أضف إلى المفضلة
السبت , 18 أيار/مايو 2024
السبت , 18 أيار/مايو 2024


من يحق له الجلوس على الطاولة
21-01-2012 11:44 PM
كل الاردن -


د . محمد ابو رمان
حزب المؤتمر الوطني، كما أعلن عن نفسه أمس (بمقهى المجلس في مدينة الجبيهة تيمناً باجتماع المؤتمر الوطني الأردني في العام 1928 في مقهى حمدان بوسط عمان، كما يرى مؤسسوه)، له طابعه الخاص، فهو ليس في 'جيبة الدولة'، بل له مواقف راديكالية في ملفات عديدة، ويطالب بإصلاحات جذرية، لكنه في الوقت نفسه يمكن تسميته بـ'معارضة المعارضة'، فهو يثير القلق من الإسلاميين ويشككبمواقفهم وولائهم.

بخلاف حزب التيار الوطني بزعامة عبد الهادي المجالي، الذي بدأ بتخطيط مسبق مع 'مطبخ القرار'، وحظي برعاية رسمية كبيرة (قبل أن تقلب الدولة له ظهر المجن)، فإنّ الحزب الجديد نشأ من رحم 'الأزمة الشديدة' مع 'مطبخ القرار' ومؤسسات الدولة الأخرى، ليس فقط لدى المؤسسين، من المتقاعدين العسكريين و'اليسار الوطني'، بل حتى لدى شريحة اجتماعية واسعة (الشرق أردنيين) ممن يشعرون اليوم أنّهم بحاجة إلى إعادة تعريف علاقتهم بالدولة، بعد أن انتهت عملياً ومنطقياً المعادلة السياسية القائمة بتحول البرنامج الاقتصادي وانتهاء صيغة 'دولة القطاع العام'.
تطغى على أفكار الحزب هواجس الديموغرافيا والهوية الوطنية، ويعكس قلق مؤسسيه من تسوية القضية الفلسطينية على حساب الأردن، فهم يطالبون بـ'قوننة قرار فك الارتباط'، ويشدّدون على تقييد عملية التجنيس درءاً لمخاطر ما يسمونه بـ'النظام البديل'.
الخطاب يعكس تغول 'الهواجس' على 'المصالح'، وهو ما قد يبعث بالبعض إلى الخشية والقلق من أن تتحول أزمة الهوية إلى وحش مفترس وإلى نمط إقصائي. يترجم الحزب الجديد سخط تلك الشريحة الاجتماعية من انتشار الفساد وبنية البرنامج الاقتصادي، الذي أدّى إلى تدهور أوضاعها، وتراجع مكانتها الاقتصادية والاجتماعية، ما جعل أحد أبرز مبادئ الحزب 'تحقيق العدالة الاجتماعية والتوزيع العادل للثروات الوطنية...'، من خلال التركيز على توزيع مكتسبات التنمية ودور الدولة في الاقتصاد، والعدالة الضريبية، في مواجهة ما يصفه أنصار الحزب بـ'السياسات النيوليبرالية' التي سادت خلال العقد المنصرم.
 يصعب تصنيف الحزب الجديد سياسياً، فهو ليس محافظاً من ناحية سقف خطابه السياسي، إذ يطرح ما يتجاوز مواقف المعارضة التقليدية نفسها، لكنه محافظ من زاوية تعبيره عن التركيبة السكانية، وربما يصنفه البعض باليمين الأردني، بالرغم من أنّ طروحاته الاقتصادية أقرب إلى الطابع الاجتماعي واليساري. ثمة ثلاثة تحديات رئيسة أمام 'الكائن السياسي' الجديد؛ الأول يتمثّل بموقف الدولة منه، وعلى الأغلب ستحاول إحباطه منذ البدايات، والثاني بقاعدته الاجتماعية التي بالرغم من نشاطها السياسي الكبير في الآونة الأخيرة، إلاّ أنّها ما تزال ذات 'طبيعة فسيفسائية'، عصية على التنظيم الحزبي، والثالث وهو الأهم والأخطر ألا يتجه نحو الطابع العنصري، فيدمغ بذلك، وأن يحاول مراجعة خطابه وأفكاره ومواقفه بمراعاة جميع الشرائح الاجتماعية، وليس واحدة على حساب الأخرى!
ليس النجاح مؤكّداً لهذا الحزب، حتى لو حاول تقمص دور قيادي لشريحة اجتماعية مسكونة اليوم بالقلق والاحتقان، فهنالك أيضاً توجهات سياسية أخرى متعددة تحمل أفكاراً مغايرة لخطاب الحزب الجديد من داخل الشريحة الاجتماعية نفسها وغيرها، وتحديداً الطبقة الوسطى.
أهمية الحزب في أنّه يدفع بالعجلة السياسية إلى التحرك، وإلى تأسيس أحزاب وتكتلها وصولاً إلى منافسة حزبية جدية، إذ لا توجد وسيلة لدى الدولة لمعرفة من يستحق الجلوس على الطاولة والحديث مع القوى السياسية الأخرى، إلاّ من خلال صندوق الاقتراع، الذي سيكشف من له وزن حقيقي في الشارع، بدلاً من الحديث مع كل مجموعة فسيفسائية أو صغيرة هنا أو هناك لها صوت مرتفع. المحك في الانتخابات المقبلة.

