أضف إلى المفضلة
الأحد , 19 أيار/مايو 2024
الأحد , 19 أيار/مايو 2024


ليبراليات حسب الطلب
28-01-2012 01:12 AM
كل الاردن -


ناهض حتر

 
الليبراليات ثلاثة أصناف: ليبرالية اقتصادية وليبرالية سياسية وليبرالية ثقافية.

الليبرالية الاقتصادية هي حرية السوق والتجارة وحركة رأس المال , حرية الربح وتكديس الثروات. وهي حرية مطلقة لا تقيّد نفسها بمصالح وطنية أو تنموية أو اجتماعية. وطالما أن القيمة المعيارية الوحيدة فيها هو النجاح في تحقيق الأرباح, وطالما أن تحقيق هذه الأرباح الهائلة في بلدان العالم الثالث التقليدية, ليس ممكنا إلا عبر الخصخصة والمشاريع الكبرى غير الضرورية أو حتى الوهمية التي تخضع للقرارات السلطوية, فإنها ترتبط بنتيجة حتمية هي الفساد بأنواعه المختلفة.

الليبرالية السياسية هي حرية الممارسة السياسية غير الاجتماعية, حرية لا تتقيد إلا بمصالح الزعيم أو الحزب السياسي في الفوز في الانتخابات التي تتحكم فيها الدعاية والمال وتشابك المصالح مع الشركات ورجال الأعمال. وبالنسبة لبلدان العالم الثالث هنالك أيضا عامل مهم جدا هو عامل التدخل الدولي. وإذا كانت الليبرالية السياسية تسمح للقوى الشعبية والكادحين بتشكيل أحزابهم, فإن افتقار هذه الأحزاب إلى التمويل الضخم وإلى الوسائل الدعائية, من جهة, والتزامها بالمعايير الاخلاقية الاجتماعية التي تمنعها من التضليل والكذب, يحولان دون حصولها على أغلبية برلمانية تظل, دائما, في أيدي الأحزاب الرأسمالية. والأخيرة قد تكون قومية أو دينية أو تسمي نفسها اشتراكية. فالمهم هو السياسات الفعلية وليس الاسم.

الليبرالية الثقافية هي حرية الأفكار والفن والمعتقدات والسلوك الفردي, حرية غير مقيّدة إلا بإرادة الفرد الحرة ونظرته الأخلاقية والتزاماته الشخصية.

الليبراليات الثلاث متلازمة في الغرب الرأسمالي, لكن القوى السياسية في بلادنا تختار بعضها من دون الآخر. ففي الخليج, باستثناء دبي, ترفض الأنظمة الحاكمة, الليبرالية الثقافية مطلقا,وفي السعودية تمارس السلطات حق تحديد الحرية الشخصية تحت طائلة العقاب. كذلك ترفض الأنظمة الخليجية, باستثناء الكويت, الليبرالية السياسية, لكنها جميعا تلتزم التزاما كاملا وبلا حدود بالليبرالية الاقتصادية.

الأنظمة القومية ( الناصرية والبعثية ) قامت على رفض الليبراليتين الاقتصادية والسياسية, لكنها تبنت الليبرالية الثقافية. ولطالما قدمت سورية, التي مُنعَت فيها حرية ممارسة السياسية طويلا, نموذجا مذهلا في الليبرالية الثقافية.

الحركات الإسلامية تعادي الليبرالية الثقافية, لكنها تتمسك - كالخليج - بالليبرالية الإقتصادية. وقد تطورت مواقفها من رفض الليبرالية السياسية إلى تبني أنموذجها. فالإسلاميون اليوم ليبراليون اقتصاديا وسياسيا, لكنهم لم يحسموا أمرهم بالنسبة لليبرالية الثقافية. وذلك, لأنهم خائفون من خسارة الميزة الوحيدة التي تميّزهم عن الأحزاب البرجوازية التقليدية. فحالما يتبنى الإسلاميون, الليبرالية الثقافية أيضا, فلن تعود لديهم أية بضاعة فكرية سياسية تمنحهم ' القداسة'. ولذلك, فإنني مقتنع تماما بأنهم لن يتخلوا عن أسلحة التدخل في حرية الاعتقاد والمذهب والفكر أوفي حياة الأفراد فيما يتصل بالمأكل والمشرب والملبس والسلوك أو في التضييق على الفنانين والأدباء الخ

بالعكس, اعتقد بأنهم سيتجهون إلى المزيد من التشدد في هذه المجالات التخصصية, خصوصا وأن تقاربهم مع الولايات المتحدة وهدنتهم التي ستطول مع إسرائيل, ستجردانهم من ميزة سياسية كانت تمنحهم شيئا من الصدقية في العقد المنصرم, عقد الخصام مع أصدقاء الأمس, وأرجح أنهم سيستخدمون, خصوصا, التحشيد المذهبي ضد الشيعة كخيار دعوي ملائم ومرضي عنه أميركيا وإسرائيليا.

ynoon1@yahoo.com

 

