أضف إلى المفضلة
الخميس , 02 أيار/مايو 2024
شريط الاخبار
بحث
الخميس , 02 أيار/مايو 2024


السياحة الأردنية.. مشاكل ماثلة وحلول غائبة

بقلم : عمر عليمات
30-09-2019 06:51 AM

القطاع السياحي في أي دولة لا يحتاج إلى تحليل ودراسات لمعرفة مدى تنافسيته وقدرته على استقطاب السياح الدوليين، فالكل يعرف ما هي متطلبات السائح، وما هو مستوى جودة الخدمات الذي يأمل أن يجده في أي وجهة يزورها، وآخر ما يهمه التصريحات التي يطلقها مسؤولو بلد ما عن واقعهم السياحي.
الأردن كوجهة سياحية تراجع ثماني درجات في تقرير تنافسية السفر والسياحية 2019 الذي أصدره المنتدى الاقتصادي العالمي، ليحل في المرتبة 84 عالمياً، والمرتبة التاسعة على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
أحد زوار المملكة تحدث عن تجربته الشخصية بعد زيارته للأردن، إذ اختصر هذه التجربة بالقول إن الأردن يملك كافة مقومات السياحة، باستثناء الإدارة السياحية!.
مواقعنا السياحية لا يجادل أحد في أنها نقطة استقطاب عالمية، نظراً لما تمتلكه من مقومات أثرية وتاريخية وعلاجية، إلا أنها في ذات الوقت تفتقر للخدمات السياحية والمرافق الضرورية لجعل تجربة السائح تجربة غنية، بحيث يصبح السائح سفيراً للترويج لسياحتنا لا منفّراً منها.
من غير المقبول أن تظل إدارتنا السياحية تتعامل مع السائح من منطلق أن الأردن غني بمواقعه وكأن العالم لا يوجد به مواقع شبيهة ومنافسة، وأنه لا يوجد منافسون لنا يسعون لاستقطاب السياح من مختلف أرجاء الكرة الأرضية. السياحة اليوم تقوم على عنصرين، أولهما الوجهات (المواقع الأثرية والطبيعية) السياحية، وثانيهما الخدمات والمرافق، ولا يمكن لأي جهة أن تنافس بلا هذين العنصرين معاً.
هناك دول لم تكن قبل سنوات قليلة ضمن خارطة السياحة العالمية أو الإقليمية، إلا أنها تمكّنت من دخول هذا القطاع بشكل جعلها ضمن أبرز الوجهات الدولية، وذلك لأن القائمين على الواقع السياحي فيها يدركون تماماً أن للسائح متطلبات يجب توافرها لنجاح أي برنامج سياحي، فيما لا نزال في الأردن نواجه إشكالية عدم وجود مرافق صحية في بعض المواقع السياحية المهمة.
الترويج السياحي لا يكون بالتصريحات الرنانة، ولا ببرامج الدعاية والإعلان فقط، فهذه الآليات قد تستقطب سائح المرة الواحدة، بعكس التجارب الفعلية للسياح، فكل تجربة إيجابية لسائح ينتج عنها استقطاب عدد غير قليل من السياح الجدد، لأن الكثيرين يتأثرون بتجارب أصدقائهم ومعارفهم، وهذه التجارب إن كانت إيجابية فتأثيرها أفضل من عشرات البرامج الترويجية التقليدية.
الأردن يعاني وضعاً اقتصادياً لا يخفى على أحد، ومع ذلك نتغاضى عن العمل بشكل جدي وفعلي لتطوير واقعنا السياحي، ليكون أحد الروافد المهمة للاقتصاد، وقد يجادل البعض بأن التطوير السياحي يحتاج إلى مخصصات مالية ضخمة، وهذا ما لا ننكره، ولكن هل وجود مرافق صحية نظيفة وصالحة للاستخدام البشري بحاجة إلى مخصصات كبيرة؟ هل نظافة المواقع السياحية بحاجة إلى أموال طائلة؟ هل تدريب وتأهيل العاملين في القطاع يحتاج إلى ميزانيات ضخمة؟. قائمة طويلة من التساؤلات الملحة حول الأسباب الحقيقية وراء عدم استفادة الأردن من ثروته السياحية، ولا إجابة لها سوى أن الإدارة السياحية لدينا في واد والعالم في واد آخر.
بكل بساطة، لو كلّفت إدارتنا نفسها عناء التفكير بتطوير قطاعنا السياحي، لكان الأردن اليوم وجهة عالمية فعلاً، وليس بمجرد تصريح لمسؤول يريد أن يقنعنا بأن القطاع بخير، فيما بعض التجارب الحقيقية للسياح تقول عكس ذلك.الدستور

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012