m.aburumman@alghad.jo

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
22-01-2012 08:59 AM

اكيد انت وزباينتك من حزب الاخوان برا مافي كلام

2) تعليق بواسطة :
22-01-2012 09:00 AM

والله يابو رمان لو كتبت انا كان كتبت افضل منك والا الاخ مثل عون الخصاونة خارج التغطية الاردنية نظرتهم ضيقة وضعيفة

3) تعليق بواسطة :
22-01-2012 09:03 AM

لا ياسيدي تحليلك كله خطا والاردنيين كلهم مع المتقاعدين العسكريين وروح خلي حزبك ... يدمل حالو احسلو لانو هو الي طلع مثل مصفي الغور لا كسب الشارع ولا كسب العملاء وتحليلك مثل تهويل الجزيرة بالمعارضة الخارجية ههههههههههههه على فكرة تنفع تكون مذيع بالجزيرة فقط لا غير

4) تعليق بواسطة :
22-01-2012 10:51 AM

مع بالغ الاحترام لمؤسسي هذا الحزب من المتقاعدين العسكريين وهم نخبة من هذا الشعب، الا ان توجهات هذا الحزب مع انها وطنية الا انها ستتسم بالاقصائية بحجة الخوف من مشروع الوطن البديل الذي يرفضه الاردنيون من اصول فلسطنية قبل الشرق اردنيون، فالمطالبة بقوننة فك الارتباط يمكن ان يصبح حقا لهم ولغيرهم من المنادين بذلك لو ان الدولة الاردنية وخاصة العسكريون تمكنوا من استعادة الارض المحتلة التي استولى عليها الاسرائليون وهي تقع تحت مسؤولية المملكة الاردنية الهاشمية وكان الجيش العربي الاردني هو المناط به حمايتها انذاك,

5) تعليق بواسطة :
22-01-2012 05:15 PM

بدايةً انا من المعجبين والمتابعين ليس على طول الخط بالطبع للدكتور ابو رمان ولكن منذ ان التقيناه في مقهى المجلس وهو يعزف نغمةً عجيبة بعض الشيء وتبدو كمن يغرد خارج السرب ولا ادري ان كانت قد وصلت الفكرة لبنات أفكارة المتناثرة بعض الشيء ومن كل جوانبها ومن زاويتها الحرجة ( الديمغرافيا ) ثم لما هذا التحليل التحليلي والذي يحتاج لتحليل من محايد ،،، لعلنا نقتنع بالنهاية ونقف على ارضية صلبه ليست عصية على الفهم ... مع اني اشك ان الكثير الكثير في بلدنا للأسف يحكمون على العناوين ولا يقرأون ما بين السطور ولا تتعدى نظراتهم ابعد من ارنبة انوفهم ،، البعض أأوكّد على ذلك وارجو لهم السداد وحسن الظّن

6) تعليق بواسطة :
22-01-2012 09:37 PM

من يحق له الجلوس على الطاوله العربيه بشكل عام وبعيدا عن مقالتك الرائعه يا استاذي ( من يستحق .هو فخامة الرئيس نتنياهو ؟) بغض النظر انه عدوي .؟ الاول ..ولكن لانه رجل مخلص وشريف لدولته ولم يكن فاسدا ( كالعربان اهل الشقاق والنفاق وقلة الرجوله ناهيك على انهم ( خلقوا ...؟ ولا اعمم

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012