أضف إلى المفضلة
السبت , 18 أيار/مايو 2024
السبت , 18 أيار/مايو 2024


الغضب من أجل الرسول

بقلم : د.محمد ابو رمان
14-09-2012 12:09 AM
لا شك أنّ فيلم 'براءة المسلمين: النبي محمد' ليس فقط مسيئاً وقبيحاً، يكرر ويجتر الشبهات الخشبية على حياة الرسول وسيرته الشريفة، إلاّ أنّه أيضاً خطر، ويطرح تساؤلات عميقة عن الجهة التي تقف وراءه وتحاول إشعال الصدامات الدينية والطائفية في المنطقة العربية؛ فهو ليس فيلماً بلا أب، بل وراء الأكمة ما وراءها!صحيح أنّ الإنتاج المستخدم في الفيلم بدائي، والممثلين (الذين يقال إنّهم أميركيون) مغمورون، وأنّ الأفكار مسطّحة وبدائية والهجوم سافر، إلاّ أنّ الصورة التي يقدّمها تبقى مرعبة، تحمل في ثناياها تحريضاً كبيراً على المسلمين ودينهم. وفي ظل قصور الجهود الإعلامية والثقافية التي تنشر الأفكار الصحيحة عن الرسول والإسلام، فإنّ مثل هذه الصورة 'الساذجة' ستجد كثيراً من الغربيين والأميركيين يصدقّونها ويؤمنون بها. وفي نهاية اليوم الهدف منها واضح تماماً؛ وضع اليهود والمسيحيين في خندق ديني واحد ضد المسلمين، بوصفهم -وفق النتيجة الوحيدة التي تترتب على الفيلم- همجاً وسذّجاً وسطحيين.هل حقّق الفيلم أهدافه؟أحسب أنّ من حقق أهداف هذا الفيلم المشبوه هم من قاموا بعملية تعبئة وتحريض هستيرية، وقاموا بتأجيج عواطف ومشاعر الناس. إذ شاهدنا محاولات اقتحام السفارات الأميركية في كل من اليمن وليبيا وبنغازي، مع مقتل السفير الأميركي هناك، وأنواع التعابير كافة التي حقّقت للفيلم أهمية ومكانة، ونقلته بين ليلة وضحاها من فيلم سخيف مغمور إلى حديث العالم والإعلام، رغم أنّ منتجه غامض، وميزانيته بدائية، وممثليه مغمورون!من حق رسولنا عليه السلام أن نغضب لأجله، وأن نشعر بالألم، وأن نبعث برسالتنا حول هذا الأسلوب الهمجي والبدائي في التعبير عن العداء للمسلمين ديناً وحضارة وثقافة. وكان يمكن أن نقلب السحر على الساحر، في تسليط الضوء على الكراهية للمسلمين والإسلام، وعلى دور اليمين الديني العنصري هناك. لكن، للأسف، وكأنّ ردود الفعل التي حدثت جاءت تعزيزاً لأهداف الفيلم وثيمته الرئيسة!فوق هذا وذاك، أتعجّب كيف يمكن لفيلم بهذا الحجم الرديء المتواضع من الإعداد والإنتاج والإخراج أن يهزّنا إلى هذه الدرجة، وأن يفجّر كل هذه البراكين المكبوتة من المشاعر النبيلة للمسلمين والولاء الصادق لدينهم ولأمتهم! لكنّ مشاهد القتل والذبح والتعذيب والتدمير بحق الأطفال والنساء والأبرياء، وهدم المدن على رأس أهلها، والإبادة الجماعية التي يتعرّض لها السوريون على يد النظام الوحشي هناك، لا تحرّك شيئاً في الشارع العربي، برغم أنّ حفط النفس والعقل والمال والدين هي جوهر الرسالة الإسلامية المحمّدية، فما يحدث في سورية يومياً يسيء للرسول الكريم، وهو أكثر إيذاءً له في قبره من هذا الفيلم السخيف!نحن بحاجة إلى علماء وفقهاء وإعلاميين ومثقفين على درجة من الذكاء والهدوء والحكمة والعقل، يدركون أبعاد الألعاب السياسية والإعلامية، ويخرجون عن الطريقة التعبوية السطحية السهلة في التحشيد والتحريض، ويسلكون في الناس سبلاً حضارية مرموقة للتعبير عن مشاعرهم الدينية وتوظيفها في المسار الصحيح، فهذه الطريقة لم تؤدّ إلا إلى نتائج سلبية وعكسية في كثير من الأحيان.m.aburumman@alghad.jo