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
28-01-2012 06:54 AM

كول ماانت تدافع عن بشار ساظل اكرهك يا ناهض

2) تعليق بواسطة :
28-01-2012 09:44 AM

*-((الأنظمة القومية ( الناصرية والبعثية ) قامت على رفض الليبراليتين الاقتصادية والسياسية, لكنها تبنت الليبرالية الثقافية. ولطالما قدمت سورية, التي مُنعَت فيها حرية ممارسة السياسية طويلا, نموذجا مذهلا في الليبرالية الثقافية))..
1-هذا الكلام غير دقيق بتاتاً..انت تذكر بعد سقوط الإتحاد السوفييتي وجد مئات القصور والفلل التابعة لأعضاء الحزب الشيوعي وارصدة بالملايين .. وكذا في النظامين البعثيين في العراق وسوريا وايضا في عهد عبد الناصر اللذي انتشر في عهده الفساد المالي حسب راي الشارع المصري الفكري والسياسي ومنهم المفكر جلال امين والواقع الذي تحدث عن اعتقالات فاقت الإعتقالات التي رافقت عهد فاروق..1958 قرر عبد الناصر إلغاء الإتحاد القومى، وتكوين الإتحاد الإشتراكى العربى.قام الإتحاد الإشتراكى العربى أساسا على تحالف قوى الشعب العاملة. والتى كانت الثورة تقسمها إلى خمس فئات: العمال والفلاحين والمثقفين والرأسمالية الوطنية والجنود. كان تعريف كل فئة غامض وغير دقيق. فتعريف الفلاح ينطبق على المزارع والأجير ومن يمتلك عشرة أفدنة. وتعريف الرأسمالى الوطنى ينطبق على صاحب الفندق وتاجر الصابون. وخريج كلية التربية البدنية وطه حسين، كلاهما من المثقفين. والعامل هو من لم يحصل على شهادة جامعية، إلا إذا كان حصوله عليها أثناء الوظيفة، ولا أدرى ما الفرق. أما الجنود، فلم يكن لهم أى دور داخل الإتحاد الإشتراكى. لأن المشير عبد الحكيم عامر كان يخشى نفوذ عبد الناصر داخل الجيش.

3) تعليق بواسطة :
28-01-2012 09:59 AM

حرص عبد الناصر على حرمان كل من طبقت عليهم قوانين الإصلاح الزراعى والقوانين الإشتراكية، ومن أممت ممتلكاتهم، من عضوية الإتحاد الإشتراكى. بحجة أنهم أعداء تقليديين للثورة. وفى اجتماع اللجنة التحضيرية الأول لسنة 1961م، اقترح بعض الأعضاء العزل السياسى لكل أقارب هؤلاء المبعدين..اذاً مارس عبد الناصر العزل السياسي والثقافي بالإضافة للجان قمع سميت بلجان تصفية الإقطاع ناهيك عن ما سمي بمذبحة القضاة التي قام بها عبد الناصر بتخريب الجهاز القضائي والإنقلاب عليه...
2-النظام السوري لم يكن يوماً ليبرالياً ثقافيا والدليل انه لم يتسع صدره لآراء هيثم المالح ولا ميشيل كيلو ولا لثقافة حقوق الإنسان ناهيك عن الصحافة المقيدة والكتب الممنوعة من النشر والزج بكل ما هو مناهض للنظام لو حتى برأي بسيط لغياهب السجون
3- ليس كل حر هو ليبرالي يعني اختزال حق الناس في الحياة واختيار النظام الثقافي والسياسي والفكري في خانة مصطلح اليبرالية المشوه هو لتبرير الخيار اليساري ولتسويق من كان يعتقد بانه يحمله ..وللعلم وان اتفقنا على ان اليسار هو من حكم النمط السياسي في تلك الدول فقد تطور الى راسمالية ليبرالية جديدة (نموذج مخلوف)!!!اذا انقلبت نظرية ماركس على يد هؤلاء من اندحار الراسمالية الى شيوع ...بالشيوع او الإشتراكية الى راسمالية ليبرالية مقيتة...

4) تعليق بواسطة :
28-01-2012 10:12 AM

5-((نموذجا مذهلا في الليبرالية الثقافية)).. امثلة على من اعتقلوا في عهد حافظ وبشار من الروائيين والكتاب و الذين منعت كتبهم و وثقواافعال النظام الإجرامية على كل المستويات..
الروائية السورية روزا ياسين حسن ..الكاتب السوري وائل صلاح الدين.. الكاتب ياسين الحاج صالح ...الدكتور برهان غليون ..الكاتب بو علي ياسين صاحب كتاب الثالوث المحرم في سوريا..الدكتور رضوان زيادة ..وغيرهم الكثير

5) تعليق بواسطة :
28-01-2012 02:00 PM

الليبراليه الثقافيه والاقتصاديه والسياسيه نتمنى تطبيقها بشكل مطلق في بلادنا للنهوض للوصول في مجتمعاتنا لمصاف الدول المتقده

