتب بسيط يؤخذ بالحلال
لن تصل الرساله الى صناع القرار لان الطبيله والزميره سيقلبون الحقائق

3) تعليق بواسطة :
12-01-2012 12:08 PM

مشكلة المطارنه انه حافظ غلى المال العام في زمان الفاسدين الذين لم يرق لهم نظافته وانه لم يكن يسمح لهم بالتطاول على المال ولكن هم كانوا اقدر منه وتطاولوا عليه وعلى اطفاله هم كان يحميهم القانون المفصل لحمايتم حينما جاؤو بنواب مزورين ليصوتوا على مباركة فسادهم وتغطيته بقانون ولكن في النهايه لا بد للظالم من يوم فايام الظالم قصيره .

4) تعليق بواسطة :
13-01-2012 12:28 PM

لست موظفا عندهم ولكن لم اسلم من شرهم .
3 قطع اشتريتها لتكون عونا لي عند كبر الابناء لتدريسهم واتفاجأ باستملاكها وقت الحاجة لها ومع كل المناشدة لوضع سعر حسب ما يتم البيع والشراء ولكن كانت تجارة محميه لقوانين تسمح اخذ حق الناس للاستثمار .
وكان سابقا ان اخذت اجزاء وقدرت بسعر 25 دينار ولم نعلم بالامر فيها والمكان وادي عبدون على سقف السيل .
كلما اضطر للدين لدفع اقساط جامعيه للابناء ادعوا الله على كل ظالم .
سنه من السنوات كان مطلوبا كل فصل الفين وخمسمائه دينار لثلاث ابناء معا .
بينما اجزم ان ابناء الكبار لا يدفع قرشا بل يأخذ ايضا .

5) تعليق بواسطة :
13-01-2012 03:24 PM

المسؤولون المذكورين بالرسالة ليس بيدهم شيء بل كبار الامانة ولجنة موضفيهم وهولاء لا يعرفهم المرحوم انما يعرقف من حوله فقط فالمسؤولين الصغار المذكورين ليس بيدهم حيلة وهم لا يستطيعون نقل عامل فاذا ظلم القطارنة فلا تظلموهم اكثر يا اخوتي لانهم حتى ظلموا بسبب وقوفهم مع المرحوم

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012