(الغد)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
14-09-2012 12:36 AM

اخي وأستاذي الكبير والعزيز والله على قلبي وفقط لشخصك الكريم واحترامي الجزيل .ورغم كل ذلك أود أن أسألك وان تجاوبني هنا .أكم الف فلم انتج من قبل امريكا وغير امريكا ضد النبي عليه الصلاة والسلام وضد الاسلام من 60 عام ولغاية الان .وما هو الجديد .من كل هذا الضجيج الذي يحدث كل سنه تقريبا ضد الافلام التي تسيئ لديننا واسلامنا ونبينا وعروبتنا ومقدساتنا ؟ أليس من الواجب الاكثر اهميه من الفلم هذا ان نحتج أكثر على ما يعاني منه الاقصى الشريف من خلال الصهابنه وباقي المقدسات (بما فيها المدن والقرى وليس فقط الاقصى الشريف .بالامس شاهدنا كيف ارسلت الحكومه الصهيونيه ( الراقصات الاسرائليات الى باحة الاقصى ورقصن بثيابهن القذره والفاضحه ..مع ان الاردن وحكوماته تعيش في سلام واستسلام .ومشان الله بس يرضوا الصهاينه ويبتعدوا عن احراجنا على الاقل .واحراج الاخوان معا الذي يتراكض بعضهم ولا اعمم من اجل مصالحه الشخصيه وناسي او يتناسى الامر المهم الذي يتعلق بالمقدسات المحتله ويجامل امريكا ؟ اكثر الاحيان رغم (صهيونية امريكا ) مع كل الاحترام اخي محمد

2) تعليق بواسطة :
14-09-2012 01:36 AM

الدين المعامله والدين النصيحه كما قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والدين الخلق كما قال تعالى عز وجل( وانك لعلى خلق عظيم)( ولو كنت فظا" غليظ القلب لانفظوا من حولك) والدعوة الى الله بالحكمة والموعظة الحسنه والجدال والحوار بالتي هي احسن..الى ما هنالك من ايات داله واحاديث نبويه على عظمة الاسلام كدين للناس كافه ويصلح لكل زمان ومكان ويأخذ كل ذي حق حقه..فلو التزمنا بما ورد ابتداء" بالاسرة مع بعضها ومن ثم المجتمع مع بعضه البعض ومن ثم مع الاخرين خارج العالم الاسلامي فسنجد انفسنا بغنى عن الرد والدفاع عن الاساءات للاسلام لأنه لا يمكن ان يجروء احد على الكذب والاساءه لانه حينها ستجد غير المسلمين يتصدوا للدفاع عن الاسلام... وحسبي الله ونعم الوكيل...

3) تعليق بواسطة :
14-09-2012 09:41 AM

مقال رائع وارجو من الاخ ابو رمان ان كان يقرا هدا التعليق ان يبعث بنسخ منة الى كل المجلات والمواقع الاسلامية اد لابد من توعية هالمشايخ هل الاسائة للرسول بفلم اسوأ ام قتل واغتصاب المحصنات في سوريا وين غضب المسلمين ومظاهراتهم اما الفلم يا اخي ليتبرع المسلمين ببعض المال وينتجوا فلم حضاريا عن الاسلام والرسول علية السلام باللغة الانجليزية وليترجموة الى الفرنسية والاسبانية والصينية و و وسيكون دللك اقوى رد على هدا الفلم نريد ردود افعال صادرة عن العقول وليس عن العضلات

4) تعليق بواسطة :
14-09-2012 11:51 AM

الى التعليق رقم ٢ محمد العدوان
هل حقا تتوقع حقا ردودا ودفاعا عن المسلمين من غير المسلمين!!!!!!
هاقد احتلوا فلسطين منذ ستين عاما ، هل وجدت من يتدخل ويرد البلاد لاصحابها، ام اننا اصبحنا نعول على المجتمع الدولي والراي العام العالمي وغير ذلك من المصطلحات التي يدرسها طلبة العلوم السياسية.
هل انتظر الامريكان من الاخرين تصفية ابن لادن ، ام بادروا هم بذلك!!!!

5) تعليق بواسطة :
14-09-2012 01:35 PM

الحكومة الأمريكية والدول الغربية تسمح وتصر على السماح لهؤلاء الأشرار بالاساءة للأنبياء والأديان وربما تشجع بشكل غير مباشر على ذلك وفي نفس الوقت تطلب من الحكومات العربية والاسلامية التي هي في الاغلب تابعة لها وتحت نفوذها بحماية سفاراتها من غضب الجماهير.

حقا لعبة شيطانية صبيانية. بكل بساطة امنعوهم من القيام باستفزازاتهم فلا يحدث ما يخرب علاقات الشعوب، لكن الظاهر أن هذا مخطط له ومدروس كما هو 11 أيلول للوصول لأهداف معينة.