6) تعليق بواسطة :
28-01-2012 02:10 PM

SOME BUDDY IS SHAKING

HA HA HA

7) تعليق بواسطة :
28-01-2012 02:20 PM

شكرا لناهض حتر هذ العرض التعليمي لان اكثر الناس لا يعرفون هذا المصطلح وشكرا للعدوان هذا النقد التحليلي التاريخي المبني على المعلومة وعلى لغة راقية لا تخون ولا تحتكر الصواب
اعتقد اننا بحاجة لهذه النماذج الفكريه في الاردن لتاصيل الفكر وتكوين رؤية اردنيه خاصة بنا

8) تعليق بواسطة :
28-01-2012 03:22 PM

الليبرالية كمفهوم فلسفي و مبدأ تؤمن بتحرير الإنسان من من القيود السلطوية بما فيها ما ذكرت و أساسها المساواة بين الأفراد و مفهوم كل ليبرايلة تطور تطورا كبيرا عبر قرون و له نماذج مختلفة كثيرا في الغرب و غيره و بعض نماذج الليبرالية الاقتصادية و السياسية و الثقافية أو الاجتماعية كانت وراء القفزات الاقتصادية و الثقافية الهائلة التي تحققت في الغرب و غيره - المهم الكاتب يحاول كعادته تسفيه و تبسيط موضوع متشعب من وجهة نظر اليساري المتطرف الذي يستميت بوصف أي فكر معادي لفكره بكل الموبقات. العبرة في التطبيق يا سيد و الفساد موجود في كل النماذج و إن كثر في أصنامك اليسارية تماما لأنها بنماذجها الشرقية و الغربية و العربية ارتبطت بغياب الليبرالية السياسية و التفرد بالحكم و السلطة المطلقة. و السلطة المطلقة هب و هب فقط ما يؤدي حتما للفساد

9) تعليق بواسطة :
28-01-2012 03:27 PM

To say that Syria has intellectual pluralism is not only far from the truth but indicates either a purposful misrepresntation of the facts or lack of understanding of the basic concept of intellectual pluralism. The Syrian regime has created the worst propaghanda machine in the whole Arab World. Intellectual pluralism is a manifistation of the concept of freedom of thinking and freedom of expression. I am not sure when did the Syrian regime allowed freedom of thinking and/or expression throughout the past 40 years. Mr. Hattar is probably better off working for one of the government owned and operated newspapers in Syria, I am sure he will enjoy the Syrian regime's intellectual pluralism with such job. The number of people killed by the Syrian regime over the past 10 months exceeded 5,000; and that can never happen in country with slightest level of intellectual pluralism. Heck, even the Egyptian and Tunisian former regimes couldn't do that. In fact, for all practical and theoritical purposes, the former Egyptian and Tunisian regimes had much more tolerance for intellectual pluralism

10) تعليق بواسطة :
28-01-2012 05:47 PM

الاستاذ ناهض...
في سياق تعريف الليبيراليه كثلاثة اصناف ... ارجو ان تضيف الصنف الرابع المجرب كابداع اردني جديد كما هو مبين بادناه وبعد التعريف:
التعريف...((((الليبرالية أو اللبرالية (من ليبر liber وهي كلمة لاتينية تعني الحر مذهب سياسي أو حركة وعي اجتماعي، تهدف لتحرير الإنسان كفرد وكجماعة من القيود السلطوية الثلاثة (السياسية والاقتصادية والثقافية)، وقد تتحرك وفق أخلاق وقيم المجتمع الذي يتبناها... تتكيف الليبرالية حسب ظروف كل مجتمع، إذ تختلف من مجتمع إلى مجتمع. الليبرالية أيضا مذهب سياسي واقتصادي معاً ففي السياسة تعني تلك الفلسفة التي تقوم على استقلال الفرد والتزام الحريات الشخصية وحماية الحريات السياسية والمدنية))))
.لكن للاسف الشديد... يسجل لليبرالية المتأردنة والمحتكره بامتياز ... انها استعبدت المواطن فردا وجماعه وكبلته بالقيودالسياسية والاجتماعية والاقتصادية ودمرت اخلاق وقيم المجتمع الذي فرخت به... وصادرت مقدراته ...وشوهت تاريخه ...وعملت على تكييفه حسب اهوائها دون مراعاة لضروفه واهتماماته واحتياجاته واولوياته ومستقبل اجياله. ليكون عبارة عن فأر مختبر لنظرياتهم النفعية.

11) تعليق بواسطة :
28-01-2012 06:11 PM

لقد جعلنا الكاتب يوما ما نصدق وطنية احد الاشخاص التي حجزت امواله وبيتيه في دابوق وربما سيسجن وبين لنا ان حملته على مطلوب اخر من الفاسدين انما هي مسالة وطنية وليست جهوية لنجد ان الفساد كالعملة له وجهان وطني وغير وطني

12) تعليق بواسطة :
28-01-2012 06:15 PM

ما موقف الرفاق في اليسار والشيوعيين في محاكمة الرموز الامنية بس سعد خير مات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012