أضف إلى المفضلة
السبت , 18 أيار/مايو 2024
السبت , 18 أيار/مايو 2024


عرض ملكي جديد

بقلم : فهد الخيطان
15-09-2012 01:56 AM
سبق للملك أن عرض خطته لعملية الإصلاح في الأردن، والنقطة التي يود الوصول إليها. لكن هذه المرة، بدا متيقنا أكثر من أي وقت مضى بإمكانية تحقيق الهدف في الموعد المقرر؛ انتخابات قبل نهاية العام الحالي تحت إشراف هيئة مستقلة لضمان أفضل معايير النزاهة والشفافية، وبرلمان جديد مع حلول العام الجديد، يفرز حكومة برلمانية تحتفظ بمكانها لمدة أربع سنوات 'مفصلية في تاريخ الأردن السياسي'.العرض الملكي ذهب أبعد من ذلك، فقد منح المعارضين للنظام الانتخابي الحالي أملا بتجاوزه، والتوافق على نظام جديد من خلال البرلمان المقبل. وقبل ذلك بأشهر، كان الملك صرح بأن التعديلات الدستورية لن تكون الوجبة الأخيرة، وأنه يمكن إعادة فتح الدستور لمزيد من التعديلات الإضافية. لأول مرة منذ أشهر تمسك الدولة زمام المبادرة بهذا الشكل، وتتقدم بمقاربة شاملة وواضحة المعالم ضمن إطار زمني محدد، في مقابل برنامج المقاطعة المتشدد الذي تتبناه الحركة الإسلامية وقوى أخرى في المعارضة.لم يفلح العرض الأخير في إقناع الحركة الإسلامية بالتراجع عن موقفها؛ فقد اختار الإسلاميون البقاء في الشارع، على ما صرح القيادي في الحركة زكي بني إرشيد بعد ساعات من مقابلة الملك. وفي اليوم التالي، أعلن العين بسام العموش الذي لعب دور الوسيط بين الدولة والحركة الإسلامية، نهاية مهمته بدون التوصل إلى نتيجة.لم يكن تمسك الدولة بالصوت الواحد السبب الوحيد لفشل جهود التفاهم، بل موقف الحركة الإسلامية الغامض، والتي ظلت تتحدث بلغتين؛ في الغرف المغلقة تبدي مرونة في المواقف، وفي العلن تخرج للرأي العام بشروط تعجيزية للمشاركة، على الأقل من حيث توقيتها والإصرار على تنفيذها قبل الانتخابات.الملك أخذ علما بالنتيجة في وقت مبكر، فقرر حسم الجدل، ونقل الرأي العام والنخب السياسية من حالة التردد والغموض إلى وضعية الاستنفار العام استعدادا للانتخابات قبل نهاية العام. ويراهن مراقبون على أن الحراك الانتخابي سيشهد زخما جديدا بعد تصريحات الملك، سواء لجهة الإقبال على التسجيل فيما تبقى من مهلة، أو تحركات الأحزاب والمرشحين المستقلين.اليوم، نحن أمام حقيقتين لا يمكن تجاوزهما، ويتعين التعايش معهما في ذات الوقت: الأولى، أن الانتخابات ستجرى هذا العام، ولا نية أبدا عند صاحب القرار لتأجيلها. والثانية، أن الحزب السياسي الأول في البلاد، إلى جانب أحزاب وتيارات أخرى، سيقاطع هذه الانتخابات. لم يكن هذا طموح الكثيرين للربيع الأردني، وإن كان هناك من يأمل من بعض القوى المقاطعة مراجعة موقفها. لكن هذه هي النتيجة للأسف، ولا نريد أسوأ منها؛ بمعنى آخر، أن يتطور الخلاف إلى صدام بين الدولة وقوى المقاطعة.ليس بالضرورة أن تتحول المقاطعة إلى قطيعة؛ هناك حاجة وطنية لاستمرار الحوار والتواصل بين الطرفين. في هذا المجال، اعتقد أن مبادرة رئيس الهيئة المستقلة للانتخاب عبدالإله الخطيب، بلقاء قادة الحركة الإسلامية في مقرهم قبل أيام، هي نموذج لما يمكن أن تكون عليه العلاقة بين الجانبين في المستقبل، بدلا من التصعيد المتبادل في الشارع.لكن التحدي الذي يواجه الدولة لا يقتصر على تبريد الجبهة مع المقاطعين، وإنما أيضا تخفيف حدة الاحتقان في المجتمع، ونزع فتيل الأزمات على أكثر من جبهة. ولعل أولى الأزمات التي تحتاج إلى المعالجة هي قضية المعتقلين من نشطاء الحراك. إن الاستمرار في توقيف هؤلاء الشبان، وتوسيع دائرة الاعتقالات، يعكر المزاج الشعبي في أكثر من محافظة، ويصب في مصلحة قوى المقاطعة. مع بدء العد التنازلي للانتخابات، دعونا نفتح صفحة جديدة.fahed.khitan@alghad.jo

