أضف إلى المفضلة
السبت , 18 أيار/مايو 2024
السبت , 18 أيار/مايو 2024


رسائل بيروت ـ 1

بقلم : ناهض حتر
16-09-2012 12:13 AM
رغم قسوة الصدامات في سورية، فنحن نعيش ربع الساعة الأخير من الأزمة الدموية التي يعيشها البلد التوأم منذ 18 شهرا:
(1) الجيش العربي السوري يسيطر ميدانيا وسياسيا ويحظى بالشعبية والاحترام في صفوف الأغلبية السورية التي ترى فيه النجاة من أحوال الانهيار الأمني، وخشبة الخلاص من إمارات الظلام والذبح على الهوية والخطف والاغتصاب وتسلط المسلحين الغرباء وتخريب البنى التحتية الخ .
(2) التمرد المسلح الإرهابي يقترب من الهزيمة الميدانية والسياسية؛ الجماعات الإرهابية تواجه مصيرا صعبا بين الضربات المحكمة للجيش السوري وتقلّص الحواضن الاجتماعية الداعمة.
(3) كل قوى المعارضة الوطنية السلمية موجودة، اليوم، في دمشق، ولم يبق خارج طاولة الحوار إلا القوى المرتبطة بالاستخبارات الخليجية والتركية والغربية، والمنادية بالتدخل الخارجي، والحاضنة للإرهابيين من تنظيم القاعدة. صحيح أن المواقف ما تزال متباعدة بين أطراف من المعارضة الوطنية والنظام، لكنهما الآن تحت سقف واحد هو سقف الدولة السورية المدنية العلمانية، وتُدار الخلافات والصراعات بينهما بالرؤى والأفكار والمصالح، لا بالاستقواء بامتلاك أدوات السلطة من جهة أو بالإرهاب والتدخل الأجنبي من جهة أخرى.
(4) دوليا وإقليميا، أخرج الأمريكيون، اوروبا وتركيا والسعودية وقطر، من الملف السوري الذي تحوّل ملفا أمريكياً ، روسياً.
(5) استعادت موسكو وواشنطن، بعد قطيعة، الاتصالات بشأن سورية. وبغض النظر عن التصريحات المتعارضة والضربات المتبادلة في اللحظات الأخيرة تحت الحزام، فإن الولايات المتحدة جددت، واقعياً، اعترافها ببيان جنيف وخطة كوفي عنان، وهما، اليوم، أساس مهمة الأخضر الإبراهيمي. ولهذه المهمة وظيفة اساسية هي إدارة الحوار الداخلي بالدرجة الأولى وتكوين تصوّر واقعي للحل يكون جاهزا لدى انجاز الانتخابات الأمريكية. بالمقابل، يخطط الجيش السوري للحسم الأمني النهائي في ذلك التاريخ، أي مع نهاية العام الحالي.
(6) يدرك الإبراهيمي طبيعة مهمته جيدا، ومصدر قوته الناجم عن التفاهم الضمني بين الدولتين العظميين. ومن هنا، أدار ظهره للتدخلات القَطرية، وأعلم حمد بن جاسم بأنه يرفض الاقتراح القَطري للإعلان عن مهلة زمنية لمهمة المصالحة في سورية.
(7) طوّر الرئيس السوري، بشار الأسد، موقفا مقبولا من قبل المعارضة الوطنية وأطراف التسوية الدولية وبعثتها. ويقوم ذلك الموقف على التمييز بين عملية فرض الأمن العام وبسط سلطة الدولة والتي لا مجال للتفاوض بشأنها، وبين العملية السياسية المفتوحة على كل الاحتمالات التي يقررها السوريون بأنفسهم من خلال الحوار. ويحظى هذا الموقف بتأييد كامل من روسيا التي وفّرت، بدورها، الضمانات لجدية ذلك الحوار.
(8) الأحداث الدامية التي شهدتها عواصم ' الربيع العربي' بمناسبة الاحتجاجات على الفلم المسيء للرسول الكريم ( ص) سوف تسرّع في التوجه الأمريكي للتوصل إلى حل وسط في سورية.
الآن، إذاً، تكونت عناصر الفرصة المناسبة لتظهير دور أردني إيجابي في تسوية الأزمة السورية.
(1) نجا الأردن من التورّط في التدخل الكثيف والمفتوح في الأزمة السورية. وعلى رغم الخربشات التي قامت بها بعض الأطراف الأردنية، يحظى موقف عمان بالتقدير لدى أوساط الحلف السوري.
(2) يتفق دعم أطروحة الأسد، مع الموقف الأردني التقليدي المناهض للإرهاب، كما أن الدعوة الأردنية إلى حل سياسي، تتفق مع رؤية الأطراف الوطنية في سورية.
(3) يمكن للأردن أن يلعب فورا بعض الأدوار المهمة في مساعدة السوريين على مكافحة الإرهاب، وكسر الحصار الاقتصادي والسياسي عن دمشق، والشروع في تجديد العلاقات الثنائية.
(4) وقف التنسيق مع الإخوان المسلمين السوريين واتخاذ موقف مستقل عن الخليجيين، مدخل إجباري لدخول الأردن على خط التسوية في سورية.
(5) وبالمقابل، تسمح العلاقات الأردنية ـ الروسية لعمّان، القيام بخطوة استكشافية وترتيب التفاهمات مع دمشق.

التعليقات
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012