لو كانت أمريكا بلد صغير وضعيف ويعتمد على المساعدات العربية ، هل يقوموا بنفس العمل؟ طبعا لا. إذا سلوك سياستهم وثقافتهم متغيرة حسب وضعهم المالي والدولي، هذا يعني أنهم يعيشوا في منتهى الفوضى الأخلاقية، وحضارتهم زاخرة بذلك ،

فحضارتهم المنهارة الفاشله ، هي التي

1. فرقت بين الناس أسود وأبيض
2. تاجرت بالناس كعبيد من افريقيا لأمريكا
3. استخدمت القنبله النووية
4. شردت وجوعت الشعوب في فلسطين والعراق وفيتنام وكوريا وأفغامستان
5. صاحبة غوانتاناموا وأبو غريب
6. مستخدمة اليورانيوم في العراق
7. ولية أمر وداعمة الأنظمة الدكتاتورية الدموية في جنوب أمريكا وغيرها
8. ناهبة ثروات وبترول الشعوب
9. داعمة اسرائيل على حساب الشعب الفلسطيني منذ 60 عاما
10. والان يريدوا الاساءة للأنبياء والأديان باستهتار واستخفاف لا معنى له بالشعوب العربية الاسلامية.

الظاهر أن مثل هذه الحضارة أضحت في خبر كان وليس بالقرار التاريخي والعظيم أن نقطع كل علاقاتنا الدبلوماسية معهم ونرتاح من شرورهم.

لسنا بحاجة لهم والعلاقة معهم تضر ولا تنفع ونحن بغنى عنهم وان لم يحصل ذلك الان فسيحصل عما قريب وفي سنين معدودة ان شاء الله. والله ولي المؤمنين.

6) تعليق بواسطة :
14-09-2012 02:46 PM

اتعرف اخي من القائل وما هي المناسبه
يا عابد الحرمين لو أبصرتنا
لعلمت أنك بالعبادة تلعب
من كان يخضب خده بدموعه
فنحورنا بدمائنا تتخضب
هولاء اخي هم من رفعوا راية الاسلام وليس من يبكي في جوار الحرم وهم من نشروا الاسلام ودافعوا عنه بالسيف ولا تنسى قول الله عز وجل (واعدوا لهم ما ....... ) فالواقع لن يتغير منذو الاف السنين وهذه سنة الحياه فلا داعي الى سرد المزيد فلديك اليقين الكافي فقط نحن عاجزين ولهذا نقول ذلك ونفسر الامور والنصوص حسب الاوضاع وكيف نشاء وليس كما يجب و اتفق مع كلام الدكتور العتوم بتعليقه رقم 4

7) تعليق بواسطة :
14-09-2012 03:44 PM

*- تاريخنا الاسلامي ملئ بالفضائح , وديننا الاسلامي تعرض لمقتلة فكرية و روحية اكثر من اجساد الملايين التي ذهبت فيما يسمى فتوحات و ما هي بفتوحات بل امتدادات لسيطرة سياسية لسلاطين غصبوا الحكم و انتزعوها بالدم !!! ديننا الاسلامي دين رحمة و محاورة و دين فكر حر و ليس فكر غصبي ان امنت به امنت و ان لم تفعل فالجزية او السيف "يعني المصاري او نقطع راسك"!!!!!!!!!!!!
*- للعلم الرسول الكريم الغزوة الوحيدة التي خرجها خارج اطار الدفاع عن النفس هي غزوة مؤتة و كانت للانتقام من الذين قتلوا "سفيراً" يا سبحان الله لان السفير او الرسول في الاسلام محصن دمه حتى لو كان لدولة معادية !!, تخيلوا الذين قتلوا السفير و الذين قتلوا 70 مصلي في مسجد كانوا يصلون صلاة التراويح في الجزائر عام 2002 على سبيل المثال !! يسمون بمتشددين اسلاميين !!!!!!!!!!!!!!!!

8) تعليق بواسطة :
14-09-2012 11:53 PM

الاخوه الاعزاء تعليق 4و6:بداية"انا تعليقي كان حول ماتم روايته عن الفلم الذي اساء للمنتج والمخرج ومن عمل الفلم قبل ان يسيء لغيرهم وكيف لو تم نشر وايضاح وافهام حقيقة الدين الاسلامي قولا" وعملا" كما هو في الكتاب والسنه ولم اعلق او اعترض على حث الاسلام للاعداد والاستعداد المادي والمعنوي والتي يقصد بها الردع بالمفهوم الحالي للعدو وللمنافقين ولم اعترض على اية خطه عربيه واسلاميه ان وجدت لاحتلال وتدمير امريكا وتوابعها ما وراء البحار ولست ضد مقاطعة العالم العربي والاسلامي الكامله لأمريكا ردا" على الفلم....نقطه اخرى لم تكن حروب امريكا على مدار تاريخها لأسباب دينيه فقط بل لأسباب اخرى مختلفه منها السياسي والاقتصادي ومصالح اخرى والدليل حربها في الحرب العالميه الثانيه وفي فيتنام وفي كوريا وفي كوبا وغيرها الكثير....

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012