(الغد)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
15-09-2012 11:43 AM

-و ماذا عن قانون الانتخاب المرفوض شعبيا و الذي اصر النظام على فرضه؟ ما فائدة انتخابات بقانون مرفوض؟ و الدليل (استجداء الحكومة ) للناس لكي يسجلواز

- و ماذا عن الفساد و محاسبة اسياده في الاردن؟

- ماذا عن حل الازمة الاقتصادية الخانقة؟و المديونية الهائلة؟

- الشعب لا يريد مبادرات و طلام و لكن اجراءات على الارض.

2) تعليق بواسطة :
15-09-2012 03:43 PM

1- من المعيب على كاتب ان يبين رضوخ اي مسؤول لقرارات شعب او لاحقية شعب على انه "عرض" !! نحن لسنا في صفقات و لا سوق !!! و هذه الكلمة ان ارادت ان تبين فانما تبين نظرة النظام و كتابه لطريقة التعامل مع حقوق الشعوب .
2- لا تمارسوا اسلوب الغرب في تصوير او تجيير اغلبية الشارع على انه تابع او مناصر للحركة الاسلامية , الحركة الاسلامية حزب سياسي لم تظهر شعبيته في ظل قانون عادل ليبين شعبيته الحقيقية .
3- هذا " العرض" حسب تسميتك من المفروض ان يناقش الرغبة العامة للشعب و يماهي ابسط قواعد حقوق الشعوب في التعبير عن ارادتها و يقاس بالمعايير الدولية في قوانين الانتخابات , لا ان يماهي رغبة حزب او فئة . لان الاحزاب كالتجار ينظرون الى المصلحة الضيقة و يتعاملون معها باسلوب الربح و الخسارة .
4- في لب المقالة منطق يقول ببساطة " طيب ماشي اذا بكو تتانحو احنا بنتنح" !!! لذا قررت انا الحاكم الفرد ان يكون كذا و كذا و قراري سيسير و هو الحاصل !! في البداية اسلوب تجار لتبين شكل منطق النظام و كتبته و الان اسلوب العصابات .
5- كل مقالك هو مقال "تسويقي" و علم التسويق يقوم على الابهار و التشويق و التضخيم و التبهير و التزكية للسلعة !! انت قلت ((تحت إشراف هيئة مستقلة لضمان أفضل معايير النزاهة والشفافية، )) الهيئة هي اصلا غير مستقلة لانها معينة من راس السلطة التنفيذية , و رئيسها وزير سابق في حكومة زورت انتخابات حسب ما اتفق عليه حتى راس النظام و لذلك تم تنحيتها و كل ما ظهر من خطوات نظامية و اساليب تلاعب في عملية التسجيل لا تنبئ على ما قلت عليه من نزاهة و شفافية !!!
الشفافية التي لم نراها الا في جيوب الفقراء الخاوية .

3) تعليق بواسطة :
15-09-2012 04:02 PM

ولكن يا فهد ظلت الدولة على مدى عشرين عاما ماضية تضحك على الاخوان وتزور الانتخابات فلماذا نصدقها الآن؟ الدولة تريد الاخوان شاهد زور على ديمقراطيتها المشوهة أمام دول العالم وبخاصة الولايات المتحدة بأن الأردن أجرى انتخابات شفافة ونزيهة وحرة بحضور أهم وأكبر تجمع سياسي في البلاد. الدولة تريد الاخوان في الانتخابات جسرا لتعبر على ظهورهم امتحان الاصلاح. فلم يقبلون بهذا الدور؟! أجبنا يا رعاك الله وأنت الكاتب الفذ والمحلل اللماح والمراقب الذكي.

4) تعليق بواسطة :
15-09-2012 10:24 PM

نعتذر

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012