أضف إلى المفضلة
الأحد , 19 أيار/مايو 2024
الأحد , 19 أيار/مايو 2024


استنفار يساري لمواجهة المدّ الاسلامي!!
21-01-2012 11:31 PM
كل الاردن -


 حسين الرواشدة

 
اذا كنت “يسارياً” فأنت مدعو للمشاركة في “التحضير” لاستراتيجية مواجهة صعود الاسلاميين، ثمة “نخب” ممن تثق بها مشغولة بتقديم ما يلزم من خطط ونصائح للحفاظ على “وزنها” الذي اكتشفت ان رصيده في الشارع اصبح “متواضعاً”، ان أردت ان تصدقها فهذا شأنك، لكن ارجوك ان تسألها فقط: من يتحمل مسؤولية هذه “الخيبة” التي انتهى اليها “اليسار”؟: الناس الذين صدقوا دعوات العدالة الاجتماعية ومبادىء الديمقراطية وقيم التعددية واحترام الآخر.. أم “النخب” التي جلست على مقاعدها في المكاتب الفاخرة، وتحالفت مع الحكومات والاجهزة، واكتفت بالتنظير وابتعدت عن هموم الناس واستعلت عليهم؟

اذا أردت ان تعرف “الوصفات” الجديدة التي انشغل بها هؤلاء لمواجهة حالة الفشل التي وصلوا اليها في “استمالة” الناس الى خطابهم وتضحياتهم واقناعهم ببرامجهم، فتأمل معي في هذه “الدعوات” الاستباقية الذكية: أحدهم يدعو الى “العلمانية كحل” للخروج من هذا المأزق، آخر يتساءل عما يمكن للاسلاميين ان يفعلوه بنا: الحجاب سيصبح الزامياً، الرجال سيعزلون عن النساء في المؤسسات العامة، صناعة الكحول ستكون محرمة، السياحة ستتوقف، فوائد القروض المحلية والاجنبية لن تدفع، ثالث يحاول ان يقنعنا “بشرعية” مجلس النواب، ويحذرنا من التشكيك فيه بعد ان استعاد “روحه” ونشاطه، والهدف - بالطبع - هو عدم اجراء انتخابات برلمانية مبكرة خوفاً من “انكشاف” وزنه امام شعبية الاسلاميين المتصاعدة، أما مصلحة “البلد” فهذه في آخر القائمة.

على جبهة اليسار - ايضا - ثمة استنفار “حزبي” للهجوم على “كتائب” الاسلاميين التي اقتحمت الصناديق أو الاخرى التي تستعد لذلك، وثمة اشتباكات نوعية على مستوى النخب “بالتحالف” مع امريكا والغرب، ومع “اذناب” الامبريالية والصهيونية العالمية (تصوّر!)، وثمة هجمة مبرمجة ضد “الدين” الذي “سيركب” الثورات والديمقراطيات الوليدة لاعادة الناس الى القرون الوسطى.

يا إلهي، ألهذه الدرجة وصل تفكير بعض النخب “بالانقلاب” على مبادئهم وقيمهم التي “صدعوا” رؤوسنا بها على مدى عقود، ألهذا المستوى بلغوا في خطابهم مع خصومهم السياسيين، ألهذا الحد “اساءوا” الى ارادة الناس الذين انحازوا لغيرهم بعد أن اكتشفوا بأنهم خذلوهم؟

حين تدقق في مواقف بعض اخواننا في “اليسار” وفي دعواتهم تكتشف أنهم اسرع الناس “انقلابا” على الديمقراطية والاصلاح اذا ما خرجوا “خاسرين”، وانهم اقل الاطراف ثقة “بالشارع” اذا ما تبين لهم انه سينحاز لغيرهم، وانهم غير معنيين بهموم الناس واولوياتهم وانما معنيون بحصتهم في “السلطة”.

وحين تدقق اكثر تكتشف ان اكثر ما يفزع البعض هو “الدين” حين يكون خياراً للناس، وباعثاً قوياً لاستعادة الهوية وتصحيح مسارات السياسة، وتحقيق الكرامة، واستعادة التوازن مع الآخر.

وكأن امتنا غريبة عن هذا “الدين” او مقطوعة الجذور بحضارة انتجتها هي ذاتها انطلاقاً من “فكرة” الدين ذاته، أو كأننا بحاجة الى “استيراد” علمانية “مجربة” لم تنجز على مدى عقود سوى التخلف والاستبداد.

كنت اتمنى على اخواننا في اليسار ان ينشغلوا بنقد تجربتهم بدل ان ينشغلوا بتحميل الآخرين اوزارهم، او ان يسألوا “النخب” التي قادتهم الى هذا المصير لماذا فعلت ذلك، وان يطالبوها بالانسحاب من المشهد والاعتذار ليتسنى لهم ان يعيدوا حساباتهم وترتيب علاقاتهم من جديد مع مجتمعهم، كنت أتمنى ان يخرجوا من “عقلية” الثأر والهجوم والبحث في “المجرّب” البائس الى منطق جديد يتعامل مع التاريخ بلا عناد، ومع الواقع بلا استعلاء ومع الآخر بلا اقصاء، ومع “الاوطان” بلا ازدواجية في المكاييل والمعايير.. ومع قيمهم ومبادئهم التي بشرونا بهم باحترام والتزام ايضاً.

آخر ما يخطر الى البال أن ادافع عن “الاسلاميين” فهؤلاء أيضاً لهم اخطاؤهم، وانشغالاتهم التي ابتعدت عن هموم الناس، لكن مع ذلك لم يجد الناس غيرهم ليصوتوا لهم، وحين “وازنوا” بينهم وبين الآخرين انحازوا “للفكرة” التي ينطلقون منها، وهي “فكرة” الدين التي أصبحت اليوم تستقطب اشواق “الشارع” في عالم عربي مسلم ديناً أو ثقافة، وهذا ما لا يريد اخواننا في اليسار ان يعترفوا به.

كان يمكن للجميع، يساريين وقوميين واسلاميين، ان يلتقوا على ارضية “المشترك” الوطني، وعلى هدف “خدمة” الناس والانشغال بقضاياهم، بدل ان يضيعوا تضحيات طويلة دفعت جماهيرنا ثمنها باهظاً، وتريد “النخب” الآن ان “تضعها” في حساباتها السياسية الفقيرة.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
22-01-2012 01:42 PM

كلام في الصميم يلحظه اي مواطن متابع لاخبار الوطن وكتابات بعض المنظرين من امثال حتر او حتى بعض التعليقات التي تصدر من بعض القرأ والتي تصور الاسلاميين على انهم الخطر القادم وانا اقول لهم جميعا" بان الاسلام هو الحل وهو باذن الله قادم...انت تريد وانا اريد والله يفعل ما يريد

2) تعليق بواسطة :
22-01-2012 04:15 PM

مع الاحترام لشخص وراي الاستاذ حسين فان قوى الاسلام السياسي التي تتقدم المشهد تحتفظ بعلاقات ورفقة طريق مع قوى وفعاليات شعبية من خارج الاسلام الياسي وذلك يهدف التعامل مع استحقاقات المرحلةولنراجع معا التحالف الذي يقود تونس اليوم والاستعداد للتحالفات في مصر ومع كل هذا فمن حق اليساري ان يحتاط ففي العراق تحالف الحزب الاسلامي مع بريمر ونتائج الاحتلال وفي سوريا انضم الاخوان الى عبد الحليم خدام وبرهان غليون والعربان الذين ينوبون عن القوى المتربصة بسوريا وفي ليبيا التي يحتلها الناتو ثروة وارادة يتقدم الاسلام الياسي المشهد دون ممانعة حتى الان وفي الاردن احتل الاباء من الاسلام السياسي امكنة من جرى طردهم بانقلاب نبسان 1957 وغابت الاحزاب الاردنية باتجاه العمل السري في حين جرى السماح للاخوان فقط بالعمل داخل وخارج المسجد وجرى توزيرهم وغاب نوابهم عن التصويت ضد اتفاقية وادي عربه وفي مصر تعاونوا مع السادات بدلا من توسيع المعارضة ضده وكل هذا وغيره يفسر لحضرتكم ان الموضوع يتعلق بالاسلام السياسي وليس بالدين الاسلامي الذي يحاول البعض اللجوء الى التكفير والاقصاء والاستهزاء بالاخرين باسمه وليس باسم حزبهم السياسي ومن الموءكد ان اليساريين لن يشمتوا في حال فشل الاسلام السياسي في الحكم بل انهم يدعون الى توسيع التحالف حماية وضمانة للتقدم مع حق كل الاطراف في النقد اي تطبيق سياسة التحالف مع النقد ومن هنا جرى نقد الاسلام السياسي لموقفه غير المفهوم من المسالة السورية مثلا وكل الاحترام لرايكم وشكرا للموقع

3) تعليق بواسطة :
22-01-2012 07:08 PM

يا سيدي الاختباء وراء الدين للحصول على المكاسب والمقاعد النيابيه هو احتكار للدين من قبل مجموعات تتاجر به وتسوقه على العامة والدهماء الذين يصدقون المظاهر ولا يحكمون عقولهم ولا يناقشون برامج ولم يطلعوا على تجارب اخرى في السودان وافغانستان وحماس وغيرها
على كل هي دورة واحده وبعدها تعود الجماهير لرشدها وتعرف مصالحها

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012